الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

قراءة في النتائج بعد 49 عامًا.. هل انتصر العرب في حرب أكتوبر 1973؟

قراءة في النتائج بعد 49 عامًا.. هل انتصر العرب في حرب أكتوبر 1973؟

Changed

حلقة من برنامج "قراءة ثانية" تناقش نتائج حرب أكتوبر 1973 بعد 49 عامًا على مرورها، وتأخذ في الاعتبار اللحظة التاريخية والظرف السياسي وموازين القوى التي تزامنت معها.
تجمع الآراء على أن حرب أكتوبر كانت علامة مميزة في التاريخ العربي المعاصر ومحطة أساسية في الصراع العربي الإسرائيلي، ولكن هل كانت فعلاً نصرًا كاملًا؟

في الحروب الخمسة الكبرى مع إسرائيل، لم يتحدّث العرب عن انتصار كامل إلا في واحدة هي حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973. ففي هذه الحرب، عبر الجيش المصري قناة السويس وحطّم خط بارليف وحقّق النصر.

لكنّ هنالك رواية ثانية مفادها أنّ العرب لم يحقّقوا نصرًا في هذه الحرب، وأنّ إسرائيل التي باغتها الهجوم وأربك قواتها وأفقدها التوازن، عادت وتماسكت وهاجمت واخترقت القوات المصرية عبر ثغرة الدفرسوار وحوّلت هزيمتها إلى نصر.

من هنا، وبعد 49 عامًا على حرب أكتوبر، لا يزال السؤال أكثر من مشروع، فكيف يمكن قراءة نتائجها، مع الأخذ في الاعتبار اللحظة التاريخية والظرف السياسي وموازين القوى؟

"المعجزة العسكرية"

بالعودة إلى تاريخ الحروب، يذكر المؤرّخون أنّ إسرائيل تمكّنت من هزيمة الجيش المصري في 5 يونيو/ حزيران 1967 حيث احتلت سيناء ودمرت الأسلحة والمعدات والطائرات، لكنها لم تتمكن من تدمير إرادة القتال.

فبعد الهزيمة أو النكسة كما أسماها الخطاب الناصري، اندلعت معارك لثلاث سنوات وحقق الجنود المصريون نجاحات معتبرة في حرب الاستنزاف وأظهروا بطولة وصمودًا نادرين أولها بعد الهزيمة بأقل من شهر في معركة رأس العش.

وأقبل الشباب على الالتحاق بالكليات العسكرية حتى وصل المعدل السنوي إلى 130 ألف طالب عامي 1968 و1969.

وفي 28 سبتمبر/ أيلول من عام 1970 رحل الرئيس جمال عبد الناصر وخلفه أنور السادات المقتنع بضرورة الحل السلمي والتفاوض، لكنه لم يجد استجابة من أطراف الصراع.

وفي ظهيرة يوم السادس من أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973 هاجمت جيوش مصر وسوريا قوات العدو الإسرائيلي، وعبرت القوات المسلحة المصرية قناة السويس وحطمت خط بارليف المنيع وحققت ما تم وصفه بـ"المعجزة العسكرية" وهو ما لم يتوقعه السادات نفسه، فبادر إلى تطوير الهجوم شرقًا في 14 أكتوبر.

وفي اليوم التالي، تمكن الجيش الإسرائيلي من تطويق الجيش الثالث الميداني من خلال ما عُرف بـ"ثغرة الدفرسوار"، وانتهت الحرب في أكتوبر 1973 على مشهد زائغ بدلًا من أن تكون صورة الانتصار العربي فيه واضحة.

بعد ذلك، بدأت المفاوضات التي أوصلت في النهاية إلى توقيع معاهدة "كامب ديفيد" للصلح المنفرد مع إسرائيل عام 1979 ما جعل البعض يعتقدون أن السادات كان يريدها حربًا لتحريك الجمود السياسي والعسكري عبر المفاوضات وليس عبر حرب كاملة لتحرير الارض بالقوة.

توقيع معاهدة كامب ديفيد عام 1979
توقيع معاهدة كامب ديفيد عام 1979

"كسر إرادة العدو"

وفي هذا الإطار، يرى الأكاديمي والدبلوماسي السابق في الجامعة العربية مجدي حماد أن القوات المسلحة المصرية والسورية نجحت في حرب العام 1973 بكسر إرادة العدو من خلال اقتحام قناة السويس على الجبهة المصرية ثم تدمير خط بارليف إضافة إلى اقتحام القوات السورية لهضبة الجولان.

ويذكّر حماد في حديث إلى "العربي" من القاهرة، بالشعار البارز الذي طرحته إسرائيل في اليوم التاسع من الحرب تحت عنوان "أنقذوا إسرائيل" وإصدار موشيه ديان (وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك) أمرًا للقوات الإسرائيلية بالانسحاب من سيناء، قبل دخول الولايات المتحدة الأميركية بثقلها في الحرب.

ويعتبر أن القوات العربية حققت انتصارًا دفع غولدا مائير (رئيسة الوزراء الإسرائيلية سابقًا) في 11 أكتوبر إلى إرسال برقية حاسمة إلى ريتشارد نيكسون (رئيس الولايات المتحدة بين عامي 1969 و1974 ونائب الرئيس الأميركي بين 1953 و1961) للمساعدة مهددة باستخدام الأسلحة النووية.

ويلفت حماد إلى أن غولدا مائير طرحت حينها السفر إلى الولايات المتحدة إلا أن هنرى كيسنجر، وزير الخارجية الأميركي في حينه رفض ذلك بشدة وقال لها إن حكام الدول المتحاربة لا يتركون أماكنهم ويسافرون لطلب السلاح ومعنى ذلك أنهم يواجهون كارثة بحسب حماد.

ويشير إلى أنه بعد ذلك صدر القرار عن الرئيس الأميركي بأن تحصل إسرائيل على السلاح من المخازن الأميركية مباشرة.

ويخلُص حماد إلى أن أميركا شاركت في الحرب من خلال أسلحتها.

موشيه ديان (إلى يسار الصورة) أصدر أمرًا للقوات الإسرائيلية بالانسحاب من سيناء
موشيه ديان (إلى يسار الصورة) أصدر أمرًا للقوات الإسرائيلية بالانسحاب من سيناء - غيتي

"الخروج من حالة اللا حرب وللا سلم"

بدوره، يشدد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية جمال عبد الجواد على أن الجيش المصري انتصر بكل المعايير في تلك الحرب، متحدثًا عن أكثر من مؤشر يؤكد هذا الأمر.

ويوضح لـ"العربي" من القاهرة، أن أبرز مؤشر في هذا الإطار تمثل في أن مصر باتت بعد هذه الحرب بوضع أفضل مما كانت عليه قبلها منذ حرب يونيو حيث كان هناك احتلال لشبه جزيرة سيناء بشكل كامل، إضافة إلى انتهاء حالة اللا حرب واللا سلم التي استمرت لأكثر من 6 سنوات والتي كانت مكلفة جدًا ومهينة بالنسبة لمصر.

ويشدد على أن الخروج بالنتائج التي خلصت إليها هذه الحرب جعل مصر بوضع أفضل بكثير ووضع إسرائيل بوضع أسوأ مما كانت عليه بعد حرب يونيو حيث قبلت تل أبيب بأمور لم تكن لتقبل بها في السابق فيما حصلت مصر على أشياء لم تكن لتحصل عليها قبل هذه الحرب.

ويؤكد عبد الجواد أن الهدف السياسي لمصر من العام 1967 كان تحرير الأرض المصرية المحتلة وإزالة آثار العدوان وهو ما تحقق بتحرير سيناء.


المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close