الأحد 5 مايو / مايو 2024

ماذا يعني أن تصبح قطر "القوة الحامية" للولايات المتحدة في أفغانستان؟

ماذا يعني أن تصبح قطر "القوة الحامية" للولايات المتحدة في أفغانستان؟

Changed

وزيرا الخارجية الأميركي والقطري على هامش الحوار الإستراتيجي الرابع بين البلدين في واشنطن
وزيرا الخارجية الأميركي والقطري على هامش الحوار الإستراتيجي الرابع بين البلدين في واشنطن (غيتي)
سيتيح الاتفاق لواشنطن قراءة عن كثب للحاجيات الإنسانية للشعب الأفغاني وحشد الدعم الأميركي والدولي لتلبيتها، علّها تقود للاعتراف بطالبان مستقبلًا.

وقّعت الولايات المتحدة وقطر في العاصمة الأميركية اتفاقًا تتولى بموجبه الدوحة دور القوة الحامية للمصالح الأميركية في أفغانستان.

جاء ذلك على هامش الحوار الإستراتيجي الرابع بين البلدين، حيث عبّر وزيرا خارجية البلدين عن رفضهما تطبيع العلاقات مع النظام السوري.

ويأتي هذا الحوار أيضًا في ظلّ استعداد البلدين للاحتفال العام المقبل باليوبيل الذهبي لإقامة علاقاتهما الدبلوماسية، حيث يتوقّع الطرفان مزيدًا من التعاون مستقبلًا.

حوار إستراتيجي وملفات بالجملة

وفي التفاصيل، فوفقًا لاتفاق وقّعه الطرفان، ستتولى قطر دور القوة الحامية للولايات المتحدة في أفغانستان.

وسيسمح هذا الأمر لواشنطن بتقديم الخدمات القنصلية لمن تبقى من الأميركيين هناك وتسهيل الاتصالات غير المباشرة مع الحكومة المؤقتة في كابل.

وتناول الحوار الإستراتيجي بين الولايات المتحدة وقطر أيضًا كأس العالم، حيث سينسّق البلدان جهودهما الأمنيّة والصحية والقنصلية خلال الأشهر التي تسبق انطلاق البطولة.

وشمل الحوار أيضًا الاستثمار، حيث تسعى الدوحة لزيادة استثماراتها الأميركية إلى 45 مليار دولار، في مقابل دعم موقع قطر الإقليمي بوصفها حاضنة للاستثمارات الإقليمية.

"شريك يمكن الوثوق به"

وبحسب مراسل "العربي" في واشنطن، فإن الاتفاق بين الولايات المتحدة وقطر على قيام الدوحة بدور القوة الحامية لواشنطن في أفغانستان سيتيح لواشنطن قراءة عن كثب للحاجيات الإنسانية للشعب الأفغاني وحشد الدعم الأميركي والدولي لتلبيتها، علّها تقود للاعتراف بحركة طالبان مستقبلًا.

ويلفت مراسلنا إلى أنّ موقع قطر في السياسة الدولية لم يكن يومًا أوضح للأميركيين مما هو عليه الآن، موضحًا أنّ الوسيط الذي بنى سمعته على الموثوقية والحياد والروابط السياسية القوية أصبح الشريك الذي يمكن الوثوق به بحسب واشنطن.

وفيما يذكّر كيف تطور موقع قطر منذ انطلاق الحوار الإستراتيجي قبل أربع سنوات، يشير إلى أنّ هذا الموقع عاد بقوة إلى الواجهة خصوصًا مع تفاعل قضية أفغانستان.

نقطة انطلاق جديدة في العلاقات

من جهته، يرى مدير المركز العربي في واشنطن خليل جهشان أنّ الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه يرفع ويعمّق من مستوى العلاقة بين الطرفين ولكنه في الوقت نفسه، سيفتح الأبواب أمام مشاريع أخرى.

ويشير جهشان في حديث إلى "العربي"، من واشنطن، إلى أنّ ما حصل يشكّل نقطة انطلاق جديدة في العلاقات الثنائية التي استمرت منذ حوالي 50 عامًا بين واشنطن والدوحة.

ويلفت إلى أنّ نجاح جهود قطر الدبلوماسية خصوصًا في أفغانستان في السنوات الأخيرة أهّل الدوحة للعب دور سياسي إستراتيجي في المنطقة أكبر وأهمّ من ايّ فترة سابقة.

ماذا يعني لفظ "القوة الحامية"؟

ويوضح أنّ لفظ القوة الحامية هو مصطلح دبلوماسي يشير إلى جدية العلاقة بين الطرفين فهو بالأساس خيار لفظي أكثر ممّا هو سياسي أو استعمال مسيّس للمصطلح.

ويعرب عن اعتقاده بأنّ الترجمة ستكون كما اعتدنا أن نسمع في الماضي عندما تقوم دول بتوقيع مثل هذه الاتفاقيات إن كان بالنسبة للبُعد الدبلوماسي أو القنصلي أو العملي اليومي لمصالح الولايات المتحدة.

ويشرح أنّ كلّ ذلك سيكون بيد الدبلوماسيين القطريين الموجودين في كابل الذين سيمثلون مصالح وأعمال الولايات المتحدة.

أي تداعيات على أفغانستان؟

وحول تداعيات الوضع على المسار الأفغاني، يرى مدير المركز العربي في واشنطن أنّ لعب دور حلقة الوصل بين الطرفين من قبل الدوحة سيمنح الولايات المتحدة مرونة في ظل عدم اعترافها دبلوماسيًا بحكومة طالبان.

ويشرح أنّ واشنطن ستتمكن عبر هذا الاتفاق مع الدوحة من التغلب على هذه الثغرة للتعامل مع النظام في أفغانستان وسيساعد أيضًا الدول الحليفة الأخرى للولايات المتحدة.

ويلفت إلى أنّ الاتفاق سيساعد كذلك الإدارة الأميركية على التغلب على الصعوبات الداخلية لتي تواجهها لعدم التعامل مباشرة مع طالبان وسيعطيها طريقًا آخر لتملأ هذا الفراغ وتتعامل مع الطرف المسؤول في كابل.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close