الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

عن لقاء صدام ودخول حرب أكتوبر.. نزار الخزرجي يروي أحداثًا بارزة من تاريخ العراق

عن لقاء صدام ودخول حرب أكتوبر.. نزار الخزرجي يروي أحداثًا بارزة من تاريخ العراق

Changed

رئيس أركان الجيش العراقي سابقًا نزار عبد الكريم الخزرجي يتحدث لبرنامج "وفي رواية أخرى" عن تفاصيل اللقاء الأول مع صدام وعن حرب أكتوبر وأحداث قاعة الخلد (الصورة: العربي)
يروي رئيس أركان الجيش العراقي سابقًا نزار الخزرجي تفاصيل أول لقاء له بصدام حسين في موسكو وانطباعه الأول عنه، ويتحدث عن دور الجيش العراقي في حرب أكتوبر وخبايا أحداث قاعة الخلد عام 1979.

كشف رئيس أركان الجيش العراقي سابقًا نزار الخزرجي الذي قاتل في الجولان ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكانت له أدوار قيادية في تاريخ العراق، معلومات جديدة حول لقائه بصدام حسين وصولًا إلى نجاته من بطشه.

ويروي الخزرجي في الجزء الثاني من برنامج "وفي رواية أخرى" الذي يقدّمه بدر الدين الصائغ أنه وعند التحاقه بالملحقية العسكرية العراقية في الاتحاد السوفيتي عام 1971 التقى بصدام حسين الذي جاء على رأس وفد كبير من القادة الحزبيين لحزب البعث إلى موسكو عندما كان نائب أمين سر قيادة البعث.

اللقاء الأول مع صدام

ويلفت إلى أن اللقاء حصل في السفارة العراقية حيث قدم صدام عرضًا "مميزًا" عن الحزب، مشيرًا إلى أنه أعجب بعرضه وبعفويته ومصداقيته وعقائديته وشخصيته الفذة.

ويقول الخزرجي إن صدام كوّن انطباعًا إيجابيًا حينها عنه بعد عدة مداخلات له خلال اللقاء، مرجحًا أن يكون فاضل البراك الذي كان في الملحقية حينها قد نقل لصدام صورة إيجابية عنه قبل اللقاء.

وبعد انتهاء اللقاء وأثناء التوجه لتناول العشاء، يروي الخزرجي أن صدام طلب في دردشة أن ينادوه بـ"الرفيق أبو عدي". وقرر حينها الخزرجي مفاتحة صدام بقضية عمه اللواء إبراهيم فيصل الأنصاري الذي كان مسجونًا حينذاك.

ويروي أنه قال لصدام أن علاقته بالأنصاري أكثر من مجرد قرابة بل علاقة صداقة ومحبة، وتحدث له عن مسيرته، إلا أن أحد المتواجدين قاطعه معتبرًا أن الأنصاري كان يتآمر على حزب البعث.

وعندها قال صدام للخزرجي: "سمعت عنك من قبل لكنني لم أعلم أن لك القدرة على الكلام والشرح بهذا الشكل، والأنصاري قد يكون بريئًا ولكنه كان يلتقي بعض الضباط الذين نعتبر أنهم يشكلون خطرًا، ومن المؤكد أنهم أثروا عليه".

الإفراج عن الأنصاري

وأجابه الخزرجي: "الأنصاري لا يؤثر عليه أحد ولا يعرف التآمر"، وعندها اقتنع صدام وقال للخزرجي: "مكانك ليس هنا بل معنا في بغداد، وعندما تعود سترى الأنصاري حرًا طليقًا". إلا أن صدام تدارك الأمر وأضاف: "طبعًا هذا الأمر سيتم بعدما نأخذ رأي أعضاء القيادة".

وفي اليوم الثاني أكمل صدام لقاءاته مع الجانب السوفيتي حيث التقى رئيس الوزراء آنذاك أليكسي كوسيجين، تاركًا انطباعًا بأنه الرجل الاول في العراق. وأشار الخزرجي إلى أن المعاملة بين صدام والجانب الروسي كانت من الند إلى الند.

ويقول الخزرجي إن صدام سأله خلال عشاء في السفارة العراقية في موسكو عن موقفه في حال طلب منه العودة غدًا إلى بغداد مع الوفد، وأجابه الخزرجي: "رفيق أبو عدي أنت وعدت أن أعود وأرى الأنصاري طليقًا"، وعندها تفاجأ صدام وقال: "مثلما تريد".

ويشير الخزرجي إلى أنه وبعد أسبوعين أو 3 من اللقاء كان الأنصاري لا يزال في السجن، وعندها أرسل له رسالة حول هذا الموضوع، وبعد يومين اتصل به نائب رئيس الاستخبارات الذي أبلغه بخروج الأنصاري من السجن.

وعلى الإثر عاد الخزرجي إلى بغداد والتقى بالانصاري الذي أُطلق سراحه. وبعدها حدد موعدًا للقاء صدام بعدما تبين أن الأنصاري موضوع قيد الإقامة الجبرية بعد إطلاقه من السجن.

ويروي أنه وعندما التقى صدام في مكتبه، استغرب الأخير الحديث عن إقامة إجبارية وأجرى اتصالًا بوزير الداخلية سعدون غيدان وطلب منه رفع الإقامة الجبرية فورًا عن الأنصاري.

