الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

في "يوم الأرض".. ما دلالات مظاهرات الداخل رغم تضييق الاحتلال؟

في "يوم الأرض".. ما دلالات مظاهرات الداخل رغم تضييق الاحتلال؟

Changed

قرية دير حنا داخل الخطّ الأخضر تحيي ذكرى يوم الأرض- إكس
قرية دير حنا داخل الخطّ الأخضر تحي ذكرى يوم الأرض- إكس
لا يزال النهج الإسرائيلي مستمرًا بعد مرور 48 عامًا على "يوم الأرض" عبر مخططات الاستيطان التي تصطدم بإصرار الفلسطينيين على البقاء بأرضهم.

أحيا آلاف الفلسطينيين في قرية دير حنا داخل الخطّ الأخضر، ذكرى "يوم الأرض"، بمظاهرة حاشدة طالبت بوقف الحرب على غزة، وفكّ الحصار عنها. 

ولم ينس المتظاهرون الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية مهاجمة الحكومة الإسرائيلية التي وصفوها بالدموية.

وفي استذكار الماضي، تعود ذكرى "يوم الأرض"، إلى عام 1976، حين قامت الحكومة الإسرائيلية حينها بقيادة إسحاق رابين، بإقرار مصادرة أكثر من واحد وعشرين ألف دونم من أراضي الجليل، لتخرج بعدها مظاهرات حاشدة في البلدات والقرى العربية رافضة للخطوة تلك. وهو أمر دفع بحكومة رابين، إلى الإيعاز لقواته بقمع التظاهرات، ما أسفر عن ستة شهداء بالإضافة إلى عشرات الجرحى. 

نهج إسرائيلي مستمر

ولا يزال النهج الإسرائيلي، وبعد مرور 48 عامًا مستمرًا. وتكشف صحيفة "هآرتس" عن خطط إسرائيل لاقتطاع 16% من مساحة قطاع غزة لبناء منطقة عازلة، بالإضافة إلى بناء ممر عرضي يفصل شمالي القطاع عن جنوبه.

ويمكن ربط هذا المخطط بما أعلنته زعيمة منظمة "ناتشالا" الإسرائيلية المتطرفة، عن تلقيها أكثر من 500 طلب من عائلات إسرائيلية، للاستيطان في غزة وبناء منازل على أراضي وممتلكات الفلسطينيين.

وتصطدم هذه المخططات بالإصرار الفلسطيني على البقاء في الأرض، في ظل رفض مئات الآلاف من سكان شمال القطاع مغادرة مدنهم ومخيماتهم رغم المجازر اليومية وحرب التجويع التي تشن عليهم.

ولا تنفصل قوانين الحرب والاستيلاء كثيرًا عن الضفة الغربية والقدس، إذ أقرّت الحكومة الإسرائيلية، وفق ما أكدت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مصادرة أكثر من 27 ألف دونم من أراضي الضفة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. 

كما أجبرت أكثر من 25 تجمعًا فلسطينيًا على مغادرة أراضيهم. وبالإضافة إلى ما يوثق يوميًا من هجمات ينفذها المستوطنون على الفلسطينيين وأراضيهم.

مخططات التهجير

وفي هذا الإطار، يشير الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا إلى أن الصراع هو ذاته منذ عام 1976 وما قبلها عام 1948 و1956 و1967، لافتًا إلى أن إسرائيل أرادت السيطرة على الأرض الفلسطينية. 

ويقول في حديث إلى "العربي" من رفح: "إن حرب الإبادة في مراحل مختلفة كانت لهدف أساسي وهو إجلاء الفلسطينيين عن أرضهم وتهجيرهم"، معتبرًا أن الفكرة لم تتغيّر وإن تغيّرت المسميات. 

ويلفت القرا إلى أن المشاهد تتكرر وهي أكثر إيلامًا حيث يتم قتل الفلسطينيين وتهجيرهم أثناء البث المباشر. ويضيف: "إن إسرائيل بعد السابع من أكتوبر أخرجت مخططات عام 1956 والتي تقوم بشكل أساسي على إجبار الفلسطينيين على النزوح والهجرة من خلال عمليات القتل والإرهاب"، موضحًا أن مشاهد المجازر اليوم هي نفسها التي حدثت أثناء العدوان الثلاثي، والتي تشمل حرق المنازل والتهجير والإعدام الميداني للفلسطينيين.  

كما يعتبر القرا أن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء هو مخطط موجود، تسعى إسرائيل لتحقيقه من خلال عملية عسكرية في رفح. 

أهمية مظاهرات الداخل الفلسطيني

من جانبه، يلفت الباحث في مركز مدى الكرمل الدكتور مهند مصطفى إلى أن الداخل الفلسطيني يحي يوم الأرض في كل عام، لكنه يعتبر أن "الرسالة لها أهمية هذا العام، حيث حاولت إسرائيل أن تمنع فلسطينيي الـ48 من إظهار تضامنهم وتعاطفهم مع سكان قطاع غزة من خلال عملية قمع ممنهجة لأي صوت احتجاجي ضد الحرب أو أي نقد لها وتنفيذ اعتقالات سياسية". 

ويقول مصطفى في حديث إلى "العربي" من حيفا: "لهذه المظاهرة أهمية مضاعفة من خلال التأكيد على أن الصرع يتمركز حول قضية الأرض"، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين عانوا منذ عام 1948 من مصادرة الأراضي المنهجية حتى هذه اللحظة. 

كما يشددّ على أهمية التقاطع بين "يوم الأرض" والحرب على غزة والمطالبة بوقفها والتعامل مع هذه الحرب على أنها حرب إبادة، مؤكدًا على أهمية ذلك خصوصًا وأن فلسطينيي الداخل يحملون المواطنة الإسرائيلية وقد مُنعوا بالقوة من التعبير عن مواقفهم من بدء الحرب. 

صراع "ثابت" على الأرض

أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا الدكتور إبراهيم فريحات، يسلط بدوره الضوء على الكثير من المتغيرات التي حدثت منذ بداية الصراع عام 1948، حيث جرى تصنيف منظمة التحرير "إرهابية" في الستينيات والسبعينيات ثم جرى الاعتراف بإسرائيل، لكنّه يشير إلى أن "الثابت منذ ذلك الحين هو الصراع على الأرض".  

وفي حديثه من الدوحة، يشرح فريحات أنه حتى في اتفاق أوسلو الذي مثّل أكثر لحظة من التفاؤل بحل الدولتين، تنازلت إسرائيل عن المناطق التي صُنفت "أ" وهي  المكتظة بالسكان، ووضعت المناطق في الفئة "ب"  تحت الإدارة المشتركة، لكنها لم تتنازل عن شبر من الأرض في المناطق التي صنفت في الفئة "ج" والتي تشكل 60% من المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية. 

ويشير إلى أن إسرائيل تسعى للسيطرة على غزة بالكامل، لافتًا إلى أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زار عددًا من الدول العربية في أعقاب الحرب على قطاع غزة بهدف إقناعهم باستقبال الفلسطينيين من القطاع، لكن الفكرة لم تلق قبول أي دولة عربية. 

ويعتبر أن "الإدارة الأميركية تنازلت عن هذه الفكرة، لكن إسرائيل ما زالت تعمل بجد كامل لتهجير الفلسطينيين من خلال السعي لقصف رفح وتسويتها بالأرض كما باقي المناطق في غزة وجعلها غير قابلة للعيش. 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close