السبت 4 مايو / مايو 2024

قلق من "استنزاف" الجيش الأفغاني.. بايدن يخصص 100 مليون دولار للاجئين

قلق من "استنزاف" الجيش الأفغاني.. بايدن يخصص 100 مليون دولار للاجئين

Changed

تشتعل جبهات القتال بين الجيش الأفغاني وحركة طالبان من جديد (غيتي)
تشتعل جبهات القتال بين الجيش الأفغاني وحركة طالبان من جديد (غيتي)
أعرب نائبان أفغانيان عن "قلقهما" إزاء استنزاف سلاح الجو الأفغاني في مواجهة هجوم حركة طالبان، في وقت تواصل جبهات القتال بين الجانبين "اشتعالها".

مجدّدًا، اشتعلت جبهات القتال بين الجيش الأفغاني وحركة طالبان التي أعلنت أنّها سيطرت على مراكز ومواقع عسكرية مهمّة، في حين أعلنت الحكومة قتل نحو 150 من قوات الحركة.

في غضون ذلك، أدانت حركة طالبان في بيان صادر عنها الضربات الجوية الأميركية الأخيرة في إقليمي قندهار وهلمند، قائلة إنّ مثل هذه الهجمات عليها تمثّل انتهاكًا واضحًا لاتفاق الدوحة للسلام وستكون لها عواقب.

من جهة ثانية، أعرب نائبان أفغانيان عن "قلقهما" إزاء استنزاف سلاح الجو الأفغاني في مواجهة هجوم حركة طالبان، مطالبين الولايات المتحدة بتقديم مساعدات عسكرية قبل سحب كامل قواتها من أفغانستان.

وتزامنًا، أعلن البيت الأبيض الجمعة في بيان تخصيص نحو 100 مليون دولار للتعامل مع حالات الهجرة الطارئة المرتبطة بالوضع في أفغانستان. 

وفي السياق نفسه، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إنّ الرئيس الأميركي يدعم نظيره الأفغاني أشرف غني، وسيتّصل به لحثه على مواصلة المشاورات السياسية في بلاده. وأكدت أنّ الحل الوحيد هناك سيكون على طاولة المفاوضات.

قلق أفغاني من "استنزاف" سلاح الجو

وعبّر وفد أفغاني خلال محادثات أجريت هذا الأسبوع عبر الفيديو مع الكونغرس الأميركي، عن قلق إزاء استنزاف سلاح الجو الأفغاني في مواجهة هجوم حركة طالبان.

وطالب نائبان أفغانيان الولايات المتحدة، أمس الجمعة، بتقديم مساعدات عسكرية قبل سحب كامل قواتها من أفغانستان.

ومن أبرز المساعدات المطلوبة بصورة عاجلة: صيانة الطائرات الحربية وتزويد القوات الأفغانية بالذخائر.

فقد قال النائب الأفغاني البارز حاجي أجمل رحماني خلال طاولة مستديرة مع رابطة مراسلي وزارة الخارجية الأميركية، إن "الوضع الأمني يشهد تدهورًا كبيرًا"، في إشارة إلى الهجوم الذي تشنّه طالبان.

وأوضح رحماني أن ثلث الأسطول المؤلف من 150 طائرة متوقف لحاجته إلى الصيانة. وأورد أن الذخائر الموجّهة بواسطة الليزر لدى القوات الأفغانية قد نفدت لأن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لم يتركا أي مخزون خلال عملية سحب التجهيزات الجوية.

ولفت الى أن الذخائر الموجّهة بالليزر ضرورية لتحديد الأهداف وتقليص الخسائر البشرية.

وقال لرابطة مراسلي وزارة الخارجية الأميركية إن ما ورد من معلومات يفيد بأن "الأمر سيستغرق مزيدًا من الوقت لأنه يتطلّب التقدم بطلبيات وإن الانتاج والشحن إلى أفغانستان سيتطلبان وقتًا".

وتابع: "هم يتحدّثون عن نحو عام، ربما أكثر أو أقل، لوصول هذه الذخائر إلى أفغانستان"، مشددًا على أن القوات الأفغانية "بحاجة ماسة إليها في هذا الظرف الحرج".

