Skip to main content

قبيل المظاهرات.. الصدر لجماهير الإطار التنسيقي: أيدينا ممدودة لكم

الجمعة 12 أغسطس 2022

في موقف لافت يسبق المظاهرات المتزامنة المرتقبة اليوم، وفي ظلّ المخاوف من "صدامات" قد تتخللها، توجّه زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر بـ"رسالة" إلى جماهير الإطار التنسيقي، دعاهم خلالها إلى الحفاظ على السلمية.

وكتب الصدر في تغريدة له على تويتر، توّجه فيها إلى جماهير الإطار: "فلتكن مظاهراتكم سلمية ولتحافظوا على السلم الأهلي"، مضيفًا أن "العراق أهم من كل المسميات".

كما دعا الصدر جماهير الإطار التنسيقي إلى أن تكون مظاهراتهم "نصرة للإصلاح لا نصرة لهيبة الدولة والحكومات التي توالت على العراق بلا أيّ فائدة ترتجى"، على حدّ وصفه.

وفيما ذكّر زعيم التيار الصدري جماهير الإطار بأنّ "الصدريين" لم يتظاهروا بالتزامن معهم في أيام اعتصامهم على ما وصفوه بـ"تزوير الانتخابات"، توجّه إليهم بالقول: "أيدينا ممدودة لكم يا جماهير الإطار دون قياداته، لنحاول إصلاح ما فسد على نهج الإمام الحسين".

ويبدو أن طرفي الأزمة العراقية، التيار الصدري والإطار التنسيقي استنفدا خياراتهما، ليعود التصعيد وربما المواجهة إلى الشارع مع دعوة الإطار التنسيقي أنصاره مجددًا للتظاهر عند بوابة المنطقة الخضراء التي يعتصم فيها أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، للأسبوع الثاني على التوالي.

وتأتي دعوة الإطار التنسيقي لأنصاره بعد إعطاء الصدر القضاء العراقي مهلة أسبوع لحلّ مجلس النواب وتحديد موعد للانتخابات المبكرة.

كما تأتي هذه التطورات فيما تتواصل اللقاءات والجهود الرامية للتباحث في آلية حل للأزمة السياسية، بعد أن أعلن الصدر رفضه الحوار مع ما سماها الطبقة الفاسدة في العراق في إشارة إلى تحالف الإطار التنسيقي.

"غليان في الشارع العراقي"

من جهته، أفاد مراسل "العربي" تحسين طه من بغداد، بأن الشارع العراقي يغلي وستكون هناك تظاهرة ثالثة دعا إليها أنصار الحركات المدنية بقيادة الحزب الشيوعي العراقي ومجموعة من الأحزاب، وستكون في التوقيت نفسه لمظاهرات الإطار والتيار عند الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي، لكنها ستنظم في مكان آخر.

وأشار إلى أن التظاهرات اليوم يتوقع أن تأخذ مدى أكبر وتتوسع ولا سيما أن التيار الصدري وجه جماهيره وأنصاره في المحافظات بالاحتشاد والتواجد في المناطق المحددة في أغلب المحافظات العراقية.

وأضاف أن الإطار التنسيقي دعا إلى احتشاد الجماهير أمام أسوار المنطقة الخضراء وأمام إحدى البوابات المؤدية إلى المنطقة، كما وجه بأن تكون هناك مظاهرات في محافظتي البصرة ونينوى.

وأشار مراسلنا إلى أن هناك عملية تصعيد على المستوى الشعبي، وتحشيد من القوى السياسية للشارع، في حين أن هناك من يدعو إلى ضرورة إبعاد الشارع عن التصادم، وسط خشية من أن يكون هناك احتكاك بين الجمهورين، مما قد يؤدي إلى خسائر، خصوصًا أن القوات الأمنية قد فرضت إجراءات مشددة في مداخل ومناطق التظاهرات وأسوار المنطقة الخضراء.

