الأحد 28 أبريل / أبريل 2024

كوفيد طويل الأمد وأمراض القلب.. الأطباء يُكافحون لإيجاد وسائل للمساعدة

كوفيد طويل الأمد وأمراض القلب.. الأطباء يُكافحون لإيجاد وسائل للمساعدة

Changed

فقرة من برنامج "شبابيك" تعرض الأعراض الـ12 التي تحدد الإصابة بكوفيد طويل الأمد (الصورة: أسوشييتد برس)
لا يزال العلماء يجهلون الفئات الأكثر عرضة للإصابة بهذه الآثار اللاحقة أو كيفية عكسها أو حتى تحديد أي علامة تحذير لمزيد من أمراض القلب في المستقبل.

لمدة تصل إلى عام بعد الإصابة بكوفيد 19، وحتى لو بدا أنّ الأشخاص الذين أُصيبوا بالمرض يتعافون بشكل جيد، إلا أنّهم قد يتعرّضون لخطر متزايد للإصابة بمشكلة جديدة متعلّقة بالقلب، على غرار الجلطات الدموية وعدم انتظام ضربات القلب والنوبة القلبية.

ولا يزال العلماء يجهلون الفئات الأكثر عرضة للإصابة بهذه الآثار اللاحقة، أو كيفية عكسها، أو حتى تحديد أي علامة تحذير لمزيد من أمراض القلب في المستقبل.

وقال الدكتور زياد العلي من جامعة واشنطن، الذي ساعد في دقّ ناقوس الخطر بشأن المشاكل الصحية المزمنة، لوكالة أسوشييتد برس: "نحن على وشك الخروج من هذا الوباء أكثر مرضًا بسبب مشاكل القلب المرتبطة بالفيروسات، ويبدو أنّ التداعيات ستستمرّ لأجيال".

المشكلة مستمرة

ولطالما كانت أمراض القلب السبب الأول للوفاة في العالم. لكن في الولايات المتحدة، تراجعت معدلات الوفيات المرتبطة بالقلب إلى أدنى مستوياتها عام 2019 ، قبل اندلاع الوباء مباشرة.

وقالت الدكتورة سوزان تشينج، أخصائية أمراض القلب في مركز سيدارز سيناي الطبي في لوس أنجلوس للوكالة: "إننا نشهد تأثيرات على القلب والأوعية الدموية تفوق عددًا التأثيرات على أنظمة الأعضاء الأخرى".

وأضافت أنّ كوفيد -19 قضى على عقد من هذا التقدّم في انخفاض معدلات الوفيات.

وارتفعت الوفيات الناجمة عن النوبات القلبية خلال كل موجة فيروسية. والأسوأ من ذلك، أنّه ليس من المفترض أن يُصاب الشباب بنوبات قلبية، لكن بحث تشينغ وثّق زيادة بنسبة 30% تقريبًا في الوفيات الناجمة عن النوبات القلبية بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و 44 عامًا في أول عامين من انتشار الوباء.

وقالت إنّ المؤشرات تُنذر أنّ "المشكلة قد تستمر. فارتفاع ضغط الدم هو أحد أكبر مخاطر الإصابة بأمراض القلب، وضغط الدم لدى الناس قد ارتفع بالفعل بشكل ملموس خلال مسار الوباء".

وتُعدّ أعراض القلب والأوعية الدموية جزءًا مما يُعرف باسم كوفيد طويل الأمد، وهو المصطلح الجامع لعشرات من المشكلات الصحية بما في ذلك التعب وضباب الدماغ.

هل هناك علاجات ممكنة؟

وبدأت المعاهد الوطنية للصحة دراسات صغيرة لبعض العلاجات الممكنة لبعض أعراض كوفيد طويل الأمد، بما في ذلك مشكلة ضربات القلب.

لكنّ تشينغ قال إنّ المرضى والأطباء على حد سواء يحتاجون إلى معرفة أنّه في بعض الأحيان، تكون مشاكل القلب والأوعية الدموية هي العارض الأول أو الرئيسي للضرر الذي خلّفه فيروس كورونا.

