الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

"لعبة شطرنج" بين الخصمين في إثيوبيا.. هل تنتهي الحرب قريبًا؟

"لعبة شطرنج" بين الخصمين في إثيوبيا.. هل تنتهي الحرب قريبًا؟

Changed

أصبحت الحرب في إثيوبيا أشبه بلعبة شطرنج بين الخصمين يتركّز فيها اللعب على ركن واحد من الخريطة (غيتي)
أصبحت الحرب في إثيوبيا أشبه بلعبة شطرنج بين الخصمين يتركّز فيها اللعب على ركن واحد من الخريطة (غيتي)
هذه المرّة الثانية التي تستعيد فيها قوات الجيش السيطرة على المناطق نفسها من قبضة جبهة تيغراي في غضون أسبوعين أو ثلاثة على أبعد تقدير.

أعلنت القوات الحكومية الإثيوبية السيطرة على منطقة شمال وولو في ولاية أمهرة من قبضة جبهة تحرير تيغراي، بحسب وكالة الأنباء الرسمية الإثيوبية.

وكانت الحكومة الإثيوبية قد طلبت من مبعوث الاتحاد الإفريقي رئيس نيجيريا السابق بأن تنسحب الجبهة من إقليمي عفر وأمهرة وبأن تعترف الأخيرة بالحكومة الشرعية في أديس أبابا حتى تتاح الفرصة لحديث في المفاوضات بين الطرفين بحسب التقديرات السياسية.

وأشارت مصادر إلى أن القوات الحكومية الإثيوبية ستواصل زحفها وبأنها على بعد 260 كيلومترًا من مدينة بقالي حيث سيطرة جبهة تيغراي، وكذلك الأمر فإنها بعيدة في نقاط في أقصى الشمال عن مسافة لا تتعدى الـ70 كيلومترًا من أماكن سيطرة الجبهة.

ومن غير المستبعد أن تنتهي الحرب قريبًا، فهذه المرّة الثانية التي تستعيد فيها قوات الجيش السيطرة على المناطق نفسها من قبضة جبهة تيغراي في غضون أسبوعين أو ثلاثة على أبعد تقدير، وكأنّها لعبة شطرنج بين الخصمين يتركّز فيها اللعب على ركن واحد من الخريطة.

"تغليب صوت العقل"

ويرى الباحث في الشأن الإفريقي عبد الشكور عبد الصمد أن الجلوس على طاولة المفاوضات بين الطرفين مرهون بجدية الضغوط الدولية التي تمارس على إثيوبيا من جهة، وبالتزام الجبهة الوعود من جهة أخرى وبأن لا تفعل كما فعلت في المرة السابقة حين انسحب الجيش الإثيوبي من إقليم تيغراي فأخذت تزحف هي نحو الجنوب.

ويوضح عبد الصمد في حديث إلى "العربي"، من أديس أبابا، أن الجبهة كانت تتذرع بإيصال المساعدات عندما طلبت انسحاب الجيش الإثيوبي لكنها كانت تهدف إما إلى إسقاط الحكومة وإما إلى إجبار الحكومة على تقديم مزيد من التنازلات.

ويشير عبد الصمد إلى أن تغليب صوت العقل على التصعيد وإدراك صعوبة إسقاط حكومة إثيوبيا سيؤدي إلى فتح المجال أمام الجلوس على طاولة واحدة للتفاوض.

ويوضح أن الأخطار الناتجة من بقاء التصعيد بين الطرفين تتمثل بحجم المأساة الإنسانية الهائل، مشيرًا إلى أن هناك نحو 100 ألف من اللاجئين في السودان وأكثر من 3 ملايين ينزحون في الداخل الإثيوبي وما لا يقل عن 7 ملايين إثيوبي مهددين بالمجاعة.

"المصالح الأميركية"

ويعتبر الباحث في الشأن الإفريقي أن العلاقة المتوترة مع السودان تجعل الإقليم كله مضطربًا، وأن الاستمرار على هذه الحال سيؤدي إلى موجات لجوء جديدة نحو كينيا والصومال بحثًا عن ملاذ آمن.

ويشدد على أن هناك مسؤولية على الحكومة الإثيوبية لكنه يضيف أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق المجتمع الدولي والقوى الكبرى التي تريد تحقيق مكاسب سياسية على حساب المعاناة الإنسانية.

ويذكر بأن زحف الجبهة نحو أديس أبابا كان بطلب دولي من الولايات المتحدة وأن هذا الأمر كشفه قائد الجبهة الذي صرّح أيضًا بأنها عادت وطلبت منه التراجع.

ويردف أن هناك رغبة أميركية للضغط على الحكومة الإثيوبية لانتزاع مواقف وأن الهدف برأيه هو أن تكون إثيوبيا مع المصالح الأميركية ضد المصالح الصينية في إفريقيا وشرق إفريقيا حيث العلاقات الإثيوبية قوية مع الصين وتركيا وروسيا.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close