الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

"كوب 27" يتواصل في شرم الشيخ.. لماذا لا تلتزم الدول بتعهّداتها المناخية؟

"كوب 27" يتواصل في شرم الشيخ.. لماذا لا تلتزم الدول بتعهّداتها المناخية؟

Changed

حلقة جديدة من برنامج "قضايا" تسلط الضوء على قمة المناخ والتعهدات الدولية (الصورة: غيتي)
يعد مؤتمر شرم الشيخ هو السابع والعشرون منذ دخول اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي حيز التنفيذ في مارس 1994.

تتواصل في مدينة شرم الشيخ المصرية أعمال قمة مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي "كوب 27" وسط دعوات إلى تحرك عاجل لمواجهة أكبر تهديد يواجه البشرية وكوكب الأرض.

ويستمر مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ إلى غاية الـ18 من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، ويشارك فيه أكثر من 120 من قادة الدول والحكومات.

وينكب المشاركون على مناقشة الأمن الغذائي والتمويل المبتكر للمناخ والتنمية والهيدروجين الأخضر وتغير المناخ واستدامة المجتمعات الضعيفة وقضايا أخرى. وستكون قضية المياه كذلك على رأس أولويات أجندة المؤتمر.

مؤتمر المناخ الـ27

ويعد المؤتمر هو السابع والعشرون منذ دخول اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغيّر المناخي حيز التنفيذ في مارس/ آذار 1994، وهي معاهدة دولية وقعتها معظم دول العالم بهدف الحدّ من تأثير النشاط البشري على المناخ.

ومنذ مؤتمر 1972 الذي استضافته ستوكهولم كانت هناك العديد من الاتفاقيات البيئية الدولية منها بروتوكول كيوتو لعام 1997 واتفاقية كوبنهاغن عام 2009 حينها تعهدت الولايات المتحدة واليابان ودول أوروبا الغربية وكندا بتحويل ما لا يقل عن 100 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2020 لحماية المناخ في البلدان الفقيرة.

وبحسب منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، لم توفر الدول الكبرى سوى ما يقرب من 80 مليار دولار إلى حدود عام 2019.

وتمخض عن ذلك التوصل إلى اتفاقية باريس الشهيرة عام 2015 والتي هدفت إلى احتواء الاحتباس الحراري العالمي لأقل من درجتين مئويتين في مسعى لحده عند درجة ونصف مئوية.

وبعد ذلك، أعلنت عدة دول في العالم ومنها الولايات المتحدة التزامها بالوصول إلى الحياد الصفري المناخي، أيّ التحول إلى اقتصاد بصافي صفر للانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.

وعود سابقة

وقطعت العديد من الوعود والالتزامات خلال القمم المناخية، ففي قمة العام الماضي التي عقدت في غلاسكو بالمملكة المتحدة، توصل المشاركون إلى اتفاقية هي الأولى من نوعها والتي تنص صراحة على تقليل استخدام الفحم الذي يتسبب في زيادة الانبعاثات الغازية في الغلاف الجوي.

فضلًا عن الوعود المتعلقة بزيادة تمويل مشاريع الطاقة النظيفة، إلا أن خبراء المناخ والمحللين يرون أن معظم الدول لا تفي بتعهداتها التي تقطعها في قمم المناخ ولا سيما الدول المسببة للتلوث.

وبحسب مشروع الكربون العالمي تحتل الصين المرتبة الأولى في الانبعاثات الكربونية بنحو 3 آلاف مليون طن في عام 2020، تليها الولايات المتحدة بحوالي 1200 مليون طن، ومن ثم الهند وروسيا واليابان.

وتشكل انبعاثات الصين من الغازات الدفيئة نحو 30% متفوقة على أميركا المسؤولة عن 15%، فيما الاتحاد الأوروبي مسؤول عن أقل من 10% من تلك الانبعاثات.

أسباب اقتصادية

وتعد الأسباب الاقتصادية هي أحد أهم عوامل عدم التزام الدول بوعودها لا سيما في تلك التي تعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري.

وخلال العام الحالي والعام الذي سبقه، حذّر العلماء من انحسار الغطاء الجليدي في القطب الشمالي والبحر المتجمد الشمالي إذ تشهد المنطقة اندفاعًا روسيًا صينيًا للهيمنة على الموارد وتحويلها إلى منطقة صناعية وممر بحري.

