الخميس 2 مايو / مايو 2024

للمطالبة بحكومة مدنية.. تظاهرات في الذكرى الأولى للانقلاب في السودان

للمطالبة بحكومة مدنية.. تظاهرات في الذكرى الأولى للانقلاب في السودان

Changed

ترصد مراسلة "العربي" بدء التظاهرات في الذكرى الأولى للانقلاب في السودان (الصورة: غيتي)
أغلقت السلطات السودانية جميع الجسور النيلية والطرق المؤدية التي تربط مدن العاصمة الثلاث، كما قطعت خدمة الإنترنت عن الهواتف النقالة قبيل انطلاق مظاهرات 25 أكتوبر.

إحياءً للذكرى الأولى للانقلاب وللمطالبة بحكومة مدنية قادرة على إخراج البلاد من المأزق، انطلقت تظاهرات في السودان اليوم الثلاثاء، في الوقت الذي قُطع فيه الاتصال بالإنترنت.

وفي مثل هذا اليوم من العام الماضي، تراجع قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان عن كل التعهّدات التي كان  قد اتخذها قبل عامين بتقاسم السلطة مع المدنيين تمهيدًا لانتخابات حرة في السودان.

يومها، أمر باعتقال كل القادة السياسيين والوزراء المدنيين في الحكومة، واستأثر الجيش بالسلطة.

وأفادت مراسلة "العربي"، في الخرطوم، بأن السلطات أغلقت جميع الجسور النيلية والطرق المؤدية التي تربط مدن العاصمة الخرطوم الثلاث.

وأشارت إلى أن السودانيين بدأوا بالتجمّع في شارع الأربعين في أم درمان، بينما تتمركز القوات السودانية بالأسلحة. 

وكما في كل مرّة يُنظّم فيها أيّ تحرك ضدّ الانقلاب، انقطع الاتصال بالإنترنت، إلا أنه لم يثن مئات التلاميذ والطلاب من التظاهر في عطبره المدينة الواقعة على بعد 350 كيلومترًا شمالي الخرطوم. وهتف المتظاهرون حاملين الأعلام، "العسكر إلى الثكنات" و"سلطة مدنية".

ومنذ عام، يتحدّى أنصار الديموقراطية القمع كل أسبوع وينزلون إلى الشوارع للاحتجاج والدعوة إلى "عودة العسكر إلى الثكنات". وخلال هذه الفترة، قُتل 118 متظاهرًا أثناء مطالبات بعودة السلطة إلى المدنيين، وهو شرط رئيسي يضعه المانحون الدوليون لاستئناف مساعداتهم المالية التي عُلّقت احتجاجًا على الانقلاب.

وضع اقتصادي كارثي

وبات الوضع الاقتصادي في السودان كارثيًا. فبين تضخّم يزيد عن 100%، ونقص في المواد الغذائية، يعاني ثلث السودانيين، البالغ عددهم 45 مليونًا، من الجوع، وهو رقم يزيد بنسبة 50% عن العام الماضي، وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي.

وارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسبة 137%، ما جعل العائلات تخصّص "أكثر من ثلثي دخلها للغذاء".

وإضافة إلى تدهور قدرتهم الشرائية، يخشى كثيرون، بعد ثلاث سنوات على ثورة عام 2019، عودة الدكتاتورية السابقة.

فمنذ الانقلاب، استعاد العديد من أنصار الرئيس السابق عمر البشير مناصبهم، وخصوصًا في القضاء الذي يُحاكم أمامه حاليًا الدكتاتور السابق.

ولا يُبدي أي سياسي استعداده للانضمام إلى حكومة مدنية التي يعد بتشكيلها باستمرار البرهان،  كما لم تسفر الوساطات الدولية أو المبادرات المحلية عن نتائج.

وقال موفد الأمم المتحدة إلى السودان فولكر برثيس السبت إن البلد "لا يملك ترف المناورات السياسية"، مضيفًا أنه "يتعيّن على الفاعلين السياسيين أن ينحوا خلافاتهم جانبًا، وأن يُركّزوا على مصلحة السودانيين".

والجمعة، تظاهر آلاف من السودانيين تحت شعار " لا للحكم العسكري"، واحتفالًا بالذكرى الـ58 لأول "ثورة" على السلطة العسكرية، في بلد هيمن عليه العسكريون بشكل شبه متواصل منذ استقلاله.

نزاعات دامية

وتؤكد الكتلة الديموقراطية أن "مسيرات الخامس والعشرين من أكتوبر ستكون بداية نهاية عهد الانقلابيين بلا رجعة، وإعلان دستور السودان المدني الديموقراطي".

ودعت السفارات الغربية، الإثنين، السلطات إلى "احترام حرية الرأي وحقّ التجمّع السلمي"، كما طالبت بـ"عدم استخدام القوة" في بيان أدان "مقتل متظاهر الأحد".

ومع تعبئة قوات الأمن لمواجهة التظاهرات، يرى خبراء أن الفراغ الأمني في عدد من الولايات فتح الباب أمام نزاعات قبلية دامية.

وأفادت الأمم المتحدة بأن تلك الاشتباكات التي تجري غالبًا بأسلحة أتوتوماتيكية بسبب نزاعات على الماء والغذاء والأرض، أسفرت عن مقتل 600 شخص منذ مطلع العام، ونزوح أكثر من 210 آلاف آخرين.

وأعلن الجيش السوداني، الإثنين، تعيين قائد عسكري جديد لولاية النيل الأزرق في السودان، التي شهدت نهاية الأسبوع الماضي اشتباكات قبلية دامية، أوقعت قرابة 250 قتيلًا.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close