أما رئيس لجنة الدفاع البرلمانية الأفغانية مير حيدر أفضلي فكشف أن الطائرات متوقفة بسبب عدم توافر قطع الغيار والمخاوف المرتبطة بكوفيد-19 التي تحول دون قدوم تقنيين أميركيين وتقادم الأسطول.

وأشارت الرئاسة الأميركية إلى أن مسألة الدعم العسكري الأميركي لكابول مرتبطة باعتماد ميزانية الدفاع لعام 2022 والتي يجري التفاوض عليها حاليًا في الكونغرس.

وقد تطرّق الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى هذه المسألة خلال محادثة هاتفيّة مع نظيره الأفغاني أشرف غني، وفق ما أعلن البيت الأبيض في بيان الجمعة.

واستثمرت الولايات المتحدة أكثر من 8 مليارات دولار في تطوير سلاح الجو الأفغاني الذي لم يكن له أي وجود عمليًا إبان الغزو الأميركي للبلاد عام 2001 لإطاحة طالبان من الحكم إثر هجمات 11 سبتمبر/أيلول.

100 مليون دولار لحالات الهجرة الطارئة

ومع تصاعد المواجهات بين طالبان والسلطات الأفغانية إبان الانسحاب الأميركي، أعلن البيت الأبيض الجمعة تخصيص نحو 100  مليون دولار للتعامل مع الحالات الطارئة المرتبطة بالوضع.

 إذ وافق جو بايدن، الجمعة أيضًا، على تخصيص المبلغ من صندوق طوارئ خاص لتلبية احتياجات اللاجئين العاجلة وغير المتوقعة الناجمة عن الوضع في أفغانستان بما في ذلك الأفغان المتقدمين بطلبات للحصول على تأشيرة هجرة خاصة.

وقال البيت الأبيض إن بايدن وافق أيضًا على صرف 200 مليون دولار في صورة خدمات ومهمات من مخزونات الهيئات الحكومية لتلبية نفس الاحتياجات.

وتستعد الولايات المتحدة لبدء إجلاء الآلاف من المتقدمين الأفغان للحصول على تأشيرات هجرة خاصة والمهددين بتعرضهم للانتقام من مقاتلي طالبان بسبب عملهم لصالح الحكومة الأميركية.

ومن المتوقع أن يتم نقل الدفعة الأولى من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم وعائلاتهم قبل نهاية الشهر إلى قاعدة فورت لي العسكرية الأميركية في ولاية فرجينيا حيث تتم المعالجة النهائية لطلباتهم للحصول على تأشيرة.

بايدن "يُطمئن" الأفغان

 وفي حديث مع نظيره الأفغاني يوم الجمعة، أكّد بايدن للرئيس أشرف غني الدعم الدبلوماسي والإنساني الأميركي لبلاده وذلك مع خروج آخر القوات الأميركية من أفغانستان وفي الوقت الذي تزيد فيه انتصارات طالبان من الضغوط على الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في كابول.

وقال بيان للبيت الأبيض إن بايدن وغني اتفقا في اتصال هاتفي على أن "الهجوم الحالي لطالبان يتناقض بشكل مباشر مع مطالبة الحركة بدعم التوصل لتسوية للصراع من خلال التفاوض".

وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي الأسبوع الماضي إن طالبان تسيطر على نحو نصف مراكز الأقاليم في أفغانستان مما يشير إلى تدهور الوضع الأمني بسرعة.

وشدّد البيت الأبيض على أن الولايات المتحدة ستواصل جهودها الدبلوماسية "لدعم التوصل لتسوية سياسية دائمة وعادلة".

وحدد بايدن 31 أغسطس/ آب موعدًا رسميًا لانتهاء المهمة العسكرية الأميركية في أفغانستان مع تطلعه للانسحاب من الصراع الذي بدأ بعد أن هاجمت القاعدة الولايات المتحدة في 11 سبتمبر/ أيلول 2001.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close