السبت 4 مايو / مايو 2024

كيف غيّرت الانتخابات الخريطة السياسية لإسرائيل؟

كيف غيّرت الانتخابات الخريطة السياسية لإسرائيل؟

Changed

كرّست الانتخابات نتنياهو على أنه السياسي الأكثر شعبية على الساحة الإسرائيلية.
كرّست الانتخابات نتنياهو على أنه السياسي الأكثر شعبية على الساحة الإسرائيلية وفقًا لتحليل "جيروزاليم بوست" (غيتي)
أدت نتائج الانتخابات التشريعية الرابعة خلال عامين، إلى تغيير خارطة إسرائيل السياسية، وبالتالي مستقبلها، وفقًا لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.

يشعر الإسرائيليون، بعد نتائج الانتخابات التشريعية الرابعة، أنهم باتوا أمام خيار حكومة يمينية بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أو شبح إجراء انتخابات خامسة في أقلّ من عامين.

لكنّ الحقيقة أن نتائج الانتخابات تفوق هذين الخيارين، وتعدّتهما إلى تغيير خارطة إسرائيل السياسية، وبالتالي مستقبلها، وفقًا لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.

"الحزب العربي" يصبح صانع الملوك

على مدى 40 عامًا، كانت الأحزاب الإسرائيلية العربية مهمّشة وغابت عن الحكومة. وفشلت الأحزاب اليسارية الإسرائيلية في تشكيل حكومة على مدى السنوات الماضية، لأنها لم تتجاوز فكرة أن الأحزاب الإسرائيلية العربية لا يمكن أن تكون جزءًا من ائتلاف. 

لكن، خلال الانتخابات التشريعية، أصبحت فكرة وجود حزب عربي إسرائيلي في الائتلاف تبدو مقبولة، واخترقت حالة الجمود التي عانت منها الأحزاب العربية لأربعة عقود. ونتيجة لذلك، لا يمكن لنتنياهو ولا لابيد تشكيل حكومة بدون "القائمة العربية الموحدة"، وهذا يعني أن حزب منصور عباس، بأربعة نواب فقط، وضع الحزب العربي في قلب الدراما السياسية في البلاد، ونقل عرب إسرائيل وأجندتهم من الهامش إلى المركز.

غانتس موجود ليبقى

إن أداء بيني غانتس القوي يُعزّزه بدوره كسياسي رائد إلى جانب تاريخه كرئيس أركان سابق للجيش الإسرائيلي، وهو ما يجعله وسيطًا قويًا في أي ائتلاف. وعلى الرغم من أنه انحاز إلى المعسكر المناهض لنتنياهو، كما في الماضي، فقد صوّر نفسه أيضًا على أنه شخص يقف بقوة ضد نتنياهو سواء في الداخل أو الخارج.

إعادة إحياء أحزاب اليسار 

رغم أن أحزاب اليسار سجّلت في انتخابات 2020، أدنى أداء لها في أي انتخابات، إلا أن حزبي "العمل" و"ميرتس" عادا إلى الحياة حيث حصل حزب "ميرتس" برئاسة نيتسان هورويتز على ستة أصوات، وحزب "العمل" بقيادة ميراف ميخائيلي على سبعة مقاعد بإجمالي 13 مقعدًا.

 الأحزاب الصغيرة تهيمن

حصل حزبا "الليكود" و"أزرق-أبيض" على أكثر من 60 صوتًا مشتركًا في الانتخابات الثلاثة التي أجريت في 2019 و2020، ما ترك مجالًا لعدد قليل من الأحزاب الأخرى. هذه المرة، انقسم الناخبون إلى 13 حزبًا، تسعة منها لديها أربعة إلى سبعة مقاعد فقط، في سابقة من نوعها من حيث العدد الكبير في الأحزاب الصغيرة المشاركة في الانتخابات منذ العام 2003.

عودة الصهيونية الدينية

نجح حزب "الصهاينة المتديّنين" بقيادة بيتسالئيل سموتريتش اليميني في التحرّر، وأثبت أن لديه نفوذًا سياسيًا بمفرده من خلال حصوله على ستة مقاعد. وسيدخل الحزب ضمن ائتلاف نتنياهو، وسيُساعد نتنياهو في إحباط أي ضغط دولي لتعديل أجندة مؤيدة للمستوطنين.

بينيت وحيد 

فشل رئيس حزب "يمينا" اليميني نفتالي بينيت في البروز كمنافس رئيسي لنتنياهو. وحصل على سبعة مقاعد، وهو خامس أكبر حزب من حيث الأرقام الحقيقية، وبالتالي أصبح سياسيًا يتمتع بقاعدة عريضة محتملة في المستقبل.

نتنياهو وتفويض القيادة

بحسب "جيروزاليم بوست"، فقد منحت الانتخابات نتنياهو نصرًا مدويًا، إذ رغم أن عدد المقاعد التي حصل عليها (30 مقعدًا)، كانت الأدنى خلال الانتخابات الأربعة في العامين الماضيين، إلا أنها أكدت أنه لا يزال السياسي الأكثر شعبية على الساحة الإسرائيلية. وتضيف الصحيفة: "إنه انتصار مذهل بشكل خاص لرجل من المقرّر أن يُحاكم بتهم فساد. وفجوة النجاح هذه تمنحه تفويضًا واضحًا للقيادة على الصعيدين المحلي والدولي".

وتخلص إلى أن بقاء نتنياهو في السلطة خلال كل انتخابات سمح له بمواصلة تمثيل إسرائيل على المسرح الدولي كرئيس للوزراء بنفس القوة تقريبًا كما لو كان رئيسًا للدولة. وبموجب ذلك، خلال فترة المفاوضات التالية لتشكيل الحكومة، سيتعزّز دور نتنياهو، وفقًا لـ"جيروزاليم بوست".

المصادر:
جيروزاليم بوست

شارك القصة

تابع القراءة
Close