تسعى شركة تويتر إلى الحصول على أدلة تثبت أن الملياردير الأميركي إيلون ماسك، حاول التخلي عن تمويل صفقة استحواذه على شركة التواصل الاجتماعي البالغ قيمتها 44 مليار دولار، وفق ما كشف خبراء قانونيون لوسائل إعلام أميركية.
فبحسب خبراء القانون، لا يمكن أن يُجبَر ماسك على إتمام الصفقة في حال فشل التمويل، بشرط ألا يكون هو السبب في ذلك.
وللتحقق من ذلك، أرسلت تويتر العشرات من مذكرات الاستدعاء المدنية في الأيام الأخيرة إلى عدد كبير من البنوك العالمية والمستثمرين الذين دعموا أغنى رجل في العالم عبر صفقته، بينما تتحرى أيضًا عن دوافع ماسك للتراجع عن الصفقة والحصول على مزيد من المعلومات حول شخصيات صناعة التكنولوجيا المعروفة المقربة منه.
ومن بعض البنوك التي تلقت المذكرات هي وحدات لمورغان ستانلي، إلى جانب مستثمرين مشاركين في الصفقة من بينهم وحدة تابعة لشركة بروكفيلد لإدارة الأصول ولمستشاري ماسك، وذلك وفقًا لمذكرات قُدمت لمحكمة العدل في ديلاوير في اليومين الماضيين.
إجبار ماسك على إتمام الصفقة
أما مذكرات الاستدعاء المدنية فهي جزء من الدعوى القضائية للمساعدة في تحديد ما إذا كان المدير التنفيذي لشركة "تسلا" قد تخلى "بهدوء" عن صفقته للحصول على تويتر حتى قبل أن يخبرها عن خططه للقيام بذلك.
ومن شأن إثبات ذلك أن يورط ماسك بتهمة خرق عقد الصفقة مع الشركة، كما قال شخصان مطلعان لـ"نيويورك تايمز"، ما يعني بالنسبة إلى شركة التواصل الاجتماعي أنها قد تفرض عليه الإبقاء على الصفقة عند السعر المتفق عليه وهو 54.20 دولار للسهم الواحد.
ومن المقرر أن تبدأ المحكمة الخاصة بهذه القضية، يوم 17 من أكتوبر/ تشرين الأول لخمسة أيام في محكمة العدل بديلاوير.
ووفق "رويترز"، من شأن مذكرات الاستدعاء الوصول إلى وثائق واتصالات تتعلق بالصفقة وتمويلها وأي معلومات عن حسابات تويتر مزيفة، كما الحصول على معلومات عن احتمال وجود تأثير على الصفقة من التغييرات في سعر سهم شركة صناعة السيارات الكهربائية "تسلا".
بالتالي، تأمل تويتر في أن تساعدها مذكرات الاستدعاء من معرفة ما إذا كان المقرضون والمستثمرون والمستشارون يفصحون لبعضهم بعضًا عن سلوك ماسك بعد إبرامه الصفقة في أواخر أبريل/ نيسان.
الشكوك تحيط بالملياردير
وبموجب شروط الصفقة، يجب على ماسك بذل "أفضل الجهود المعقولة" لإتمام عملية الاستحواذ، بما في ذلك تأمين تمويل الديون لعملية الشراء البالغة قيمتها 44 مليار دولار.
لكن تويتر تشتبه في الدعوى القضائية التي رفعتها ضد إيلون ماسك، أنه تخلى عن جهوده لإكمال تمويله، مما يخالف الاتفاقية.
بدوره، قال ماسك مطلع يوليو/ تموز الفائت إنه سيتراجع عن إبرام الصفقة لأن تويتر انتهكت الاتفاق بحجب بيانات عن الحسابات المزيفة على منصة التواصل، وهو أمر تراه الشركة الأميركية "محاولة صرف النظر عن القضية الأساسية وهي بنود الاتفاق".
وفي وقت وصلت فيه المواجهة بين تويتر ورجل الأعمال الأميركي الملياردير إيلون ماسك إلى القضاء، تعتبر شخصيته من أهم العوامل التي قد تحدد قرار المحكمة التي يرى البعض أنها لا يمكن التنبؤ بها بناء على سوابق تتضمن تحديه للتقاليد والقانون والمؤسسات.
ففي تصريح سابق لـ "العربي"، اعتبر أستاذ المالية في جامعة ماريلاند، ديفيد كاس، أن إيلون ماسك عبقري وصاحب رؤية، لكنه مادي ولا يمكن التنبؤ بتصرفاته ولديه سجل في محاولات شد الانتباه إليه.