وبحسب تقرير أوليّ أصدرته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة فإن العام الحالي هو الأكثر حرارة منذ بدء قياس درجة الأرض في عام 1850. ويكشف صندوق النقد الدولي أن بلدانًا في إفريقيا وآسيا وأميركا الوسطى والجنوبية ستشعر بآثار ارتفاع درجات الحرارة أكثر من غيرها.

ويقول تقرير مناخي صدر حديثًا إنّ 55 من أكثر الاقتصادات عرضة للتأثر بالمناخ عانت من خسائر اقتصادية ناجمة عن تغيّر المناخ تجاوزت نصف تريليون دولار بين عامي 2000 و2020. ويمكن أن يرتفع هذا الرقم بمقدار نصف تريليون آخر في العقد المقبل.

مطالبات مستمرة للدول بالالتزام بتعهداتها المناخية - غيتي
مطالبات مستمرة للدول بالالتزام بتعهداتها المناخية - غيتي

تهديدات خطرة

وبحسب الأمم المتحدة، فمنذ القرن التاسع عشر أصبحت الأنشطة البشرية المسببة الرئيسية للتغير المناخي ويرجع ذلك أساسًا إلى حرق الوقود الأحفوري والذي ينتج عنه انبعاثات الغازات الدفيئة التي تعمل مثل غطاء يلتف حول الكرة الأرضية مما يؤدي إلى حبس حرارة الشمس ورفع درجات الحرارة.

ويؤدي ذلك بدوره إلى فيضانات عنيفة وموجات حر متعددة وجفاف وارتفاع مستوى سطح البحر العالمي بسبب ذوبان طبقات الجليد في القطب الشمالي وغرينلاند التي سترفع في حالة ذوبانها من منسوب مياه البحار بنحو 70 مترًا، بحسب دراسة المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

ولعل العالم العربي من أكثر الدول المتضررة، فصحيفة "نيويورك تايمز" نشرت تقريرًا عن مخاطر التغيّر المناخي على 193 دولة عبر العالم كانت منها العديد من الدول العربية، ففي المغرب مثلاً ذكر التقرير أنّ ثلثي الواحات اختفت خلال القرن الماضي.

أمّا الكويت فقد سجلت إحدى مناطقها درجة حرارة قدرت 53.1 درجة مئوية وهي من الأعلى في العالم، فضلاً عن نقص المياه في الأردن ولبنان، والحرائق في الجزائر وغيرها. كما يكرر خبراء تحذيراتهم من احتمال غرق مدينة الإسكندرية المصرية.

فجوة كبيرة بين التعهدات والواقع

وفي هذا الإطار، يؤكد الكاتب والصحفي المتخصص في شؤون المناخ حبيب معلوف أن تقارير الأمم المتحدة تحدثت خلال هذا العام عن فجوة كبيرة بين الالتزامات والواقع بشأن مكافحة تغيّر المناخ.

ويلفت معلوف في حديث إلى "العربي"، من شرم الشيخ، إلى أن هناك أيضًا فجوة كبيرة بين خطابات القادة والرؤساء والواقع بشأن التغير المناخي، لا سيّما أن هؤلاء يستخدمون خطابات شعبوية بعيدة عن واقع المستقبل الخطير الذي يهدد البشرية.

ويرى أن من بين أسباب عدم التزام الدول بتعهداتها المناخية هو التنافس على كل شيء لا سيما الوصول إلى الوقود الأحفوري، مؤكدًا من الحروب الحالية والسابقة هي من أجل الوصول إلى الموارد ومصادر الطاقة الأساسية.

ويشير إلى أنه ليس هناك أي التزام للدول بشأن ما تعهدوا به خلال قمة غلاسكو 2021 بالمملكة المتحدة، لافتًا إلى أن غالبية الدول الأوروبية قد عادت إلى استخدام الفحم الحجري لا سيما في ضوء الحرب المتواصلة في أوكرانيا، إضافة إلى استخدام غاز الميثان وقطع الأشجار من الغابات.

ويخلص إلى أنّ التقدم الوحيد الذي حصل في قمة المناخ أنه تم طرح مسألة تعويض الخسائر للدول النامية على جدول القمة، لكنه يتوقع أن تكون هناك مباحثات طويلة المدى وعراقيل كبيرة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close