صراع سياسي قضائي وتصعيد مستمر

من جهته، يعتبر الكاتب والمحلل السياسي غانم العابد أن صراع التيار الصدري هو مع المحكمة الاتحادية، حيث يرى مقتدى الصدر أن الإطار التنسيقي وظف المحكمة في فترة محاولة تشكيل الحكومة العراقية عندما كان هناك تحالف ثلاثي مع البيت السني والكردي، بحيث أصبحت طرفًا سياسيًا ضد كل الخطوات التي كانوا ينوون القيام بها ومن ضمنها تشكيل الحكومة العراقية.

ويشير في حديث لـ"العربي" من مدينة أربيل العراقية، إلى أنه عند اقتحام المنطقة الخضراء من قبل مناصري التيار الصدري ومجلس النواب، كانت هناك إشارات واضحة بأن هذه الاحتجاجات تستهدف المحكمة الاتحادية ومجلس القضاء الأعلى.

ويضيف أن خطورة الأوضاع تكمن بعد تغريدة الصدر الأخيرة والمهلة التي حددها وذلك في حال لم تقم المحكمة الاتحادية باتخاذ إجراءات حل مجلس النواب، إذ هناك مرحلة تصاعدية، مما قد يعطي إشارة إلى أن المرحلة الثانية من الاحتجاجات أو تصعيد التيار الصدري قد تنطلق يوم 20 أغسطس/ آب الحالي الذي يصادف انتهاء المهلة التي حددها مقتدى الصدر.

ويرى العابد أن التيار الصدري يرتكز على مسوغات قانونية مهمة، وهي أن الكتل السياسية تجاوزت المهل الدستورية الممنوحة لها لتشكيل الحكومة، وبالتالي من حق مجلس القضاء أن يقوم بحل مجلس النواب، مشيرًا إلى أن الأطراف السياسية ومن بينها الإطار التنسيقي منقسمة.

وأمام حالة الانسداد السياسي في العراق، يستبعد العابد أن يكون هناك أي صدام وأي مواجهة، مؤكدًا أن أطراف الإطار التنسيقي لن تخرج كلها اليوم إلى المظاهرات.

ويوضح أن منظمة بدر وحزب الله العراقي والمرتبطين برئيس الحشد الشعبي فالح الفياض لن يشاركوا في تحركات الإطار التنسيقي، مشيرًا إلى مشاركة حركة البشائر المرتبطة بنوري المالكي وعصائب أهل الحق وأعضاء من تيار الحكمة.

ويعتبر العابد أن اللافت في دعوة الإطار التنسيقي للتصعيد هو إقحام مدينة الموصل في هذا الصراع، معربًا عن اعتقاده بأن الخطورة تكمن في زج مدينة بغالبية سنية في مواجهة التيار الصدري، في حين أن غالبية أهالي الموصل بشكل ضمني مع الخطوات الإصلاحية للصدر.

وتظاهرات الجمعة هي ثاني تظاهرات يحشد لها "التيار الصدري" ومنافسه "الإطار التنسيقي" الشيعيين منذ اقتحام المنطقة الخضراء من قبل أتباع التيار الصدري في 30 يوليو/ تموز الماضي احتجاجًا على ترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء من قبل الإطار التنسيقي.

والسوداني مقرّب من إيران ويصفه قياديو التيار الصدري بأنه "ظل" رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، وسبق أن تولى مناصب حكومية، بينما يدعو التيار الصدري وقوى عراقية أخرى إلى اختيار شخصية لم تتقلد أي مناصب.

ومنذ نحو عشرة أشهر، تشهد عملية تشكيل الحكومة العراقية حالة من الانسداد السياسي، بسبب تمسك التيار الصدري ببرنامج الأغلبية الوطنية، بينما يحاول الإطار التنسيقي البقاء في حالة الأغلبية الشيعية وضمان حقوق "المكون الأكبر".

المصادر:
العربي
شارك القصة