الأربعاء 1 مايو / مايو 2024

بدء العد العكسي.. ما يجب معرفته عن الانسحاب الأميركي من أفغانستان

بدء العد العكسي.. ما يجب معرفته عن الانسحاب الأميركي من أفغانستان

Changed

طلب الرئيس الأميركي جو بايدن من البنتاغون ومن وزارة الخارجية وضع خطط طوارئ لتعديل الجدول الزمني إذا اقتضى الأمر (غيتي)
طلب الرئيس الأميركي جو بايدن من البنتاغون ومن وزارة الخارجية وضع خطط طوارئ لتعديل الجدول الزمني إذا اقتضى الأمر (غيتي)
أعلنت الولايات المتحدة إرسال 6 آلاف جندي لتأمين المطار وتنظيم جسر جوي ضخم، واضطرت للتنسيق مع طالبان لمحاولة توجيه الحشود من الأجانب والأفغان.

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الثلاثاء، أن موعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان سيكون في 31 أغسطس/ آب. ويثير هذا الموعد النهائي كثيرًا من التساؤلات.

وتم تحديد هذا الموعد من قبل الرئيس الأميركي نفسه، قبل هجوم حركة طالبان الخاطف الذي سمح لها بالاستيلاء على السلطة في 15 أغسطس.

لكن اتفاقًا سابقًا بين الحركة وإدارة الرئيس السابق دونالد ترمب في فبراير/ شباط 2020، توصل إلى انسحاب كامل للقوات الأجنبية في الأول من مايو/ أيار من العام نفسه، إلا أن ذلك لم يحصل.

تغيير الموعد

في منتصف أبريل/ نيسان الماضي، قرر الرئيس جو بايدن مواصلة الانسحاب الذي بدأه سلفه، وأعلن وجوب مغادرة جميع القوات الأجنبية من أفغانستان قبل إحياء الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول.

لكن اختيار هذا التاريخ الرمزي أثار انتقادات حادة بعد ذلك، ما دفع بايدن في مطلع يوليو/ تموز الماضي إلى تقديم الموعد النهائي إلى 31 أغسطس.

الهجوم الخاطف لطالبان الذي سهله انسحاب الجيش الأفغاني في 14 أغسطس، فاجأ واشنطن، وأعلن بايدن إرسال تعزيزات إلى مطار كابُل لتأمين إجلاء المدنيين.

في اليوم التالي، فرَّ الرئيس الأفغاني أشرف غني تاركًا السلطة بيد طالبان، وأصبح إجلاء آلاف الدبلوماسيين والمدنيين الأميركيين، علاوة على عشرات الآلاف من الأفغان الذين يخشون على حياتهم بسبب التعاون مع الغرب؛ أمرًاً ملحًا.

ما هي المشكلات اللوجستية المترتبة عن ذلك؟

أعلنت الولايات المتحدة إرسال 6 آلاف جندي لتأمين المطار وتنظيم جسر جوي ضخم، واضطرت للتنسيق مع طالبان لمحاولة توجيه الحشود من الأجانب والأفغان التي توافدت إلى المطار هربًا من البلاد.

وبدأت العملية ببطء، مع إعطاء الجيش الأميركي الأولوية لتأمين المنطقة.

ودفعت مشاهد الهلع الجيش الأميركي إلى إغلاق المطار حيث استغرقت عمليات التحقق من الهوية ساعات، وتجمعت الحشود حول المطار، ووجد آلاف الأشخاص أنفسهم محاصرين لأيام عدة بين نقاط التفتيش التابعة لطالبان والجيش الأميركي.

لكن التنظيم بدأ يأخذ منحاه تدريجيًا وتسارعت عمليات الإجلاء بفضل عمليات نقل جوية متواصلة، عبر طائرات عسكرية أميركية، ثم جيوش من دول أخرى.

وتم إجلاء 21600 شخص في غضون 24 ساعة، منذ بدء الجسر الجوي في 14 أغسطس، ثم تم إجلاء ما مجموعه 70700 شخص، بينهم 4 آلاف أميركي ورعايا من دول الحلف الأطلسي وآلاف الأفغان الذين يخشون على حياتهم في ظل نظام طالبان الجديد.

ما هي مخاطر الانسحاب؟

عزا بايدن رفضه تأجيل الموعد النهائي لإنجاز الانسحاب المحدد في 31 أغسطس إلى تزايد مخاطر شنّ أتباع تنظيم "الدولة" هجمات ضدّ العسكريين الأميركيين، وبالتالي رفض طلب الأوروبيين منحهم مزيدًا من الوقت للإجلاء.

وحذر بايدن نظام كابل الجديد من "إعاقة" هذه العمليات، كما طلب من البنتاغون ومن وزارة الخارجية وضع "خطط طوارئ" لتعديل الجدول الزمني إذا اقتضى الأمر.

وحذّرت حركة طالبان الولايات المتحدة مما أطلقت عليه عواقب تمديد عمليات الإجلاء إلى ما بعد 31 أغسطس، معتبرة أن أي تمديد للجدول الزمني سيكون بمثابة الخط أحمر.

وأصبح يتعين على الجيش الأميركي الآن تنظيم إجلاء قواته المرسلة لحماية الجنود الموجودين بالفعل وكذلك لتنسيق الرحلات الجوية، وهي عملية لوجستية دقيقة وخطيرة. 

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي: إن العملية ستستغرق أيامًا عدة، في إشارة إلى أن عمليات الإجلاء قد تتوقف قبل التاريخ المحدد.

كما ستقوم واشنطن بإجلاء ألف جندي أميركي كانوا لا يزالون في كابل في 14 أغسطس، إضافة إلى 600 جندي أفغاني تقريبًا؛ رفضوا الاستسلام وساعدوا في تأمين المطار.

المصادر:
العربي، أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close