الأربعاء 1 مايو / مايو 2024

على وقع المعارك.. أوكرانيا تطالب روسيا بفتح ممر إنساني في ماريوبول

على وقع المعارك.. أوكرانيا تطالب روسيا بفتح ممر إنساني في ماريوبول

Changed

نافذة إخبارية لمراسل "العربي" يرصد خلالها الأوضاع الميدانية في العاصمة الأوكرانية كييف (الصورة: غيتي)
طالبت أوكرانيا روسيا بفتح ممر إنساني للمدنيين في مدينة ماريوبول، واتهمت القوات الروسية بمنع وصول الإمدادات الإنسانية لسكان مدينة خيرسون الجنوبية.

ناشدت أوكرانيا روسيا مجددًا، اليوم الثلاثاء، السماح بدخول الإمدادات الإنسانية إلى مدينة ماريوبول الجنوبية المحاصرة وبمغادرة المدنيين، فيما نصحت بلدية بوريسبيل السكان بمغادرة المدينة بسبب القتال الدائر.

وقالت نائبة رئيس الوزراء إرينا فيريشتشوك للتلفزيون الأوكراني: "نطالب بفتح ممر إنساني للمدنيين"، مشيرة إلى أنّ القوات المسلحة الروسية تمنع وصول الإمدادات الإنسانية لسكان مدينة خيرسون الجنوبية.

ويبقى الوضع مأساويًا في ماريوبول، المدينة الساحلية الكبرى المحاصرة في الجنوب، حيث تقيم غالبية من الناطقين بالروسية وتقع بين القرم ومنطقة دونيتسك الانفصالية والتي تتعرض لقصف روسي منذ أسابيع حيث رفضت الحكومة الأوكرانية الإثنين إنذارًا وجهته موسكو من أجل استسلام المدينة.

ورفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة مع وسيلة إعلام رسمية محلية الأحد، الإنذار قائلًا إن بلاده "لا تقبل بأي إنذار روسي يجب أن يُدمّرونا أولًا، عندئذ ستنفذ إنذاراتهم".

وتقول الأمم المتحدة: إن الوضع الإنساني هناك "خطير جدًا" مع "نقص كبير  يهدد الأرواح في المواد الغذائية والماء والأدوية ". واعتبر منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن "ما يحدث في ماريوبول جريمة حرب كبرى".

وفي خيرسون، المدينة الواقعة في جنوب أوكرانيا، تم تفريق تظاهرة للمدنيين ضد الهجوم الروسي الإثنين باستخدام الأسلحة الرشاشة وقنابل صوتية والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة شخص على الأقل، بحسب مسؤولين أوكرانيين.

"لا داعي لوجودكم" في بوريسبيل

وفي سياق متصل، نصح رئيس بلدية بوريسبيل الأوكرانية القريبة من مطار "بوريسبيل الدولي" المدنيين اليوم الثلاثاء، بمغادرة المدينة حال استطاعتهم، بسبب قتال في مناطق مجاورة.

وقال رئيس البلدية فولوديمير بوريسينكو في خطاب مصور: إن "القتال دائر في منطقة كييف حيث تقع بوريسبيل".

وأضاف: "لا داعي لوجودكم في المدينة نظرًا لأن هناك قتالًا دائرا في المنطقة حولها. أناشد المدنيين أن يتحلوا بالذكاء ويتصلوا بمركز الاتصالات لدينا ويغادروا البلدة فور إتاحة الفرصة".

من جانبه، قال وزير الصحة الأوكراني فيكتور لياشكو اليوم الثلاثاء: إن عشرة مستشفيات دُمرت بالكامل منذ بداية الهجوم الروسي، فيما أصبح من المستحيل تزويد مستشفيات أخرى بالأدوية والإمدادات بسبب القتال في أماكن قريبة.

وفي حديث عبر التلفزيون الوطني، قال لياشكو: إن اختبار كوفيد-19 لا يتم إجراؤه سوى في المناطق التي لا يوجد فيها قتال مما يعقّد جهود تعقب المرض.

تواصل العملية العسكرية الروسية

ولليوم الـ27 على التوالي، تتواصل العملية العسكرية الروسية التي بدأت في 24 شباط/ فبراير الماضي، وسط تصاعد المعارك بين الجيشين الروسي والأوكراني.

وأفاد مراسل "العربي" بوقوع اشتباكات عنيفة وتبادل للقصف المدفعي بين القوات الروسية والأوكرانية في الجهة الغربية من العاصمة الأوكرانية كييف، مشيرًا إلى أنه لم يبلغ حتى الآن عن سقوط قتلى أو استهداف مباني في المناطق السكنية.

وتابع أن هناك حالة من الحذر الشديد خصوصًا مع حظر التجول الذي تفرضه السلطات المحلية في مدينة كييف حتى ساعات صباح الأربعاء.

وفي وقت متأخر الأحد، دمرت ضربة روسية قوية، سببها صاروخ كما يبدو، مركز "ريتروفيل التجاري" الضخم، في أعنف هجوم على العاصمة منذ بدء الحرب.

وبحسب موسكو فإن مركز التسوق الذي كان "متوقفًا عن العمل" كان يستخدم مستودعَ أسلحة.

محاولة السيطرة على كييف "انتحار"

وعلى صعيد الموقف الرسمي، قال أوليكسي أريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني في مقابلة تلفزيونية اليوم الثلاثاء: إن السيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف من الأولويات الرئيسية لروسيا، ولكن محاولة القيام بذلك في الوقت الحالي تعد "انتحارًا".

ولفت إلى أن الأعمال العدائية الفعلية بين أوكرانيا وروسيا يمكن أن تنتهي في غضون ما بين أسبوعين وثلاثة أسابيع.

كما اعتبر الكرملين الثلاثاء، أن المحادثات مع كييف والهادفة إلى وضع حد للأعمال العسكرية الروسية في أوكرانيا، ليست "جوهرية" بشكل كاف، وذلك عقب إعلان الرئيس فولوديمير زيلينسكي من ناحيته أن أي "تسوية" يجب أن تطرح عبر استفتاء.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين: "هناك عملية ما تجري. نريد أن نرى (محادثات) أكثر نشاطًا، وجوهرية بدرجة أكبر".

وفي 24 فبراير الماضي، أطلقت روسيا هجومًا عسكريًا على أوكرانيا، تبعته ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلًا في سيادتها".

وتصف موسكو هجومها بأنه "عملية عسكرية خاصة" لنزع السلاح من جارتها وطرد من تصفهم بـ"النازيين الجدد". وترفض كييف وحلفاؤها الغربيون ذلك باعتباره ذريعة لشن حرب غير مبررة على دولة ديمقراطية يبلغ عدد سكانها 44 مليون نسمة.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close