السبت 18 مايو / مايو 2024

في ظل زيارة بايدن المرتقبة.. ما مصير التحالف الدفاعي الشرق أوسطي؟

في ظل زيارة بايدن المرتقبة.. ما مصير التحالف الدفاعي الشرق أوسطي؟

Changed

فقرة من "قضايا" تناقش المقترح الإسرائيلي الأميركي لتشكيل حلف دفاعي شرق أوسطي (الصورة: تويتر/ صفحة الرئيس الاميركي)
تسعى إدارة بايدن إلى عقد اتفاقية أمنية للدفاع المشترك تشمل كلًا من إسرائيل و6 دول عربية في الخليج بالإضافة إلى مصر والأردن والعراق لمواجهة التهديدات الإيرانية.

شهدت الآونة الأخيرة تداول خبر حول الاستعداد لتشكيل تحالف عسكري في منطقة الشرق الأوسط بقيادة واشنطن يضم إسرائيل ودولًا عربية.

ولم يمض الكثير من الوقت حتى سارعت دول عربية عدة وعلى رأسها مصر والأردن لنفي خبر التحالف، والذي كان قد صرّح به وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس.

وبحسب تقارير أميركية وإسرائيلية، تسعى إدارة بايدن إلى عقد اتفاقية أمنية للدفاع المشترك تشمل كلًا من إسرائيل و6 دول عربية في الخليج، بالإضافة إلى مصر والأردن والعراق لمواجهة التهديدات الإيرانية وفق تعبيرهم.

وأفاد تقرير للقناة 12 الإسرائيلية، أنه بموجب التحالف ستكون كل دولة من الدول المنضوية ضمنه ملزمة بتبليغ الدول الموقعة على الاتفاقية بشأن أي هجوم إيراني يمر عبر أجوائها ويستهدف إحدى الدول التي تشارك في التحالف الأمني.

إلا أن كلًا من وزير الخارجية المصري ووزير الخارجية الأردني سرعان ما نفيا وجود أي حديث عن تحالف عسكري تكون إسرائيل جزءًا منه، مع التأكيد أن هذا الموضوع ليس على أجندة زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة.

ويرجع البعض فكرة "الناتو العربي" لحقبة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما الذي جمع للمرة الأولى قادة الدول الخليجية في كامب ديفيد واتفق معهم على خلق جبهة واحدة، وبعده الرئيس السابق دونالد ترمب الذي دعا إلى مشروع "حلف الناتو العربي" أو "تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجي" ويضم دول الخليج الست بالإضافة إلى مصر والأردن.

وشهدت المنطقة العربية تحالفات عسكرية عدة في تاريخها الحديث مثل "حلف بغداد" في خمسينيات القرن الماضي الذي ضم بريطانيا والعراق وتركيا وباكستان وإيران، وقوة الردع العربية التابعة لجامعة الدول العربية ودرع الجزيرة التابع لمجلس التعاون الخليجي وغيرها من التحالفات. وفي عام 2015، شكلت الجامعة العربية قوة مشتركة مقرها مصر، وقوامها 40 ألف جندي من دول مختلفة.

استعداد الدول العربية لزيارة بايدن

ويأتي الحديث عن التحالف بعد جولات ولقاءات مكثفة لزعماء العديد من الدول العربية قبيل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

فولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قام بجولة خارجية شملت مصر والأردن وتركيا، في سعي من المملكة لتمكين العلاقات مع دول المنطقة ورسم تحالفات وتفاهمات مشتركة قبل زيارة بايدن، كما أنها تشكل خطوة نحو فتح صفحة جديدة في سجل العلاقات بين الرياض وأنقرة، التي شهدت سنوات من الخلافات العميقة، أدت إلى تراجع الثقة بين البلدين إلى مستويات منخفضة جدًا، وهو ما يعيق حتى الآن تحقيق اختراق أكبر وأسرع في مساعي إعادة تطبيع العلاقات في ظل خطوات بطيئة وحذرة.

وقبل ذلك، حضر ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قمة استضافها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في شرم الشيخ. وجاء في البيان الرسمي للقمة أن القادة ناقشوا التنسيق المتبادل في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك بالإضافة إلى التطورات الأخيرة على الساحتين الإقليمية والدولية، والتحديات التي تواجه المنطقة.

