Skip to main content

مائدة رمضان بالمدينة القديمة وسط طرابلس.. تقليد ليبي تتوارثه الأجيال

الخميس 14 أبريل 2022

لا تخلو ليبيا من المائدة الرمضانية، التي تقدّم الإفطار للصائمين والمحتاجين في ليالي الشهر الفضيل. لكن مائدة المدينة القديمة وسط العاصمة طرابلس لها وقعها الخاص، لا سيما وأن المنطقة هي قلب البلاد النابض، خصوصًا في رمضان.

والدعوة مفتوحة إلى مائدة الرحمن، التي تقام في المدينة القديمة عدّة مرات خلال رمضان من كل عام، حيث يقوم الجميع بتجهيز المكان في عادة يحاولون الحفاظ عليها.

ويصف مختار محلّة المدينة القديمة عامر الغزاوي، عادة الإفطار الجماعي بـ"القديمة"، مشيرًا إلى أنها لم تكن تقام بين الأزقة بل في البيوت، حيث درج أن يتبادل الجيران الأطباق لتذوّقها، ولاحقًا كبرت فخرجت إلى الشوارع.

ويلفت إلى أن تلك العادة توارثتها الأجيال، إلى أن عُرفت بما يُسمى بمائدة الرحمن.

تعارف وتسامح

وظاهرة الإفطار الجماعي محاولة من أهالي الحي الواحد للتعارف عن قرب والتواصل والتسامح.

ويشدد وائل الشريف، وهو أحد سكان المدينة القديمة، على أن هذه العادة تجمع الأصدقاء والأحبة، وكذلك المتخاصمين لتصفية القلوب.

ويحرص القائمون على المائدة على توفير كل ما يلزم لإفطار الصائمين، رغم الظروف السياسية والأمنية وغلاء أسعار السلع والمواد الغذائية.

وكنوع من التعاضد، يسهم الأهالي في إنجاح هذه المناسبة بإرسال التجهيزات اللازمة، فيما يفضل آخرون تقديم المال للمنظمين لشراء الطعام والمشروبات.

وفي هذا الصدد، يقول الطباخ هاني عقيل: "نشتري الخضار واللحوم ونحضر كل الأشياء معًا".

وجبات يومية

مع اقتراب آذان المغرب، يزداد حجم المائدة، ويتم إحضار الأطعمة بأصنافها المتنوعة من اللحوم والدواجن وحتى الأسماك.

ويوضح عبدالملك الغرباني، الناطق باسم إدارة المدينة القديمة، أن من يحضرون إلى الإفطار هم من جميع أنحاء طرابلس، ومن مختلف الجنسيات.

يُذكر أن الحدث يشكل فرصة لتوفير وجبات يومية لأكثر من 150 مواطنًا، إلى جانب دعم الفقراء والمحتاجين، من الذين يخجلون من الذهاب إلى المائدة تعففًا منهم.

المصادر:
العربي
شارك القصة