أحمد حسن البكر و"مفكر البعث"

وحول مسألة تولي صدام الحكم بعد أحمد حسن البكر والجدل حول أن السبب كان صحته المتهورة أو رغبة صدام في هذا الأمر، يلفت الخزرجي إلى أن لا شيء مؤكدًا حول هذا الأمر، وينقل عن نجل حسن البكر قوله في هذه الفترة أن والده يرغب في التنحي، بينما يقول آخرون عكس ذلك.

وحول رأيه بهذا الموضوع، يرجح الخزرجي بأن أحمد حسن البكر رأى حينها أن صدام يقوم بتسيير معظم الأمور أكان القضايا العسكرية والاقتصادية والإعلامية وغيرها، وشعر بأن توليه للكرسي لم يعد له أهمية، وبالتالي و"احترامًا لنفسه" تنحى.

ويقول الخزرجي إن حسن البكر ساعد في صعود صدام، إلا أن الأخير وفي وقت لاحق شعر بداخله أن دور حسن البكر انتهى فعليًا وعليه أن يتولى المنصب مكانه.

وينفي كل الكلام الذي يتحدث عن أن شخصية حسن البكر كانت ضعيفة، مؤكدًا أنه كان إنسانًا صلبًا.

وتطرق الخزرجي إلى القيادي في حزب البعث عبد الخالق السامرائي، معتبرًا أنه كان يمثل البعث الحقيقي، لافتًا إلى أنه يمثل بشخص كل مبادئ وفكر الحزب، مشيرًا إلى أنه كان مفكر و"راهب الحزب" نظرًا إلى تواضعه.

وكشف أن السامرائي كان يتنقل بحافلة الركاب، كما كان منزله على نحو متواضع جدًا.

مشاركة العراق في حرب أكتوبر

وحول المشاركة العراقية العسكرية في حرب أكتوبر 1973 على جبهات الجولان في سوريا، يلفت الخزرجي إلى أن القيادة العراقية حينها فوجئت بالحرب ولم تكن على علم بها.

ويشرح أنه ورغم عدم إعلامها مسبقًا واستشارتها حول الحرب، إلا أن القيادة العراقية حينها حركت قوات عسكرية كبيرة إلى الجبهة. 

ويلفت إلى أنه كان في حينه آمر الفوج الثاني من القوات الخاصة، وأصر على المشاركة في الحرب رغم أنه كان في المستشفى ومريضًا في ذلك الوقت.

ويتحدث عن معركة بين اللواء المدرع 12 في الجيش العراقي في الجولان والقوات المدرعة الإسرائيلية، لافتًا إلى أن الأخيرة كانت متجهة نحو دمشق حيث فوجئت باللواء العراقي المؤلف من 120 دبابة، ودارت معركة سُميت بـ"معركة الصادوفية"، لأنه لم يكن مخططًا لها مسبقًا.

ويشير إلى أن المعركة أدت إلى خسائر كبيرة من الطرفين، وحينها أبلغ الأميركيون الإسرائيليين بأن هذا اللواء هو مقدمة لقوات عراقية كبيرة، ولذلك توقفت القوات الإسرائيلية عن تقدمها وتحصنت في الجولان.

ويروي المشهد عند دخوله إلى سوريا باتجاه الجولان، متحدثًا عن مشاركة أسراب من الطيران العراقي في الحرب، لافتًا إلى الخسائر التي تكبدها سلاح الجو العراقي إلى "استخدام الطائرات السيئ" حينها من قبل القوات الجوية السورية.

وحول تقييمه للمشاركة العراقية في هذه الحرب يقول الخزرجي إن الجيش العراقي لم يكن مهيأً بشكل جيد للقتال النظامي، إلا أن أداء القوات المدرعة كان مقبولًا.

أحداث قاعة الخلد

ويروي أنه وعندما كانوا يستعدون لهجوم شامل لدحر الإسرائيليين من الجولان، تم إبلاغهم بأنه تم التوصل إلى اتفاق بين سوريا وإسرائيل لوقف إطلاق النار. ويقول: "كانت القيادة السورية تتصرف وكأننا نحن العدو وليس إسرائيل".

ويضيف: "حافظ الاسد لم يكن يثق بالعراق، وفشلت محاولات التقارب والوحدة في نهاية السبعينيات".

وحول قضية تصفية عدد كبير من قيادات حزب البعث لاتهامهم بالتعامل مع حزب البعث السوري بعدما تنحى أحمد حسن البكر وتولي صدام رئاسة الجمهورية في العراق في ما عرف بأحداث قاعة الخلد عام 1979، يقول الخزرجي إن السبب حينها يعود إلى دعوة عدد من القيادات إلى مناقشة مسألة تنحية الرئيس قبل اتخاذ القرار، مرجحًا أن هؤلاء كانوا يريدون تطبيق النظام الداخلي للحزب، إلا أن صدام اعتبر ما حصل تآمرًا عليه واتهم هؤلاء بعلاقتهم مع سوريا.

ويشير الخزرجي إلى أنه كان لدى صدام شكوك في احتمال ضلوعه في ما اعتبره في حينه مؤامرة عليه، متحدثًا عن أن كلام فاضل البراك الإيجابي بحقه ربما بدد الشكوك آنذاك.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close