ومؤخرًا، قام أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بزيارة القاهرة، وهي الأولى له منذ المصالحة الخليجية التي تمت خلال قمة العلا التي استضافتها السعودية في يناير/ كانون الثاني 2021، التي أنهت 3 سنوات من القطيعة الدبلوماسية والاقتصادية بين المملكة والإمارات والبحرين ومصر من جهة والدوحة من جهة ثانية.

وخلال الزيارة تمت مناقشة العلاقات بين البلدين وتطور القضايا السياسية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

كما زار الرئيس المصري كلًا من عُمان والبحرين في جولة بحثت التحديات التي تواجه دول المنطقة ودعم الجهود من أجل التوصل إلى حلول سياسية دائمة لكافة الأزمات في دول المنطقة، وإرساء دعائم الأمن والاستقرار فيها، وتنسيق الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب وتنظيماته ومنع تمويله، وتجنيب المنطقة أخطار الأنشطة المزعزعة للأمن والاستقرار بحسب بيانات مشتركة.

وتعكس هذه الزيارات المكوكية في المنطقة أهمية القمة المرتقبة في جدة، ولعل هذا ما يفسر التقارب بين هذه الدول، لتحديد الأولويات وتشكيل تحالف ولا سيما بعد توقف مباحثات الملف النووي الإيراني، ومع دفع الولايات المتحدة وإسرائيل لتشكيل تحالف إسرائيل عربي بشكل أساسي ضد إيران.

ومن المقرر أن يزور الرئيس الأميركي جدة في 15 و16 من يوليو/ تموز الجاري في قمة تجمعه مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى الأردن ومصر والعراق في جدة، حيث يبحث موضوعات ذات صلة بأزمة الطاقة والحرب في أوكرانيا واليمن والملف النووي الإيراني، والأمن السيبراني والأمن الغذائي.

"نسخة من صفقة القرن"

وفي هذا الإطار، يرى أستاذ العلوم السياسية سيف عبد الفتاح أن التحالف الذي يتم الحديث عنه هو عبارة عن نسخة جديدة لما يسمى "صفقة القرن" التي تعنى بإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط من جديد، خاصة بعد أن قامت واشنطن منذ فترة بما يسمى "سياسات وإستراتيجيات إعادة التموضع في هذه المنطقة"، التي كشفت عن سياسات أميركية جديدة فيما يتعلق بصفقة القرن، في محاولة لتأمين إسرائيل من جهة، وإقناع الدول الرئيسية في الشرق الأوسط بأن عليها اتباع النصائح الأميركية من جهة أخرى.

وأضاف في حديث إلى "العربي" من إسطنبول، أن هناك دولًا تتحفظ أو تتخوف على الأقل من تشكيل هذا الحلف، بسبب مشاركة إسرائيل فيه، مشيرًا إلى أن بايدن سيزور إسرائيل قبل زيارته السعودية والاجتماع بالدول العربية المرشحة للانضمام للناتو العربي.

ويضيف عبد الفتاح أن الدول العربية المرشحة لديها تقاطعات في المصالح، كما أن لديها حالة من عدم الثقة فيما بينها، كما أن لديها تخوفًا من أن يتحول الحلف إلى طبيعة هجومية يؤدي إلى أضرار عليها في علاقتها في المنطقة بشكل العام.

ويرى أستاذ العلوم السياسية أن الحلف ما بين الدول العربية، كان دائمًا حلفًا تابعًا لواشنطن، مضيفًا أن تقاطع المصالح بين هذه الدول لا يقتضي فقط لقاءات ثنائية فيما بينها، بل كان من المفترض أن يقوموا برسم إستراتيجيات.

ويلفت عبد الفتاح إلى أن هذا التحالف هو للتطبيع مع إسرائيل وتمكينها في منطقة الشرق الأوسط، خاصة وأن الولايات المتحدة الأميركية لا تستطيع إهمال المنطقة دون ضمان الأمن الإسرائيلي كاملًا، في ظل اتفاقات ستهندسها وتبرمجها لحماية إسرائيل، مضيفًا أنه يشكك في أن يكون هذا التحالف ضد إيران في ظل الحديث عن تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني في اللحظة الأخيرة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close