يترقب لبنان الشعبي والرسمي تداعيات اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، والمواقف التي سيطلقها مساء اليوم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، فيما عبرت قيادة الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب عن قلقها من تداعيات الاستهداف على الوضع في الجنوب.
وقد اعتبر الكاتب الصحفي أمين قمورية أن حزب الله معني باغتيال العاروري كون العملية جرت في معقله في قلب الضاحية الجنوبية، مشيرًا إلى أن الأمين العام لحزب الله سيقدم التعليق الواضح على العملية في كلمته المرتقبة.
وأشار في حديث إلى "العربي" من بيروت إلى أن العاروري كان يلتقي مسؤولين من حزب الله أو مسؤولين إيرانيين في بيروت، لكن تم استهدافه مع رفاقه في حركة حماس وكأن إسرائيل لا ترغب بتوسيع العملية وخلق توترات مغايرة.
وقال قمورية: "إن الجبهة اللبنانية باتت جبهة حرب وإن لم تصل إلى حرب شاملة".
رفع الأدلة والأشلاء
وأفادت مراسلة "العربي" في بيروت بأنّ فرق الأدلة الجنائية استمرت برفع الأدلة من موقع الاستهداف في الضاحية الجنوبية وسط طوق أمني من الجيش اللبناني، فيما أجرت فرق الإسعاف الطبية مسحًا للمكان بحثًا عن أشلاء.
وفي الأثناء خرجت الدعوات في عدد من المخيمات الفلسطينية في لبنان للخروج في مسيرات تنديدًا بالجريمة.
ومن جهتها، نعت هيئة التنسيق اللبنانية الفلسطينية للأسرى والمحررين "المجاهد والقائد والأسير المحرر المبعد الشيخ صالح العاروري (نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس) ورفاقه الشهداء الأبطال الذين ارتقوا نتيجة عملية اغتيال غادرة استهدفهم بها العدو الصهيوني".
تصعيد مستمر على الحدود الجنوبية
وقالت في بيان: "إن الشهيد العاروري كان قائدًا ومناضلًا وطنيًا وأسيرًا محررًا، سخّر حياته هو ورفقاؤه الشهداء في سبيل حرية أرضهم وشعبهم حتى آخر لحظة من حياتهم".
وختمت: لقد أثبتت المقاومة من خلال سيرتها وتجاربها أن جعبتها لا تنضب من القادة الذين يتعاقبون على تسلم راية الجهاد، ويتسابقون إلى نيل الشهادة على طريق إنجاز التحرير والنصر.
ويأتي ذلك فيما يستمر التصعيد على الحدود الجنوبية. فصباح اليوم، أطلق الجيش الإسرائيلي النيران من أسلحته الرشاشة الثقيلة من مواقعه المتاخمة لبلدة عيتا الشعب بإتجاه أطراف بلدة البستان وعيتا الشعب.
وكان تحليق للطيران الاستطلاعي قد خرق ليلًا الهدوء الحذر في قرى القطاعين الغربي والأوسط وسط استمرار إطلاق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق في هذين القطاعين.
كما أعلن حزب الله أن عناصره استهدفوا مساء أمس مجموعة من جنود الاحتلال، الذين قدموا لسحب قتلى وجرحى في محيط موقع المرج بعد استهدافه، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.