الخميس 9 مايو / مايو 2024

قمة العشرين.. انقسام بسبب محاولة إدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا

قمة العشرين.. انقسام بسبب محاولة إدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا

Changed

تقرير لـ"العربي" عن القمة الأميركية الصينية في بالي عشية قمة العشرين (الصورة: غيتي)
تُعد القمة المنعقدة في جزيرة بالي بإندونيسيا أول اجتماع لزعماء مجموعة العشرين، منذ أن أرسلت روسيا قواتها إلى أوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي.

ظهر خلاف في قمة مجموعة العشرين اليوم الثلاثاء عندما أيّدت الولايات المتحدة وحلفاؤها إصدار قرار لإدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا، وهو ما وصفه وزير الخارجية الروسي بأنه "تسييس لا مبرر له".

وتُعد القمة المنعقدة في جزيرة بالي بإندونيسيا أول اجتماع لزعماء مجموعة العشرين، منذ أن أرسلت روسيا قواتها إلى أوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي.

وألقت الحرب، التي تصفها روسيا بأنها "عملية عسكرية خاصة"، بظلالها على الاجتماع رغم دعوات من إندونيسيا إلى توحيد الجهود والتركيز على العمل لحل المشكلات الاقتصادية العالمية، مثل التضخم وأمن الغذاء والطاقة.

مسودة بيان مجموعة العشرين

واتفق أعضاء مجموعة العشرين، التي تم إنشاؤها بالأساس لإدارة القضايا الاقتصادية، على مسودة بيان. لكن بحسب وكالة "فرانس برس"، فإن احتمال اعتمادها ضعيف نظرًا للانقسامات التي برزت في الأيام الأخيرة وضرورة موافقة موسكو عليها.

وتتحدث هذه الوثيقة، في حال تبنّاها القادة، عن التداعيات السلبية لـ"الحرب في أوكرانيا"، متناولة مصطلح "الحرب" الذي لا تزال ترفضه موسكو التي تتحدث عن "عملية عسكرية خاصة". 

وتشير الوثيقة إلى أن "معظم الأعضاء.. يدينون بشدّة" النزاع، معتبرين استخدام السلاح النووي أو التهديد به "غير مقبول"، مع  الدعوة إلى تمديد اتفاقية تصدير الحبوب.

وتنتهي الجمعة الاتفاقية الموقعة في يوليو/ تموز برعاية تركيا، والتي سمحت بتصدير نحو عشرة ملايين طنّ من الحبوب الأوكرانية. 

"قدمت وجهة نظر بديلة"

واستنكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي يترأس وفد بلاده في غياب الرئيس فلاديمير بوتين، محاولة إدانة روسيا. ووصَفها بأنها تسييس من جانب دول غربية حاولت إدراجها في جدول الأعمال من دون جدوى.

وأشار لافروف إلى أن روسيا قدّمت وجهة نظر بديلة، موضحًا أن المسودة ستكتمل غدًا الأربعاء.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أميركي قوله، إن الولايات المتحدة تتوقع إدانة مجموعة العشرين للحرب الروسية في أوكرانيا وتأثيرها على الاقتصاد العالمي.

بدوره، رأى المستشار الألماني أولاف شولتس أن هناك إشارات مشجعة على الإجماع على أن حرب روسيا على أوكرانيا غير مقبولة.

ولم تتمخض اجتماعات لوزراء مجموعة العشرين عن بيانات مشتركة، بسبب خلاف بين روسيا وأعضاء آخرين حول الصياغة، بما في ذلك كيفية وصف الحرب في أوكرانيا.

"يجب أن تنتهي بشكل عادل"

من ناحيته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر دائرة تلفزيونية لزعماء أغنى دول العالم اليوم الثلاثاء، إن الوقت قد حان لوقف الحرب الروسية في بلاده بموجب خطة سلام اقترحها.

وبينما أكد أن الحرب يجب أن تنتهي "بشكل عادل وعلى أساس ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي"، دعا إلى استعادة "الأمان الإشعاعي" فيما يتعلق بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية، وفرض قيود أسعار على موارد الطاقة الروسية.

كما دعا إلى تمديد اتفاقية الحبوب، معتبرًا أنها "تستحق تمديدًا إلى أجل غير مسمى.. بغض النظر عن موعد انتهاء الحرب"، وحضّ على توسيع الاتفاق ليشمل موانئ أخرى.

وطالب بإطلاق سراح جميع السجناء الأوكرانيين. وأضاف: "من فضلكم اختاروا طريقكم للقيادة - وسنطبق معًا بالتأكيد صيغة السلام".

وأفاد لافروف، الذي نفى تقريرًا لوكالة أنباء أمس الإثنين عن نقله إلى مستشفى في بالي بسبب مشكلة صحية في القلب، بأنه استمع إلى خطاب زيلينسكي، لافتًا إلى أن الرئيس الأوكراني يطيل الصراع ولا يستمع إلى نصائح الغرب.

وأشار إلى أنه التقى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وناقش معه "العقبات" التي تحول دون تمديد اتفاقية الحبوب.

ودفعت الحرب بعض الزعماء الغربيين إلى توجيه دعوات لمقاطعة القمة وسحب دعوة بوتين، لكن إندونيسيا قاومت ذلك.

وقالت روسيا إن بوتين مشغول للغاية ولا يمكنه حضور القمة، وأن لافروف سيحل محله.

"التعاون مطلوب لإنقاذ العالم"

وكانت القمة افتتحت بدعوة من الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو إلى الوحدة والعمل الجاد لإصلاح الاقتصاد العالمي، على الرغم من الخلافات العميقة بشأن الحرب.

وقال ويدودو: "ليس لدينا خيار آخر، التعاون مطلوب لإنقاذ العالم"، مشيرًا إلى وجوب أن "تكون مجموعة العشرين هي المحرك للانتعاش الاقتصادي الشامل". 

وأضاف: "يجب ألا نقسم العالم إلى أجزاء. يجب ألا نسمح بوقوع العالم في حرب باردة أخرى".

وتمثّل مجموعة العشرين، التي تضم دولًا منها البرازيل والهند والمملكة العربية السعودية وألمانيا، أكثر من 80% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و75% من التجارة الدولية و60% من سكان العالم.

وشهد عشية القمة اجتماعًا ثنائيًا بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ استمر لثلاث ساعات في بالي.

وانتهت قمة الرئيسين إلى يد ممدودة للحوار لم تخلُ من رسائل التحذير قبل ساعات من انطلاق قمة العشرين. وكان لافتًا توافق الجانبين على تجاوز مرحلة المواجهة إلى التعاون وتبادل المصالح.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close