أعلن مسؤول دفاعي أميركي رفيع المستوى، الثلاثاء، أن القوة القتالية الروسية في أوكرانيا تراجعت إلى ما دون 90% من مستوياتها منذ بدء الهجوم على أوكرانيا، مما يشير إلى تكبّدها خسائر فادحة في الأسلحة والأرواح.
يأتي ذلك بينما تعاني العديد من الدول الأوكرانية منها خيرسون وماريوبول اللتين تواجهان كارثة إنسانية، بسبب الحصار الذي يفرضه الجيش الروسي عليهما.
وقدّرت الولايات المتحدة أن روسيا حشدت أكثر من 150 ألف جندي حول أوكرانيا قبل الهجوم في 24 فبراير/ شباط، بالإضافة إلى عدد كبير من الطائرات والمدفعية والدبابات وغيرها من الأسلحة الأخرى لهجومها الشامل.
لكن المسؤول الأميركي، قال لوكالة "رويترز" طالبًا عدم الكشف عن هويته: "للمرة الأولى ربما يكونون أقل قليلًا من 90%".
القصف في ماريوبول
وبعد مرور شهر على الحرب، فشلت القوات الروسية في الاستيلاء على أي مدينة رئيسة، وأوقفت القوات الأوكرانية تقدّمها على جميع الجبهات تقريبًا. وبدلًا من ذلك، تحوّلت موسكو إلى قصف المدن بالمدفعية والصواريخ والقنابل.
وتركز القصف إلى حد بعيد على مدينة ماريوبول في الجنوب الشرقي. وقال المسؤول الأميركي الكبير: إن القوات البحرية الروسية كانت على الأرجح تطلق النار على ماريوبول من بحر آزوف خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأضاف المسؤول: "لم يكن هذا هو الحال أمس".
ولم تحدّث روسيا أرقام الضحايا رسميًا منذ أن أعلنت في الثاني من مارس/ آذار أن 498 جنديًا قتلوا وأصيب 1597. لكن هجومها يواجه منذ ذلك الحين مقاومة شديدة من الجيش الأوكراني وقوات الدفاع المتطوعة.
وقدّر مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، الثلاثاء، عدد القتلى الروس بالآلاف، لكنه امتنع عن تقديم رقم دقيق.
ومع تزايد خسائر الصراع، حذرت الولايات المتحدة من أن روسيا قد تطلب المساعدة من الصين. ومع ذلك، قال البيت الأبيض، الثلاثاء، إنه لم يرَ أي دليل على تقديم الصين عتادًا عسكريًا لروسيا.
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن روسيا "تجري مناقشات لتوجيه إمدادات إضافية إلى أوكرانيا، وهي تضع الخطط من حيث إعادة الإمداد، وكذلك التعزيزات".
كارثة إنسانية في خيرسون
إنسانيًا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينك: إنّ 300 ألف مواطن في مدينة خيرسون يواجهون كارثة إنسانية بسبب الحصار الذي يفرضه الجيش الروسي عليها.
وقال في تغريدة عبر حسابه على تويتر الأربعاء: "يواجه 300 ألف مواطن في خيرسون كارثة إنسانية جراء حصار الجيش الروسي"، مضيفًا أن "الإمدادات الغذائية والطبية في خيرسون توشك على النفاد، لكن روسيا ترفض فتح ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين".
وأكد ضرورة وقف التصرفات الروسية التي وصفها بـ "البربرية" قبل فوات الأوان.
وأجبر الهجوم الروسي على أوكرانيا أكثر من 3.5 ملايين مواطن على الفرار، وتسبب في عزلة لم يسبق لها مثيل للاقتصاد الروسي بفعل العقوبات الغربية، وأثار مخاوف من صراع أوسع في الغرب لم يكن متوقعًا منذ عقود.
وتشترط روسيا لإنهاء العملية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلًا في سيادتها".