أوعز وزير السياحة اللبناني وليد نصار، اليوم الخميس، لوكالات السياحة والسفر، وقف الترويج لبيلاروسيا بصفتها "وجهة سياحية"، وذلك ضمن محاولات منع تدفق مزيد من اللاجئين إلى ذلك البلد، الذي كدّس الآلاف من هؤلاء على حدود جارته بولندا، مما خلق أزمة مع التكتل الأوروبي.
ويستخدم لبنانيون وسوريون وعراقيون، من بين جنسيات أخرى، مطار رفيق الحريري للتوجه الى بيلاروسيا.
وقال وزير السياحة في تعميم نشرته الوكالة الوطنية للإعلام، الرسمية في لبنان: "بسبب تفاقم الأوضاع على الحدود البيلاروسية والبولندية (..) وحيث إن بعض الراغبين بالهجرة من رعايا شرق أوسطية وافريقية تعتمد مطار رفيق الحريري الدولي نقطة انطلاق إلى بيلاروسيا مستخدمة طيران بيلافيا، يُطلب من كل وكالات السياحة والسفر عدم ترويج بيلاروسيا بصفتها وجهة سياحية للحد من هذه الهجرة غير المشروعة".
وسبق، أن نقلت وكالة "فرانس برس" قبل نحو أسبوعين عن مصدر رسمي رفض الكشف عن هويته قوله: إن سلطات المطار بدأت منذ الشهر الماضي، منع العراقيين الوافدين إلى بيروت من التوجه على متن رحلات للخطوط البيلاروسية "لمعرفتنا أنهم مهاجرون غير شرعيين".
كما باتت "أكثر تشدّدًا" إزاء المسافرين اللبنانيين، والسوريين المقيمين في لبنان باتجاه مينسك.
وفي الأسابيع الماضية، واجهت بولندا عند حدودها مع بيلاروسيا، تدفقًا كبيرًا لأشخاص يتحدرون من دول الشرق الأوسط خصوصًا، فيما نددت وارسو مرات عدة "بحرب هجينة" تقوم بها مينسك.
وفيما وعدتهم بيلاروسيا بمرور سهل إلى أوروبا، وجد هؤلاء اللاجئون أنفسهم عالقين عند الحدود في ظروف صعبة وفي خيم بالغابات، وسط الصقيع، حيث لقي ما لا يقل عن 11 شخصًا حتفهم على جانبي الحدود.
وتتهم الدول الأوروبية، بيلاروسيا بتعمد تفجير الأزمة عن طريق استقدام مهاجرين من الشرق الأوسط، ودفعهم إلى محاولة عبور الحدود بشكل غير قانوني إلى بولندا وليتوانيا، في وقت تنفي منسك مسؤوليتها في تأجيج الأزمة.
#بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي يتراشقان الاتهامات بشأن أزمة طالبي اللجوء على حدود #بولندا#العربي_اليوم pic.twitter.com/mPHa54d4hA
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 23, 2021
وجاء الموقف الأميركي متسقًا مع أوروبا، إذ أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان لنظيره البولندي أمس الأربعاء، دعم الولايات المتحدة "القوي" لبولندا في الأزمة مع بيلاروسيا، بشأن المهاجرين العالقين على حدود البلدين.
والأسبوع الماضي، أزالت السلطات البيلاروسية مخيمات المهاجرين على الحدود، كما سمحت بأول رحلة عودة إلى العراق منذ أشهر.
وكان الرئيس البيلاروسي قد اتهم الاتحاد الأوروبي برفض أي حوار مع بلاده حول مصير المهاجرين.
والأربعاء، اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" بيلاروسيا وبولندا بارتكاب "انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان" حيال مهاجرين وطالبي لجوء على الحدود بين البلدين، بعد إجراء مقابلات مع 19 شخصًا هناك.