الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

لبنان.. مسلسل "الاغتيالات السياسية" إلى الواجهة من جديد

لبنان.. مسلسل "الاغتيالات السياسية" إلى الواجهة من جديد

Changed

أعاد اغتيال الناشط لقمان سليم إلى الأذهان مسلسل الاغتيالات في لبنان، التي شهدت أوجها في العام 2005، وطالت العديد من السياسيّين والصحافيين والمفكّرين.

في وقتٍ تستمرّ فيه الأزمة في لبنان على مختلف الصعد، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وصحيًا، عاد الملف الأمني إلى الواجهة، عقب جريمة مقتل الناشط السياسيّ والاجتماعيّ لقمان سليم، المعروف بمواقفه المعارضة لـ"حزب الله"، في جنوب البلاد.

وأعاد اغتيال الناشط سليم إلى الأذهان مسلسل الاغتيالات في لبنان، التي شهدت أوجها في العام 2005، بعيد اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، وطالت العديد من السياسيّين والناشطين والصحافيّين والمفكّرين.

وطرحت الجريمة تساؤلاتٍ بالجملة، عن الرسائل المُبطَنة خلفها، والمستفيدين والمتضرّرين منها، والمسار الذي يمكن أن تأخذ لبنان إليه، في ظلّ الأزمات التي يتخبّط خلفها، وأولها تأليف الحكومة العالقة منذ أشهر، بين شروط وشروط مضادة.

"احتلال إيراني مقنّع"

يرى الكاتب السياسي علي حمادة أنّ القوى المهيمنة على البيئة الشيعية في لبنان، ولا سيما "حزب الله"، لها مصلحة كبيرة في شطب وإسكات الأصوات المنتفضة على سيطرته.

ويعتبر حمادة، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أنّ اللبنانيّين يعيشون "حالة احتلال إيراني مقنّع" بواسطة "حزب الله"، مشيرًا إلى أنّ الرسالة خلف اغتيال سليم هي للداخل بالدرجة الأولى، وتحديدًا للأصوات الحرّة والمعارضة لـ"حزب الله".

وإذ يعبّر عن خشيته من أن تكون ماكينة الاغتيالات عادت لتعمل في لبنان، يدعو لترقب طريقة تعامل "حزب الله" مع الجريمة المستجدّة. ويضيف: "في كل مرة كان حزب الله يخرج بتقديس القتلة والمجرمين وآخرهم المجرم الذي ثبتت عليه إدانة المحكمة الدولية قبل بضعة أشهر وحتى الآن لم يُبدِ أيّ نية لتسليمه إلى العدالة".

ماذا عن إسرائيل؟

في المقابل، يرفض الصحافي والكاتب السياسي رضوان عقيل، الذي يؤكد أنّ اغتيال سليم هو خسارة للجسم الإعلامي والصحافي وللحريات في لبنان، الركون إلى ما يصفها بـ"الاتهامات السياسية" التي وُجّهت إلى "حزب الله" بالوقوف خلف الجريمة.

وإذ يشدّد، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، على أنّ من حقّ سليم وأيّ ناشط آخر أن يعارض "حزب الله" أو أي جهة سياسية في البلد، يلفت إلى أنّ الحزب هو "أكثر المتضررين من استهداف هذا الرجل"، معتبرًا أنّ "من واجبه التعاون مع الجهات الرسمية لكشف القتلة".

وفيما يذكّر بأنّ "توجيه الاتهامات لحزب الله اعتدنا عليه في أكثر من جريمة وحادث"، يشير إلى أنّ "هذا الرجل يقطن منذ طفولته في الضاحية الجنوبية وله مكتبه ومؤسسته ويقول ما يشاء في قلب الغبيري".

ويلمّح عقيل لإمكانية ضلوع طرف ثالث، قد يكون الإسرائيلي، على خطّ الجريمة، مشدّدًا على أنّ المطلوب من الأجهزة الأمنية والقضائية هو  الإسراع في كشف ملابسات هذه الجريمة التي استهدفت كل لبنان.

هل يتعاون "حزب الله"؟

من جهته، يعتبر الكاتب السياسي جوني منير أنّ "هناك العديد من الأطراف التي يمكن اتهامها بمقتل الناشط سليم من الناحية السياسية"، لكنّه يشدّد على أنّ الكلمة الفصل تبقى للقضاء.

وإذ يؤكد أنّ اتهام "حزب الله" قد يكون منطقيًا نظرًا للصراع السياسي بين الجانبين، وأنّ منطق "الاستغلال السياسيّ" وارد بقوة أيضًا، يدعو، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، إلى طرح ثلاث علامات استفهام أساسيّة، وهي: "لماذا الآن؟ لماذا في الجنوب؟ لماذا لقمان سليم؟".

ويشدّد منير على أنّ "حزب الله لديه قدرة أمنية على الأرض، وبالتالي عليه أن يضع إمكانياته في تصرف القوى الأمنية من أجل تبيان وكشف هذه الجريمة". ويلفت إلى أنّ "الجرائم السياسية في لبنان في العادة لا تُكشَف ومن الصعب أن تذهب باتجاه خاتمة واضحة، لكن هنا ونظرًا لدقة الوضع وكونه الموضوع محرجا؛ ربما من الأفضل أن يتعاون الجميع من أجل كشف هوية القتلة".

المصادر:
التلفزيون العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close