أعلنت السلطات في السودان اليوم السبت، حظر التجمعات وسط العاصمة الخرطوم، قبل ساعات من انطلاق تظاهرات في الذكرى الثالثة لفض اعتصام أمام مقر قيادة الجيش السوداني، وذلك بحسب بيان صحافي للجنة أمن ولاية الخرطوم، وفق ما ذكرت وكالة السودان للأنباء.
وطالبت لجنة تنسيق شؤون أمن ولاية الخرطوم بضرورة الالتزام بالسلمية في المواكب، وعدم السماح للمخربين بالدخول وسط المتظاهرين السلميين، تفاديًا لوقوع أعمال تخريب وإصابات، وفق الوكالة، وذلك في إطار الخطط التأمينية لولاية الخرطوم خلال عطلة العيد.
وأعلنت اللجنة أن حركة السير ستكون يوم السبت 30 أبريل/ نيسان كالمعتاد، وأن الجسور مفتوحة باستثناء جسر المك نمر (يربط الخرطوم بالخرطوم بحري)، كما أنها ستقوم بواجباتها نحو تأمين المواكب والتجمعات.
ودعت اللجنة المواطنين بأن يكون تجمّع المواكب في الميادين العامة بالتنسيق مع لجان أمنها والابتعاد عن المستشفيات والمؤسسات التعليمية، مشيرة إلى أن منطقة وسط الخرطوم من السكة حديد جنوبًا حتى القيادة العامة شرقًا وحتى شارع النيل شمالًا، غير مسموح بالتجمعات فيها.
إغلاق شوارع رئيسة
وأغلق محتجون فجر اليوم السبت، شوارع رئيسة في بعض مناطق الخرطوم ضمنها منطقة بري وشارع الستين شرق الخرطوم وشارع الوادي بأم درمان، بإطارات السيارات المشتعلة والحجارة، بحسب "الأناضول".
وأصدرت لجان المقاومة بيانًا حول فعالية ذكرى فض الاعتصام، حددت من خلاله نقطة التجمع الرئيسة للاحتجاجات في شارع الستين شرق الخرطوم عند الساعة الرابعة عصر اليوم السبت.
وحددت مجموعتان من ناشطين تطلق على نفسها (ملوك اشتباكات المواكب وغاضبون)، وجهة موكبها نحو القصر الرئاسي بالخرطوم.
وفي يونيو/ حزيران عام 2019، فضّ مسلحون يرتدون زيًا عسكريًا اعتصامًا مطالبًا بتسليم السلطة للمدنيين، أمام مقر القيادة العامة للجيش في العاصمة، مما أدى إلى مقتل 66 شخصًا، بحسب وزارة الصحة، فيما قدرت "قوى إعلان الحرية والتغيير"، (قائدة الحراك الشعبي آنذاك) العدد بـ 128.
وغرق السودان في أزمة سياسية حادة، منذ الانقلاب الذي نفّذه قائد الجيش عبد الفتّاح البرهان في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على شركائه المدنيين في الحكم، حيث شهدت تظاهرات مناهضة للانقلاب لم تهدأ حتى الآن، أسفرت عن مقتل أكثر من 90 متظاهرًا، بحسب لجنة "أطباء السودان".
وأنهى الانقلاب الذي أدانه المجتمع الدولي، اتفاقًا هشًا لتقاسم السلطة بين العسكر والمدنيين، توصّل إليه الطرفان بعد إطاحة الجيش عام 2019، بالرئيس عمر البشير إثر احتجاجات شعبية على حكمه الذي استمر ثلاثة عقود.