السبت 11 مايو / مايو 2024

قوات الاحتلال تتأهب في نابلس.. الفصائل الفلسطينية تنعى الشهيد الكيلاني

قوات الاحتلال تتأهب في نابلس.. الفصائل الفلسطينية تنعى الشهيد الكيلاني

Changed

نافذة إخبارية تستعرض ردود الفعل بعد استشهاد تامر الكيلاني أحد كوادر مجموعة "عرين الأسود" (الصورة: غيتي)
أشار مراسل "العربي" في نابلس إلى أن جيش الاحتلال ينفذ انتشارًا ويغلق المخارج المؤدية لهذه المحافظة ترقبًا لرد مجموعة عرين الأسود.

يخيم الترقب الحذر على مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة في أعقاب اغتيال جيش الاحتلال الإسرائيلي للقيادي في مجموعة "عرين الأسود" تامر الكيلاني. 

وأعلنت مجموعة مقاتلي "عرين الأسود" عن استشهاد الكيلاني، وهو أحد أبرز كوادرها. وقالت المجموعة في بيان: "إنه تم استهدافه بعبوة ناسفة". ونشرت مقاطع مصورة تظهر طريقة اغتياله بتفجير دراجة نارية مرّ قريبًا منها فجر اليوم الأحد. 

وتوعّدت المجموعة قوات الاحتلال بالرد على عملية الاغتيال. 

الجيش الإسرائيلي يتأهب

وقد رفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب القصوى تحسبًا لموجة من الرد المتوقع لمجموعة "عرين الأسود" التي هدّدت بالانتقام لاغتيال تامر الكيلاني.

وأشار مراسل "العربي" في نابلس فادي العصا إلى أن طريقة اغتيال الكيلاني هي طريقة قديمة جديدة في الاغتيال، حيث استخدم جيش الاحتلال العبوات الناسفة والطائرات المسيّرة.

ولفت إلى أن نابلس محاصرة منذ 13 يومًا ويمنع الخروج منها إلّا بتشديدات عسكرية كبيرة وقد أعلنها جيش الاحتلال "منطقة مغلقة" بسبب ما قال بشأن هجمات من قبل المقاومين الفلسطينيين وأبرزها مجموعة "عرين الأسود". 

وأوضح المراسل أن جيش الاحتلال أعلن في أكثر من مرة أنه سيستهدف هذه المجموعة في محاولة لإنهاء ظاهرة انتماء المواطنين إلى مجموعة عسكرية لا تنتمي إلى أي حزب سياسي. 

وأشار إلى أن جيش الاحتلال ينفذ انتشارًا في نابلس ويغلق المخارج المؤدية لهذه المحافظة. كما استجاب المواطنون لدعوة للإضراب الشامل، حيث أقفلت المحال التجارية أبوابها. 

إسرائيل تترقب الرد

من جهتها، أشارت مراسلة "العربي" في القدس كريستين ريناوي إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تستفرد بنابلس وبشمال الضفة الغربية، حيث بدأت العملية العسكرية التي أطلق عليها اسم "كاسر الأمواج" في نهاية مارس/ آذار الماضي، وهي مستمرة منذ شهور حيث تنفذ قوات الاحتلال الاقتحامات والمداهمات والاعتقالات التي يتصدى لها المسلحون الفلسطينيون. 

وأشارت ريناوي إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تتحدث عن حالة تأهب قصوى لترقب ردود الفعل على عملية اغتيال الكيلاني، لاسيما وأن مجموعة "عرين الأسود" توعّدت بالرد والثأر.

كما لفتت إلى أن الاحتلال متأهب أصلًا وقد يستمر في حصار نابلس، مشيرة إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس كان قد ذكر أن أكثر من نصف القوات الإسرائيلية تعمل في شمال الضفة. 

وأفادت المراسلة بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد قد قال في تصريح لصحيفة "يديعوت أحرونوت" نشر صباح اليوم: "إن إسرائيل لم تلجأ حتى الآن إلى تنفيذ اجتياح كامل للضفة لأنها تدير الحرب الحالية بالشكل الجيد"، مضيفًا: "أن معظم القوات الإسرائيلية تعمل في الضفة في مناطق صعبة مثل مخيم جنين".  

