الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

قيمتها 430 مليار دولار.. الكونغرس يقر خطة بايدن للمناخ والصحة

قيمتها 430 مليار دولار.. الكونغرس يقر خطة بايدن للمناخ والصحة

Changed

تقرير لـ"العربي" حول إقرار الكونغرس خطة بايدن الاستثمارية الضخمة بقيمة 1,2 تريليون دولار العام الماضي (الصورة: غيتي)
أقر مجلس الشيوخ الأميركي خطة جو بايدن الكبرى بشأن المناخ والصحة التي تزيد قيمتها عن 430 مليار دولار بأصوات الأعضاء الديمقراطيين فقط.

بعد 18 شهرًا من المفاوضات وليلة شهدت نقاشات ماراثونية، أقر مجلس الشيوخ الأميركي خطة جو بايدن الكبرى بشأن المناخ والصحة الأحد، ما منح سيد البيت الأبيض نصرًا مرحليًا قبل أقل من 100 يوم من موعد انتخابات حاسمة.

وسارع الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد للإشادة بإقرار خطته قائلًا: "تطلب الأمر كثيرًا من التنازلات. تحقيق الأمور الهامة يتطلب ذلك بشكل شبه دائم. يتعين على مجلس النواب أن يقر الخطة بأسرع وقت ممكن وأنا أتطلع إلى توقيع النص ليصبح قانونًا نافذًا".

وأقر المجلس الخطة التي تزيد قيمتها عن 430 مليار دولار بأصوات الأعضاء الديمقراطيين فقط، وهي ستحال الأسبوع المقبل على مجلس النواب حيث من المتوقع أن تقر بتصويت نهائي قبل أن يوقعها الرئيس لتصبح قانونًا نافذًا.

وقبيل التصويت شدد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر على أن "الطريق كانت طويلة وصعبة ومتعرّجة".

وبعد إقرار النص في المجلس علا التصفيق في معسكر الديمقراطيين.

سيارات كهربائية

وتشكل الخطة أكبر استثمار للولايات المتحدة في مجال المناخ وتبلغ قيمتها 370 مليار دولار، بهدف تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 40% بحلول عام 2030. وتأتي ثمرة مفاوضات شاقة مع الجناح اليميني في الحزب الديمقراطي.

وبموجب هذا الإصلاح يحصل المواطن الأميركي على نحو 7500 دولار من الإعفاءات الضريبية لدى شرائه سيارة كهربائية.

ويحصل على تغطية نسبتها 30% لدى تركيب ألواح شمسية على سطح منزله.

ويهدف المشروع أيضًا إلى تعزيز حماية الغابات في مواجهة الحرائق الشديدة التي تعصف بالغرب الأميركي والتي يُعزى تكاثرها إلى الاحتباس الحراري.

كما ستُمنح إعفاءات ضريبية بعدة مليارات من الدولارات للصناعات الأكثر تلويثًا من أجل مساعدتها على التحول في مجال الطاقة وهو إجراء انتقده بشدة الجناح اليساري للحزب، والذي رضخ مؤيدًا النص لعدم التمكن من التوصل إلى اتفاق أفضل بعد شهور طويلة من المفاوضات.

ووصل جو بايدن إلى السلطة طامحًا إلى إجراء إصلاحات كبيرة، ورأى طموحاته تدفن على يد عضو مجلس الشيوخ المعتدل جدًا والتابع لمعسكره جو مانشين.

وفي ضوء تمتع الديمقراطيين بأغلبية ضئيلة في مجلس الشيوخ، يحظى ممثل ويست فيرجينيا بحق النقض.

وفي نهاية شهر يوليو/ تموز، نجح زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر أخيرًا في انتزاع تسوية مع مانشين، المعروف بامتلاكه مناجم للفحم. وبدأ أعضاء مجلس الشيوخ أخيرًا السبت، مناقشة النص في قاعة الجلسات العامة.

إجراء ماراثوني

وكان أعضاء المجلس قد بدأوا مساء إجراء ماراثونيًا يسمى vote-a-rama، اقترحت خلاله عشرات التعديلات التي جرى التصويت على كل منها.

ويشكل ذلك فرصة للمعارضة الجمهورية التي تعتبر خطة بايدن باهظة الكلفة، ولليسار الديموقراطي الذي يرغب بخطة أكثر طموحًا، لتقديم الشكاوى.

واقترح السناتور اليساري المؤثر بيرني ساندرز خلال الليل عدة تعديلات تهدف إلى تعزيز الشق الاجتماعي من النص، والذي قُلّص بشكل كبير في الأشهر الأخيرة.

ويقر النص استثمارات بقيمة 64 مليار دولار في مجال الصحة وتخفيض أسعار بعض الأدوية تدريجيًا، والتي يمكن أن تصل إلى عشرة أضعاف التكلفة في بلدان غنية أخرى.

لكن كان على التقدميين التخلي عن طموحاتهم بشأن رياض الأطفال والجامعات العامة المجانية ورعاية كبار السن بشكل أفضل.

وفي هذا الإطار، قال ساندرز من قاعة الجلسات العامة: "ملايين المتقاعدين سيستمرون بالمعاناة من أسنانهم ولن يتلقوا أطقم الأسنان أو المعينات السمعية أو النظارات التي يستحقونها".

وأكد المرشح الرئاسي السابق أن "مشروع القانون هذا لا يفعل شيئًا لحل المشكلة".

لكن المعسكر الديمقراطي، الحريص على تنفيذ الخطة قبل الانتخابات التشريعية الحاسمة في نوفمبر/ تشرين الثاني، وقف صفًا واحدًا ورفض إدخال أي تعديل على النص.

وبالإضافة إلى الاستثمارات الضخمة يهدف مشروع القانون إلى تقليص العجز العام عبر فرض ضريبة جديدة بنسبة 15% كحد أدنى على جميع الشركات التي تتجاوز أرباحها المليار دولار. ويهدف إلى منع بعض الشركات الكبرى من استخدام الثغرات الضريبية التي كانت تسمح لها لغاية الآن بدفع مبالغ أقل بكثير من المعدل النظري.

وتشير التقديرات إلى أن هذا الإجراء يمكن أن يدر أكثر من 258 مليار دولار من الإيرادات للإدارة الفيدرالية الأميركية على مدى السنوات العشر المقبلة.

وكان الكونغرس أقر خطة استثمارية بقيمة تريليون و200 مليار دولار العام الماضي، كان قد طرحها الرئيس جو بايدن لتحديث البنية التحتية المتقادمة في الولايات المتحدة.

وووافق مجلس الشيوخ على هذه الخطة في أغسطس/ آب العام الماضي لتحديث الجسور وتطوير الإنترنت فائق السرعة، إذ تعتبر إحدى أكثر الخطط الاستثمارية طوحًا في التاريخ الأميركي الحديث.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close