طردت شركة غوغل الأميركية مهندس برمجيات كبيرًا لديها زعم أن روبوت صممته الشركة ضمن برنامج دردشة آلي بالذكاء الاصطناعي "لامدا"، اكتسب الوعي والمشاعر.
وأعلنت الشركة، التي وضعت مهندس البرمجيات بليك ليموين في إجازة الشهر الماضي، إنه انتهك سياسات الشركة، وأكدت أن مزاعمه بشأن LaMDA "لا أساس لها على الإطلاق".
وذكرت غوغل في بيان نقلته "الغارديان": "من المؤسف أنه على الرغم من الانخراط المطول في هذا الموضوع، لا يزال ليموين يصر على استمراره بانتهاك سياسات التوظيف، وأمن البيانات الواضحة التي تتضمن الحاجة إلى حماية معلومات المنتج".
وفجّر المهندس في شركة "غوغل" ضجة إعلامية بعدما قال: إن "لامدا" اكتسب الوعى وبات يشعر مثل الإنسان، وهو ما أثار نوعًا من القلق والانبهار في الوقت نفسه؛ باعتبار أن امتلاك الروبوتات للوعي يمكن أن يشكل خطرًا على الإنسان في المستقبل.
ما هو نظام "لامدا"؟
أما "لامدا" فيعدّ نظامًا قويًا للغاية يستخدم نماذج متقدمة ويتدرب على أكثر من 1.5 تريليون كلمة، ليكون قادرًا على محاكاة طريقة تواصل الأشخاص في المحادثات المكتوبة.
ويرى خبراء أن الآلة باتت قادرة على تخطي بعض الاختبارات لقياس ذكائها، لكن هذا لا يكفي، بينما كانت غوغل سريعة وحازمة في التقليل من شأن ما إذا كان "لامدا" قد اكتسب الوعي.
وشرحت الشركة أن هذه الأنظمة تحاكي جميع أنواع المحادثات الموجودة عبر ملايين الجمل، للتعبير عن أي موضوع خيالي، فاعتبر البعض أن تبرير غوغل هو محاولة لإغلاق النقاش حول موضوع مهم نظرًا لما يحمل من مخاطر وتحديات.
أفكار ومشاعر تعادل قدرات البشر
وتفجرت القضية بعد أن صرح ليموين في مقابلة صحفية أن هذا النظام الذي كان يعمل عليه منذ الخريف الماضي "واعٍ"، ويتمتع بإدراك وقدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر التي تعادل قدرات طفل بشري.
حتى إن المهندس البالغ من العمر 41 قال لصحيفة "واشنطن بوست": "لو لم أكن أعرف بالضبط ما هو هذا النظام الذي أنشأناه مؤخرًا، لاعتقدت أنه طفل يبلغ من العمر 7 أو 8 سنوات ويصادف أنه يعرف الفيزياء".
ما التفسير العلمي "لوعي" روبوت غوغل؟
وحول هذا الأمر، شرح المهندس والخبير في تكنولوجيا المعلومات أيمن قدورة لـ"العربي" أن التعبير الأصح من "واعٍ" بالحديث عن الذكاء الاصطناعي هو أنه "أصبح أدق".
ولفت من الدوحة، إلى أنّ المعادلة في الذكاء الاصطناعي هي كالتالي: كلما كانت البيانات والمدخلات أكثر، كلما كانت النتائج أدق وأصح.
وقال عن "لامدا": "ماذا نتوقع من نموذج لغوي تدرّب على تريليون ونصف التريليون كلمة غير أن يكون دقيقًا جدًا، لدرجة محاكاة المحادثات البشرية؟".