قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إنّ قوات الأمن الإسرائيلي قتلت 118 فلسطينيًا في الضفة الغربية المحتلة خلال العام الحالي بينهم 26 طفلاً و5 نساء.
ويأتي ذلك بعد تحذير مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط من خطورة تصاعد التوتر وحالة اليأس والغضب في الأراضي الفلسطينية.
"تصاعد اليأس والغضب"
وأعرب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام تور وينيسلاند عن قلقه الجمعة من "شدة العنف في الضفة الغربية المحتلة" حيث "تصاعد اليأس والغضب مرة أخرى".
وقال وينيسلاند أمام مجلس الأمن: "أقدّم تقريري اليوم في حين تعاني الضفة الغربية المحتلة دوامة سلبية. قُتل وجُرح عدد كبير جدًا من الأشخاص، معظمهم فلسطينيون في أعمال عنف يومية".
وأضاف: "تصاعد اليأس والغضب والتوتر المتراكم مرة أخرى في دائرة عنف دامية يصبح احتواؤها صعبًا أكثر فأكثر".
وأردف المنسّق الأممي: "أنا قلق بشأن شدة العنف في الضفة الغربية المحتلة لا سيما مع ارتفاع عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم قوات الأمن الإسرائيلية والهجمات المسلحة العديدة التي شنها فلسطينيون ضد إسرائيليين، بما في ذلك جرائم قتل والعنف من جانب مستوطنين"، حسب قوله.
ولفت إلى أنه قدم لجميع الأطراف "رسالة واضحة" مفادها بأن "الأولوية الملحة تكمن في تهدئة الوضع". وشدد على أن "هذا لا يمكن أن يكون الهدف في حد ذاته"، داعيًا إلى "العودة إلى العملية السياسية".
وحذر من أنه "إذا لم تتم معالجة القضايا السياسية التي تشكل أساس المشكلة، فسوف يستمر تزايد الريبة والعداء المتجذرَين بعمق"، مشيرًا إلى "إحباط الفلسطينيين وغضبهم المتزايدَين بعد عقود من الاحتلال الإسرائيلي".
قطر تدعو لإنهاء الاحتلال
من جهتها، دعت المندوبة القطرية لدى الأمم المتحدة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية ووقف الاستيطان وعودة اللاجئين واسترجاع الشعب الفلسطيني كافة الحقوق غير القابلة للتصرف.
وقالت الشيخة علياء خلال جلسة لمجلس الأمن خصصت لبحث الأوضاع في الشرق الأوسط، إن مسألة القدس من أهم قضايا الحل النهائي، محذرة من المساس بالوضع التاريخي والقانوني للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة.
من جانبه، قال المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور، إن إسرائيل تحاول تدمير دولة فلسطين، مطالبًا مجلس الأمن الدولي بحماية الفلسطينيين.
ودعا منصور المجتمع الدولي إلى الطلب من محكمة العدل الدولية اتخاذ قرار قانوني بشأن الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية.
وأعرب منصور عن قلقه من ابتعاد "مجلس الأمن عن التزاماته وعن هدفنا المشترك. لقد استثمرتم الكثير من الوقت والجهد والكثير من الموارد لدفع حل الدولتين قدمًا. فهل ستقفون مكتوفي الأيدي في الوقت الذي تدمّر إسرائيل هذا الحل".
وأمس الجمعة، استشهد فلسطينيان، وأصيب آخر برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب حاجز حوارة جنوب نابلس بالضفة الغربية المحتلة.
وهذه الحادثة هي الأحدث في أسبوع شهد سقوط شهداء في نابلس، حيث شنّت القوات الإسرائيلية عمليات وفرضت قيودًا مشددة على الحركة.
وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى استشهاد أكثر من 100 فلسطيني في أكبر حصيلة ضحايا في الضفة الغربية منذ ما يقرب من سبع سنوات.