الجمعة 17 مايو / مايو 2024

"كاريش وما بعد بعد كاريش".. نصر الله يحذر من "حرب" ويطلق معادلة جديدة

"كاريش وما بعد بعد كاريش".. نصر الله يحذر من "حرب" ويطلق معادلة جديدة

Changed

حلقة سابقة من "للخبر بقية" تلقي الضوء على تأثير إطلاق حزب الله للمسيّرات على مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل (الصورة: وسائل التواصل)
حذر نصر الله من "اندلاع حرب" إذا لم يحصل لبنان على حقه بالغاز والنفط من البحر المتوسط، مشيرًا إلى أن حزب الله قادر على منع إسرائيل من استخراج الغاز.

حذّر الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله من أن أحدًا لن يتمكن من العمل في حقول النفط والغاز البحرية، إذا مُنع لبنان من "حقوقه" في الاستخراج من مناطق قبالة سواحله.

وقال نصر الله في خطاب تلفزيوني الأربعاء: "نقول إن لم تعطونا حقوقنا ولم تسمحوا للشركات بالعمل، فنحن ذاهبون لقلب الطاولة في المنطقة".

وأضاف: "إذا كان الهدف منع لبنان من استخراج النفط والغاز، فلن يستطيع أحد أن يستخرج الغاز والنفط ولا أن يبيعه، وأيًا تكن العواقب"، معتبرًا أن "الحرب أشرف بكثير من استمرار الانهيار الاقتصادي".

وتابع أن "المقاومة (حزب الله) هي قوة للبنان في مفاوضات ترسيم الحدود، ولديها القدرة على منع العدو الإسرائيلي من استخراج الغاز والنفط".

ولفت إلى أن "استخراج النفط والغاز يؤمن مليارات الدولارات للدولة اللبنانية وهذا هو طريق الإنقاذ (الاقتصادي والمالي) الوحيد للبلد".

وأشار نصر الله، إلى أن "الفرصة الذهبية المتاحة لبلاده هي خلال هذين الشهرين"، موضحًا أن لبنان "يمكنه منع العدو الإسرائيلي من استخراج الغاز وبيعه لأوروبا التي تحتاجه بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا".

ويخوض لبنان مفاوضات بوساطة أميركية مع إسرائيل لترسيم حدود بحرية مشتركة من شأنها أن تساعد في تحديد موارد النفط والغاز التي تنتمي إلى أي دولة.

وبدأت إسرائيل بالفعل العمل في حقل نفط كاريش من خلال سفينة تديرها شركة إنرجيان ومقرها لندن.

معادلة "كاريش"

وكان حزب الله أطلق في 2 يوليو/ تموز ثلاث طائرات مسيرة غير مسلحة باتجاه السفينة قبل أن تعترضها إسرائيل.

وفي هذا الإطار، قال نصر الله: إن هذه هي "المرة الأولى" التي يقع فيها مثل هذا الهجوم وأن الهدف منه تنبيه العاملين على متن السفينة بأنها "ليست منطقة آمنة".

ولمح إلى مزيد من الهجمات، قائلًا إن جماعته لديها قدرات عسكرية برية وجوية وبحرية، ويمكنها نشر "عدد كبير" من الطائرات المسيرة "في آن واحد وزمان واحد وعلى هدف واحد".

وهدد نصر الله قائلًا: "كاريش وما بعد كاريش وما بعد بعد كاريش.. سجلوا هذه المعادلة الجديدة"، مكررًا تهديدًا أطلقه قبل أسابيع قليلة من حرب دامت شهرًا مع إسرائيل في عام 2006 عندما هدد بضرب "حيفا وما بعد حيفا".

وبعد ذلك شنت الجماعة هجمات صاروخية على حيفا.

"رسالة واضحة"

وفي حديث سابق لـ"العربي" من بيروت، اعتبر الكاتب الصحافي قاسم قصير أن "رسالة حزب الله كانت واضحة، وهي أنه قادر على الوصول إلى حقل كاريش ويمكنه استهداف أي منشآت هناك إذا أراد ذلك".

وشدد قصير  على أن "الحزب كان حريصًا على ذكر أن الطائرات لم تكن مسلحة، بل كانت استطلاعية".

وأضاف قصير أن "حزب الله يريد القول إن لبنان جاهز للتفاوض، إلا أنه لن يتخلى عن ثروته الغازية والنفطية ولو أدى الأمر إلى مواجهة عسكرية".

ولفت إلى أن "إسرائيل تلقت الرسالة بوضوح، وكل المصادر الرسمية والإعلامية اعتبرت أن الحزب حقق هدفه وأن على تل أبيب الخوف من أي تصعيد".

ويتنازع لبنان وإسرائيل على منطقة بحرية غنية بالنفط والغاز في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومترًا مربعًا، وفق خرائط مودعة من الطرفين لدى الأمم المتحدة، وتتوسط واشنطن لتسوية النزاع بينهما.

وكانت مفاوضات "غير مباشرة" انطلقت بين بيروت وتل أبيب في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، برعاية الأمم المتحدة، بهدف ترسيم الحدود بينهما، حيث عُقدت 5 جولات من التفاوض كان آخرها في مايو/ أيار 2021.

وخلال إحدى جولات التفاوض قدم الوفد اللبناني خريطة جديدة تدفع بحق لبنان في 1430 كلم إضافيًا وبأن المساحة المتنازع عليها هي 2290 كلم، وهو ما رفضته إسرائيل وأدى إلى توقف المفاوضات قبل استئنافها من جديد.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close