السبت 18 مايو / مايو 2024

كيف أشعل التنافس العسكري فتيل النزاع المسلح في السودان؟

كيف أشعل التنافس العسكري فتيل النزاع المسلح في السودان؟

Changed

نافذة إخبارية تتناول مجريات الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع (الصورة: غيتي)
وقعت الاشتباكات في السودان عقب أيام من التوتر بعد أن أعادت قوات الدعم السريع انتشارها في جميع أنحاء البلاد في خطوة اعتبرها الجيش تهديدًا.

قد يبدو ما تشهده ساحات الخرطوم اشتباكات مسلحة بين قوتين عسكريتين في بلد واحد، الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حمدان دقلو الملقب بحميدتي، لكن ما يحصل هو نتيجة مباشرة لصراع شرس على السلطة داخل القيادة العسكرية في السودان، وفقًا لتقارير إعلامية أجنبية.

ويدير السودان منذ انقلاب أكتوبر/ تشرين الأول 2021، مجلس من الجنرالات الذي يضم البرهان وحميدتي. 

ونشب خلاف بين الرجلين حول الاتجاه الذي تسلكه البلاد في مسارها نحو الحكم المدني، وتتمثل إحدى نقاطه في خطط ضم قوات الدعم السريع التي يبلغ قوامها 100 ألف فرد إلى الجيش ومن سيتولى القوة الجديدة بعد ذلك.

نقطة الصفر

لكن الخلاف في وجهات النظر والأزمة السياسية تحولت اليوم إلى نزاع مسلح. وقد وقعت الاشتباكات عقب أيام من التوتر بعد أن أعادت قوات الدعم السريع انتشارها في جميع أنحاء البلاد في خطوة اعتبرها الجيش تهديدًا.

ولم تفلح المحادثات في التهدئة، فاستفاقت الخرطوم على أزيز الرصاص ورائحة الدخان. 

ولم يتضح من أطلق الطلقة الأولى صباح اليوم السبت، لكن أعمدة الدخان المتصاعد من محيط منطقة القيادة العامة ما زالت واضحة للعيان، وسط مخاوف من تفاقم الوضع غير المستقر في البلاد.

وتوالت الدعوات العربية والدولية لوقف إطلاق النار، لكنها لم تلق أي صدى وسط احتدام الاشتباكات. 

وقد أظهر مقطع فيديو نشره "العربي" البرهان وهو يجلس في غرفة تحكم يراقب شاشات تنقل مجريات المعركة التي تخوضها قواته.

وقد نفّد الطيران الحربي ضربات جوية على معسكرين لقوات الدعم السريع في الخرطوم، فيما أعلنت قيادة هذه القوات "السيطرة الكاملة" على القصر الجمهوري في وسط الخرطوم.

منافسة العسكر

ويعد النزاع القائم أحدث حلقة في موجات التوتر التي أعقبت الإطاحة بالرئيس عمر البشير في عام 2019، حين دعت احتجاجات ضخمة في الشوارع إلى إنهاء حكمه الذي دام قرابة ثلاثة عقود وقام الجيش بانقلاب للتخلص منه.

لكن المدنيين طالبوا بالمشاركة في خطة الانتقال نحو الحكم الديمقراطي. وأعقب ذلك تشكيل حكومة عسكرية مدنية مشتركة، أطيح بها أيضًا في انقلاب آخر في أكتوبر/ تشرين الأول 2021. وشكّل ذلك الحدث انطلاقة لمنافسة بين البرهان وحميدتي. 

ورغم الاتفاق على توقيع اتفاق إطاري تعود بموجبه السلطة إلى المكون المدني في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إلا أن المحادثات لوضع اللمسات الأخيرة على ذلك الاتفاق باءت بالفشل.

وقد يؤدي استمرار القتال إلى مزيد من التشرذم في البلاد وبالتالي تفاقم الاضطرابات السياسية.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close