نشرت بولندا جنودًا للمساعدة في تنظيف نهر "أودر"، الذي يمتد على طول الحدود مع ألمانيا، بعد ظهور 10 أطنان من الأسماك النافقة في الممر المائي في ما وصفه أحد المسؤولين بـ"كارثة بيئية"، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
وقالت جمعية للصيادين في مدينة زيلونا جورا بغرب بولندا، الجمعة: "إنها علقت الصيد في النهر بسبب تقارير غير مؤكدة في وسائل الإعلام الألمانية تقول إن النهر قد يكون ملوثًا بمادة الزئبق".
وتستمر التحقيقات لتحديد سبب النفوق الجماعي للأسماك. وقد رُصدت أعداد ضخمة من الأسماك النافقة لأول مرة بالقرب من بلدة أولاوا بجنوب غرب بولندا في أواخر يوليو/ تموز الفائت، إلى جانب حيوانات أخرى مثل القنادس.
وقال جاسيك أوزدوبا، نائب وزير المناخ والبيئة البولندي: "نحن على الأرجح نتعامل مع جريمة إدخال مادة في الماء تؤدي إلى نفوق الأسماك والكائنات الحية الأخرى. يتم التحقق من ذلك حاليًا".
الحكومة البولندية تواجه انتقادات
اتهمت المعارضة السياسية في بولندا والسكان المحليون حكومة رئيس الوزراء ماتيوز موراويكي بالتباطؤ الشديد في مواجهة المشكلة.
وقال برزيميسلاف داكا، رئيس شركة المياه البولندية، الهيئة الوطنية لإدارة المياه، يوم الخميس: "إنه تم بالفعل إزالة 10 أطنان من الأسماك النافقة من النهر".
وقال في مؤتمر صحافي عقد بالقرب من النهر، حيث واجه المسؤولون السكان المحليين الغاضبين: "هذا يدل على أننا نتعامل مع كارثة بيئية عملاقة وشائنة".
وكانت سلطات حماية البيئة في مدينة فروتسواف الجنوبية الغربية قد أبلغت المدعين المحليين في وقت سابق بأن ثاني أطول نهر في البلاد قد تعرض للتسمم.
وأعلن وزير الدفاع ماريوس بوشاشتاك يوم الخميس أنه تم نشر جنود نظاميين وجنود احتياط للمساعدة في إزالة الملوثات من النهر، المعروف باسم نهر "أودر" باللغة الألمانية و"الأودرا" باللغتين البولندية والتشيكية. ويتدفق هذا النهر شمالًا لمسافة مئات الأميال من جبال أودر في تشيكيا ويصب في بحر البلطيق.
ألمانيا تحتج
من جهة أخرى احتج المسؤولون الألمان لأن بولندا لم تنجح في احترام معاهدة دولية من خلال عدم إخطارهم على الفور باحتمال تلوث النهر. نبه قبطان قارب السلطات الألمانية لأول مرة بشأن الأسماك النافقة في النهر في 9 أغسطس/ آب الجاري.
وقال كريستوفر ستولزنبرغ، المتحدث باسم وزارة البيئة الفيدرالية الألمانية: "تلقينا أخيرًا رسالة أمس كان ينبغي أن تأتي من الجانب البولندي. ولكن في الواقع، كان أمر التلوث علم من الجانب الألماني بحلول ذلك الوقت".
وأشار المتحدث إلى أن السلطات الألمانية على اتصال مع نظرائها البولنديين للحصول على مزيد من المعلومات حول الوضع، بما في ذلك حول المواد الموجودة في الماء ولتقديم الدعم المطلوب.