ويُكافح رجل الإطفاء والمسعف مايك كاميليري (43 عامًا) تداعيات كوفيد طويل الأمد في عيادة كوفيد طويل الأمد في جامعة واشنطن، ويخطو بحذر شديد على جهاز المشي ليعرف كيف يتعامل قلبه مع نزهة بسيطة.

تُشرف الدكتورة أماندا فيرما على حالة كاميليري، ووجدت أنّ  وجود خلل في تدفّق الدم قد يكون جزءًا من المشكلة.

ويتزايد تدفّق الدم عندما يتحرك الناس وينحسر أثناء الراحة. وقالت فيرما إنّ بعض مرضى كوفيد طويل الأمد يُعانون من نشاط في تدفّق الدم أثناء الراحة، بينما يُعاني آخرون من مشكلة في بطانة الأوعية الدموية الصغيرة التي لا تتوسّع أو تتقلّص بشكل صحيح لنقل الدم من خلالها.

وعلى أمل أن يُساعد ذلك في تفسير بعض أعراض كاميليري، وصفت فيرما بعض أدوية القلب التي توسّع الأوعية الدموية وغيرها لتثبيط استجابة القتال أو الهروب في القلب.

أما في الصالة الرياضية، توصّل المعالج الفيزيائي بيث هيوز إلى خطة إعادة تأهيل دقيقة بعد أن كشف اختبار جهاز المشي عن قفزات غير منتظمة في معدل ضربات قلب كاميليري.

وقال كاميليري إنّه لاحظ بعض التحسّن لأن فيرما خلط تالوصفات الطبية وطابقتها بناءً على ردود أفعاله.

ولكن بعد ذلك، أدت إصابته بكوفيد للمرة الثانية إلى المزيد من المشاكل الصحية، وهي إعاقة أجبرته على التقاعد.

ما هو حجم مخاطر الإصابة بأمراض القلب بعد كوفيد؟

 حلّل العلي السجلات الطبية من قاعدة بيانات ضخمة لإدارة المُحاربين القدامى. وكان الأشخاص الذين نجوا من كورونا في وقت مبكر من الوباء، أكثر عرضة للإصابة بعد عام بنبضات قلب غير طبيعية، وجلطات دموية، وألم في الصدر وخفقان، وحتى نوبات قلبية وسكتات دماغية، مقارنة بالأشخاص غير المصابين.

ويشمل ذلك حتى الأشخاص في منتصف العمر الذين لم تظهر عليهم علامات مرض القلب.

وبناءً على هذه النتائج، يُقدّر العلي أنّ 4 من كل 100 شخص يحتاجون إلى رعاية لنوع من الأعراض المتعلقة بالقلب، في العام بعد التعافي من كورونا.

وفي حين أن الإصابة مرة أخرى بكورونا قد تسبّب المشاكل، يدرس العلي الآن ما إذا كان هذا الخطر الإجمالي قد انخفض بفضل اللقاحات وسلالات فيروس كورونا الأكثر اعتدالًا.

ووجد تحليل هذا الربيع لقاعدة بيانات التأمين الأميركية الكبيرة أن مرضى كوفيد طويل الأمد كانوا أكثر عرضة بمقدار الضعف للحصول على الرعاية من مشاكل القلب والأوعية الدموية بما في ذلك جلطات الدم، وضربات القلب غير الطبيعية أو السكتة الدماغية في العام التالي للعدوى، مقارنة بالمرضى الذين لم يُصابوا بكورونا.

وأشارت فيرما إلى أن ارتباط ما بعد الإصابة بتلف القلب ليس مفاجئًا، مستشهدة بالحمى الروماتيزمية، وهي رد فعل التهابي على التهاب الحلق الذي لم يتم علاجه، والذي يؤدي إلى ندوب في صمامات القلب.

وقالت: "لا نعرف ما إذا كنا نختبر مرض القلب الروماتيزمي المقبل".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close