الفصائل الفلسطينية تنعي الكيلاني

ونعت فصائل فلسطينية، الشهيد تامر الكيلاني. وقال أمين سر حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في نابلس محمد حمدان، "تنعى حركة فتح إقليم نابلس الشهيد تامر الكيلاني، الذي روى بدمه الطاهر، فجر اليوم، أرض نابلس الإباء والكبرياء، إثر عملية اغتيال جبانة، تثبت عجز هذه الاحتلال ومنظومته الأمنية". وأضاف: "نقول لأبناء شعبنا الصامد إن هذه الجريمة النكراء لن تكسر الحاضنة الشعبية الداعمة للمقاومة".

واعتبر الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، حازم قاسم، "أن اغتيال الشهيد تامر كيلاني، جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني". وقال قاسم في تصريح له، اليوم الأحد: "إن عملية الاغتيال تكشف عن عجز الاحتلال في مواجهة حالة المقاومة المتصاعدة، وتحديدًا من مجموعة عرين الأسود في نابلس".

وشدد قاسم على أن هذه الجرائم الممتدة في نابلس والضفة الغربية والقدس المحتلة لن توقف المقاومة، بل ستزيدها شراسة، داعيًا المقاومة إلى مزيد من التلاحم والعمل المشترك في الميدان، بالضفة الغربية وتحديدًا في مدينة نابلس.

من جهتها، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن "عملية الاغتيال لن تفلح في وقف المد الثوري الذي ساهم رفيقنا البطل في إطلاقه جنبًا إلى جنب مع إخوته ورفاقه المشتبكين". وأردفت: "أن الرد سيكون عبر المزيد من تصعيد المقاومة والمواجهة مع الاحتلال في كل الجبهات والمحاور، والضرب بيد من حديد على كل العملاء والخونة والمندسين".

بدورها، اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي، أن جريمة الاغتيال لن تنال من عزائم المقاتلين الشجعان، وسوف تتحول إلى نار تتصاعد ولن تتوقف في وجه جنود الاحتلال ومستوطنيه، مشيرة إلى أن وصية الشهداء الذين أشعلوا بدمائهم انتفاضة الاشتباك من كتيبة جنين ونابلس إلى عرين الأسود، تنادي الأحرار للاستمرار في معركة الدفاع عن المقدسات.

أمّا حركة الأحرار الفلسطينية، فقد حمّلت سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن "جريمة اغتيال الكيلاني"، مؤكدةً أنها لن تمر مرور الكرام، وأن أبطال المقاومة في الضفة وخاصة "عرين الأسود" سيردون الصاع صاعين. ودعت "الأحرار" المقاومين في الضفة لأخذ أقصى درجات الحذر؛ "فالاحتلال وعملاؤه يتربصون بهم الدوائر، ويخططون دومًا ضمن محاولاتهم الخبيثة لوأد مقاومتهم".

كما رأت حركة المجاهدين الفلسطينية، أن هذا الفعل الإجرامي الغادر لن يفلح في النيل من عزيمة وبسالة المقاومين، بل سيزيدهم قوة وصلابة للعمل على لجم الاحتلال، مؤكدة أن دماء الشهداء لن تذهب هدرًا، بل ستزهر عزًّا وكرامة وثورة ضد هذا الاحتلال، وستبقى منارة تضيء طريق التحرير للمجاهدين.

وطالبت  الحركة بتصاعد العمل المقاوم وبكل الوسائل المتاحة، مؤكدةً على ضرورة الحذر من أساليب "الخسة والنذالة" التي يدبرها الاحتلال للنيل من بطولاتهم.

وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أنه بارتقاء تامر الكيلاني ترتفع حصيلة الشهداء منذ مطلع العام الجاري إلى 177 شهيدًا، بينهم 51 شهيدًا في قطاع غزة.

مجموعة "عرين الأسود"

وانضم لمجموعة عرين الأسود عشرات الشبان الفلسطينيين الذين اتخذوا من البلدة القديمة بنابلس مقرًا لهم.

وكانت بداية المجموعة باسم كتيبة نابلس في شهر فبراير/ شباط الماضي بعدد قليل من المسلحين. 

ويتميّز عناصر "عرين الأسود" ببنادقهم التي تعلوها قطع من القماش الأحمر دلالة على أن الرصاص لا يُطلق هدرًا. وقد نفذوا عشرات عمليات إطلاق النار ضد جيش الاحتلال والمستوطنين خلال الشهور الماضية، ما خلّف حالة استنفار قصوى لدى الاحتلال الإسرائيلي. 

ولم تعلن مجموعة "عرين الأسود" تمثيلها لأي حزب سياسي فلسطيني ولديها حاضنة شعبية كبيرة في مدن الضفة الغربية. 

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة