الأحد 5 مايو / مايو 2024

قيس سعيّد يرسل "تحية" لبشار الأسد: "تكامل في الإنجازات والأهداف"

قيس سعيّد يرسل "تحية" لبشار الأسد: "تكامل في الإنجازات والأهداف"

Changed

التقى سعيد بالمقداد على هامش زيارتهما إلى الجزائر - تويتر
التقى الرئيس التونسي قيس سعيّد بوزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد على هامش زيارتهما إلى الجزائر - تويتر
في امتداد لمحاولاته تطبيع العلاقات مع النظام السوري، التقى الرئيس التونسي قيس سعيد بوزير خارجية النظام فيصل المقداد في الجزائر.

على وقع الأزمة التي تعيشها تونس على خلفية الاستفتاء المرتقب على الدستور الجديد، التقى الرئيس التونسي قيس سعيّد بوزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، على هامش زيارتهما إلى الجزائر بمناسبة الذكرى الـ60 للاستقلال.

وقالت وزارة خارجية النظام السوري في بيان إن سعيّد طلب من المقداد نقل تحياته إلى بشار الأسد، بحسب ما نقلت وكالة أنباء النظام.

ومع التحية الموجّهة إلى رئيس النظام، تحدث سعيد عن تكامل بين ما وصفه بـ"الإنجازات التي حققتها سوريا"، و"الخطوات التي حققها الشعب التونسي ضد قوى الظلام والتخلف"، على حدّ وصفه.

وهذا التكامل، وضعه سعيد الذي تُوصف "خطواته" على نطاق واسع بأنها "انقلاب على إرادة الشعب وعلى المؤسسات الديموقراطية"، في إطار "تحقيق الأهداف المشتركة للشعبين الشقيقين في سوريا وتونس".

ولا يعد هذا اللقاء الأول من نوعه بين مسؤول تونسي مع أحد أركان النظام السوري، حيث التقى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين في الخارج عثمان الجرندي، في أغسطس/ آب الماضي، وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد.

قيس سعيّد والنظام السوري

ويأتي هذا اللقاء في ذروة أزمة تعيشها تونس، مع تمسّك سعيّد بإجراء استفتاء على دستور جديد، يرى كثيرون أنه سيقود تونس نحو نظام رئاسي سلطوي، بعدما مهدت له "الإجراءات الاستثنائية" التي اتخذها الرئيس التونسي في 25 يوليو/ تموز الماضي.

إلا أنّ الرئيس قيس سعيّد، الذي "ينقلب" على مكتسبات الديمقراطية في بلاده بحسب معارضيه، يبدو "منسجمًا" مع نفسه في الموقف من النظام السوري ورئيسه بشار الأسد، فهو لم يدلِ، منذ وصوله إلى رئاسة الجمهورية التونسية عام 2019، بأي مواقف منددة بجرائم النظام السوري أو متضامنة مع ثورة السوريين.

وفي مقابلة له في سبتمبر/ أيلول 2019، اعتبر سعيّد أن "هناك فرقًا بين الدولة السورية والنظام"، متحدثًا عن "تدخل أجنبي" سعى إلى "إسقاط الدولة".

وقال حينها إن "قضية النظام السوري تخص الشعب السوري وحده.. ولا دخل لنا فيها"، مجيبًا بـ"نعم" على سؤال إن كان سيعيد العلاقات الدبلوماسية مع سوريا.

تونس بين الثورة والنظام

ويكرّس "تطبيع" سعيّد العلاقات مع النظام السوري بهذا الشكل، "انقلابًا" على موقف تونس من الثورة السورية، بعدما دعمت في بداياتها معارضة النظام، واستضافت مؤتمر "أصدقاء سوريا"، والمكوّنات الثورية، وطردت ممثلي النظام، قبل أن يتبدل الموقف مع الحكومات المتعاقبة وتغيّر الشخصيات الحاكمة.

فمع انطلاقة الثورة السورية، مدفوعة بانتصار "ثورة الياسمين"، كان الموقف في تونس مؤيّدًا بوضوح للشعب السوري، سواء من خلال مواقف الرئيس السابق المنصف المرزوقي الذي أكد أن قلبه "مع سوريا"، أو من خلال استضافة اجتماعات "المجلس الوطني السوري" في العاصمة التونسية في ديسمبر/ كانون الأول 2011.

وفي فبراير/ شباط 2012، تطوّر الموقف التونسي من النظام السوري مع إعلان الرئيس المنصف المرزوقي طرد سفير النظام السوري، احتجاجًا على الجرائم التي كانت ترتكبها قوات النظام بحق المدنيين، قبل أن تستضيف تونس في الشهر نفسه أول اجتماع لمؤتمر "أصدقاء سوريا" الذي دعا إلى فرض عقوبات على نظام بشار الأسد.

لكن، مع الوقت، بدأ الموقف يتغيّر شيئًا فشيئًا، وعلى الرغم من تأكيد الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي في مايو/ أيار 2015، على أن ليس من مصلحة تونس إعادة سفير النظام السوري، بدأ "نَفَس" جديد في العلاقات يُرصَد خلال عهده، حيث بدأت وفود نيابية بزيارة سوريا، فيما دعت بعض الأحزاب لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع النظام.

وقد وصل هذا الأمر إلى مرحلة متقدمة حين امتنعت تونس في مارس/ آذار 2017 عن التصويت لصالح إدانة انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

وبالفعل، بدأ "تطبيع" العلاقات يتطور مع الوقت، حيث سُجّلت في ديسمبر 2018 أول رحلة جوية مباشرة من دمشق نحو تونس بعد انقطاع سبع سنوات، من خلال طائرة تابعة لشركة "أجنحة الشام للطيران" السورية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close