شتت الاحتلال الإسرائيلي شمل عائلة عفانة الفلسطينية المقدسية، بعد فرض السجن المنزلي على الزوج أنس وعزله بعيدًا عن زوجته وأطفاله.
واعتقلت شرطة الاحتلال الزوج والزوجة من دون الاكتراث لترك طفلتيه تبكيان وحيدتين في السيارة.
وعقابًا له على دفاعه عن أسرته خلال توقيف شرطة الاحتلال الاسرائيلي سيارته وعدم حيازة زوجته على وثيقة إقامة أو لم شمل، يقضي أنس عفانة حكمًا بالسجن المنزلي لخمسة أيام في قريته صورباهر، يتأمل ألعاب طفلتيه، ويتواصل مع زوجته وابنتيه عبر مكالمة فيديو بين الحين والآخر.
وقال أنس، في حديث إلى "العربي": "احترق قلبي على ابنتَي. مشهدهما وهما تبكيان لا يبارح خيالي، حتى من دون رؤية الفيديو الذي يوثّق الواقعة".
وخرق الاحتلال الإسرائيلي حقوق الانسان والأطفال باعتدائه على عائلة عفانة. كما أنه يعتدي على فلسطين والقدس، يوميًا، بتمزيق أرضها والفصل بين أحيائها، كما يفصل بين أفراد العائلات الفلسطينية الواحدة.
ولم ينفد ما يخبئه الاحتلال لعائلة عفانة. فأنس محجوز في صور باهر خلف الجدار العازل، أما زوجته نزهة فأُبعدت إلى منزل والدها في عناتا خارج حدوده.
صدمة ضحيتها أم وطفلتان
الصدمة تغلب على الموقف، وضحاياها أم شابة، ويقين ابنة العام ونصف العام، وسدين التي لم تبلغ شهرها الثاني.
وروت عائشة صالح، أم المعتقلة نزهة عفانة، في حديث لـ"العربي"، لحظة اعتقال ابنتها وزوج ابنتها، وترك الفتاتين وحدهما في السيارة.
وقالت: إن شرطة الاحتلال قدّمت لابنة الشهرين تمرة من أجل إسكات بكائها، مشيرة إلى أن ما حصل مع ابنتها وزوجها هو "قمة اللانسانية".
وتعيش الأم نزهة عفانة حالة من الصدمة، ولا ترغب بالحديث عما حصل لها، كل ما تريده هو أن تبقى مع بناتها.
وتعيش عشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية ظروفًا مشابهة نتيجة قضايا لمّ الشمل، التي تعد واحدة من أدوات الاحتلال لتحقيق تفوق ديموغرافي يضمن أقلية فلسطينية داخل مدينة القدس.