الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

كيف تحول نهر الليطاني في لبنان إلى "نهر الموت"؟

كيف تحول نهر الليطاني في لبنان إلى "نهر الموت"؟

Changed

يلقب نهر الليطاني بـ"نهر الموت"، حيث بات يشكل خطرًا يتعاظم مع مرور الوقت، فيما ينتقد سكان المنطقة عدم تدخل الدولة لدفعه عنهم.

أصبح نهر الليطاني في لبنان مكانًا تتجمع فيه الكثير من السموم بعدما كان مصدرًا للحياة في البلاد.

ويلقب الليطاني الواقع شرقي لبنان وهو أطول أنهار البلاد بـ"نهر الموت"، حيث بات يشكل خطرًا يتعاظم مع مرور الوقت، فيما ينتقد سكان المنطقة عدم تدخل الدولة لدفعه عنهم.

وتبدو حركة مياه النهر ثقيلة بفعل "السيانوبكتيريا"، ونفايات بعض المصانع، ومياه مجاري الصرف الصحي التي تتدفق منذ 30 عامًا.

ورصدت كاميرا "العربي"، هول مشهد التلوث في نهر الليطاني، حيث ينصح خبراء البيئة بارتداء الكمامات على الأقل، ورغم ذلك يصعب التنفس أو التكلم، بحسب ما عاين مراسل "العربي" بأمّ العين.

أين ذهبت وعود زمن الانتخابات؟

ويوضح الباحث في مجال البيئة كمال سليم أن "المياه تتسبب بما يسمى سم الكبد، مما يؤدي إلى تسمم الناس الذين يقطنون بجانب النهر، بالإضافة إلى مرض الحساسية".

وفيما ينقل النهر سمومه إلى بحيرة القرعون، يذكر سكان القرى وعودًا في زمن الانتخابات بتنظيفها والنهر بكلفة تقارب 900 مليون دولار، لكن العمل لم ينطلق بعد.

ويشرح نائب رئيس بلدية القرعون في البقاع اللبناني أحمد عميص أن "مشكلة المبلغ تكمن بالقروض"، متسائلًا "من سيقرض الدولة اللبنانية؟".

ويمنع الري أو الشرب أو أي نشاط آخر من خلال بحيرة القرعون، بالإضافة إلى منع الصيد فيها.

"الفساد السياسي"

من جهته، يوضح مدير عام مصلحة نهر الليطاني سامي علوية أن التلوث الرئيسي الذي أصاب النهر، منذ تسعينيات القرن الماضي، هو التلوث بالفساد، مشيرًا إلى أن الدولة اللبنانية مدّت شبكات الصرف الصحي في قرى البقاع، وكان مجراها في نهر الليطاني.

ويلفت علوية، في حديث إلى "العربي"، من منطقة بنت جبيل في جنوب لبنان، إلى أن الدولة رخّصت لمصانع صناعية في مناطق مصنفة "زراعية"، بأساليب التزوير والرشوة والفساد، كما أعفتهم من شروط الالتزام البيئي.

التلوث بالأرقام

ويذكر أن 8396 هكتار من نهر الليطاني يتم ريّها بمياه الصرف الصحي، و46 مليون متر مكعب من الصرف الصحي، وهناك 4 مليون متر مكعب من الصرف الصناعي، بالإضافة لحوالي 70 ألف نازح سوري يقيمون على ضفاف نهر الليطاني، مضيفًا أن 1.2 مليار دولار أنفقتهم الدولية اللبنانية لا سيما وزارة الطاقة والإنماء والإعمار على إقامة مشاريع للصرف الصحي بدون أن تعالج أي متر مكعب من مياه الصرف الصحي.

ويؤكد علوية أن الدولة اللبنانية تسعى للتعتيم عن مشكلة الصرف الصحي و"السيانوبكتيريا"، والري والمنتجات الصناعية اللبنانية الغذائية التي تنتج من خلال تلوث النهر.

ويلفت إلى أن الخطر الحقيقي، ناتج عن مياه الصرف الصحي، لأنه الأكبر خصوصًا مع التزايد في عدد السكان.

ويكشف علوية أن الأموال المخصصة للمشاريع موجودة ومتوفرة من قبل البنك الدولي وتبلغ 55 مليون دولار، كما أن هناك أموالًا مقدمة من الجهات الإيطالية خاصة لمحطات التكرير، لكن ليس هناك إرادة من صانعي القرار لأسباب غير مفهومة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close