دعت قمة جدة للأمن والتنمية، اليوم السبت، إيران إلى التعاون مع دول المنطقة، وإسرائيل إلى احترام وضع القدس التاريخي.
وحضر القمة الاستثنائية الرئيس الأميركي جو بايدن، وزعماء دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى ملك الأردن عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
ورحب البيان الختامي لقادة القمة التي عرفت باسم "قمة جدة للأمن والتنمية" بالتزام الولايات المتحدة الدائم بأمن شركاء الولايات المتحدة والدفاع عن أراضيهم، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وأكد القادة "ضرورة التوصل لحل عادل للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي على أساس حل الدولتين".
كما شددوا على "ضرورة وقف كل الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين، واحترام الوضع التاريخي القائم في القدس ومقدساتها، وعلى الدور الرئيسي للوصاية الهاشمية". وشدّد القادة، على "أهمية تحقيق أمن الطاقة، واستقرار الأسواق".
وجددوا كذلك "دعوتهم إيران للتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومع دول المنطقة، لإبقاء منطقة الخليج العربي خالية من أسلحة الدمار الشامل، وللحفاظ على الأمن والاستقرار إقليميًا ودوليًا".
كما أعرب القادة عن "إدانتهم القوية للهجمات الإرهابية ضد المدنيين والأعيان المدنية ومنشآت الطاقة في السعودية والإمارات وضد السفن التجارية المبحرة في ممرات التجارة الدولية الحيوية في مضيق هرمز وباب المندب".
تشديد على أهمية الحلول السياسية
وأكد القادة أهمية "الحلول السياسية والحوار في اليمن وليبيا والسودان وسوريا، واحترام جميع الأطراف اللبنانية للدستور والمواعيد الدستورية بشأن الانتخابات الرئاسية اللبنانية".
وأظهر الزعماء كذلك دعمهم للأمن المائي المصري في أزمة سد النهضة الإثيوبي، وإيجاد "حل دبلوماسي يحقق مصالح جميع الأطراف وضرورة التوصل لاتفاق بشأن ملء وتشغيل السد في أجل زمني معقول".
وفيما يخص الحرب الروسية في أوكرانيا المندلعة منذ فبراير/ شباط الماضي، حث القادة على "مضاعفة الجهود الرامية للتوصل إلى حل سلمي، ودعم اللاجئين والنازحين والمتضررين من الحرب، وتسهيل تصدير الحبوب والمواد الغذائية، ودعم الأمن الغذائي للدول المتضررة".
كما رحب القادة "باستعدادات دولة قطر لاستضافة كأس العالم 2022م المرتقبة، وجددوا دعمهم لكل ما من شأنه نجاحه". وأكدوا "التزامهم بانعقاد اجتماعهم مجددًا في المستقبل" وفق البيان الختامي.
وعقب القمة غادر الرئيس الأميركي جو بايدن، السعودية في ثاني أيام زيارته الأولى لها، منذ توليه الرئاسة في 20 يناير/ كانون الثاني 2021، بعدما شملت جولته إسرائيل ومدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة.
الرياض: لا يوجد شيء اسمه ناتو عربي
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، السبت، أنه "لا يوجد شيء اسمه ناتو عربي ولم يتم بحث شيء كهذا في القمة".
و"الناتو العربي" مصطلح يقصد به تحالف دفاعي بالمنطقة قد يشمل إسرائيل، لمواجهة "تهديدات" إيرانية في المنطقة، وفق إعلام عربي وغربي.
وأكد فرحان في مؤتمر صحافي في ختام القمة أن بلاده أو القمة لم تناقشا "التحالف الدفاعي بين دول الخليج مع إسرائيل ضد إيران"، مؤكدًا أن "القمة والسعودية لم تكونا ضمن مثل هذه المناقشات".
وعن مستجدات المفاوضات السعودية الإيرانية التي يستضيفها العراق منذ 2021، قال بن فرحان: "المحادثات إيجابية لكن لم تصل للنتائج المرجوة بعد، والعراق دفعها للأمام بشكل جعلنا نستمر في هذه المحادثات".
وأضاف: "نأمل بتطورات إيجابية في المستقبل ومستمرون في البحث عن تفاهمات ونتطلع أن تكون الجارة إيران بهذه الروح".
ونفى أن يكون رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي "حمل رسالة من إيران للقمة، أو أرسلت طهران رسائل أو مبادرة".
وبشأن قرار المملكة الجمعة فتح مجالها الجوي أمام جميع الطائرات الذي رحبت به إسرائيل أجاب بن فرحان: "هذا لا يعني علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ولا يعني أي خطوات أخرى".
والجمعة، بالتزامن مع وجود بايدن في إسرائيل، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية فتح مجالها الجوي لجميع الناقلات الجوية التي تستوفي متطلبات الهيئة لعبور الأجواء، من دون أن يستثني القرار الطائرات الإسرائيلية المدنية.
وأوضح أن حديث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في القمة بشأن رفع إنتاج النفط إلى 13 مليون برميل يوميًا، "يعني أن هذه النهاية القصوى التي ستنتجها السعودية".
ويبلغ إنتاج السعودية حاليًا قرابة 11 مليون برميل، ولديها قدرة فورية على زيادة الإنتاج إلى 12 مليونًا، واستثمارات لزيادة الإنتاج حتى 13 مليون برميل يوميًا، في ظل ارتفاع أسعار النفط منذ تدخل روسيا عسكريًا في أوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي.