حذّرت السلطات في كييف من موجة جديدة من الضربات الصاروخية الجوية الروسية.
وعرض الجيش الأوكراني بقايا صواريخ روسية من طراز "أكس 55"، التي يمكن أن تحمل رؤوسًا نووية، قال إنه تم العثور عليها خلال المعارك.
ويقول الجانب الأوكراني: إن الجيش الروسي أطلق أكثر من 230 صاروخًا و80 طائرة انتحارية إيرانية خلال الشهر الماضي لوحده، استهدفت بمعظمها البنى التحتية للطاقة.
الجيش الأوكراني يعثر على بقايا صواريخ روسية يمكنها حمل رؤوس نووية#العربي_اليوم #أوكرانيا تقرير: عبد الله بوزاري pic.twitter.com/Ysq8veqnec
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 1, 2022
ويؤكد الجيش الأوكراني أن الروس سحبوا قواتهم من بلدات على ضفة نهر دنيبرو المقابلة لمدينة خيرسون، أكبر خط مواجهة بين طرفي الحرب.
وفيما لا تُعرف أسباب هذا الانسحاب ولا خلفياته، إلا أن الجيش الروسي ينفّذ عمليات قصف عنيف لمواقع في مدينة خيرسون.
تقديرات رسمية للجنود القتلى
إلى ذلك، قُتل ما يصل الى 13 ألف جندي أوكراني منذ بدء الهجوم الروسي على بلادهم في فبراير/ شباط الماضي، على ما أعلن مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الخميس.
وصرّح ميخايلو بودولياك، أحد مستشاري زيلينسكي، عبر قناة 24 الأوكرانية: "لدينا تقديرات رسمية من هيئة الأركان العامة تتراوح بين 10 آلاف إلى 13 ألف قتيل". وأفاد بأن رئيس البلاد سينشر البيانات الرسمية "عندما يحين الوقت".
وعندما كانت القوات الروسية تسعى في يونيو/ حزيران إلى السيطرة الكاملة على منطقة لوغانسك شرقي أوكرانيا، قال زيلينسكي إن بلاده تخسر "60 إلى 100 جندي في اليوم".
في المعسكر المقابل، كشف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في سبتمبر/ أيلول أن 5937 جنديًا روسيًا قُتلوا منذ بدء النزاع في فبراير.
وبحسب وكالة "فرانس برس"، يُشتبه في أن الطرفين المتحاربين يقلّلان من حجم خسائرهما البشرية لتجنب أن يؤثر ذلك سلبًا في معنويات قواتهما.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، أشار رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارك ميلي إلى أن أكثر من مئة ألف جندي روسي قُتلوا أو جرحوا منذ بداية الهجوم على أوكرانيا، لافتًا إلى أن الخسائر في صفوف القوات الأوكرانية قد تكون مماثلة.
وتُعد الأرقام التي ذكرها الجنرال ميلي، ولا يمكن تأكيدها من مصدر مستقل، هي الأكثر دقة التي قدمتها واشنطن حتى الآن. كما قُتِل آلاف المدنيين في أعنف نزاع مسلح في أوروبا منذ عقود.
بايدن مستعد للتحدث مع بوتين
ومن واشنطن أيضًا، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه مستعد للتحدث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين إذا كان الزعيم الروسي يريد حقًا إنهاء الحرب، وبالتشاور فقط مع حلفاء الناتو.
لكن بايدن أشار في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض بعد محادثات مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أن الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب هي انسحاب روسيا من أوكرانيا.
وأكد أن الولايات المتحدة وفرنسا لن تترددا في دعم أوكرانيا ضد روسيا، متعهدًا بالوقوف معًا ضد هذه الوحشية.
ويلفت الباحث السياسي أندريه أنتيكوف، إلى أن روسيا منفتحة لمثل هذا الحوار ولا ترفضه، لكنه يؤكد أن لديها شروطًا بوجوب احترام وحدة الأراضي الروسية بما في ذلك احترام خيار الشعب في المناطق الجديدة التي انضمت إليها أخيرًا وكذلك القرم.
ويرى في حديثه إلى "العربي" من موسكو، أن بايدن يتحدث بشكل دبلوماسي، وكأنه يطلب من بوتين الاستسلام ليس أكثر. وينفي اعتقاده بأنه من وراء هذا الكلام سعي أميركي فعلًا للحديث مع روسيا.
بدوره، يعتبر أستاذ التواصل الإستراتيجي والعلاقات الحكومية نضال شقير أن الدعوة التي أطلقها بايدن للحوار لم تأت من عبث، معربًا عن اعتقاده بأنها جاءت نتيجة ضغوط وطلب أوروبي وفرنسي خاصة للذهاب نحو الحوار.
ويذكر في حديثه لـ"العربي" من باريس، بأن الدعوة جاءت في لقاء مشترك بين بايدن وماكرون، ويقول: إن عملية الحوار جوهرية وأساسية بالنسبة للأوروبيين، بخلاف الولايات المتحدة أو هذا ما يشعر به الأوروبيون على الأقل.
ويرى أن المشكلة في أوكرانيا ليست بين موسكو وكييف، بل هي مشكلة جوهرية ومباشرة بين واشنطن وموسكو، وبالتالي فإن أي حل في هذه الحرب يجب أن يأتي من خلال حوار مباشر بينهما وتقديم تنازلات من كلا الطرفين.