السبت 4 مايو / مايو 2024

ماكرون في الجزائر.. ماهي نتائج وآفاق هذه الزيارة؟

ماكرون في الجزائر.. ماهي نتائج وآفاق هذه الزيارة؟

Changed

يُناقش "للخبر بقية" أبعاد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر وأبرز التصريحات الصادرة عنه (الصورة: تويتر/ صفحة إيمانويل ماكرون)
يحضر التعاون الاقتصادي وملفات إستراتيجية أخرى في زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر، وتغيب الخلافات المتعلقة بذاكرة الجزائريين مع المستعمر.

تغيب الخلافات ويحضر التعاون في زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثانية إلى الجزائر.

وحول الذاكرة التي قلبت العلاقة بين البلدين في الفترة الأخيرة، قال ماكرون: "إن فرنسا تحاول قدر الإمكان مواجهة الماضي والبحث عن حقيقة ما حدث خلال فترة الاستعمار".

وفي التعاون الأبرز خلال الزيارة جاء تنويع مصادر إمدادات الغاز إلى أوروبا، لكن ماكرون رغم إشادته بالجزائر في هذا المجال، أكد أنه لم يأت للتسول من أجل الغاز.

العودة للواقعية السياسية

وليس ملف الطاقة وحده ما يهم باريس من الجزائر، بحسب صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية التي قالت: "إن ماكرون يحتاج أيضًا إلى مساعدة الجزائر في منطقة الساحل حيث غادر آخر جنود القوة العسكرية الفرنسية "برخان" مالي منتصف الشهر الجاري. فهي لن تتمكن بعد الآن من التدخل مباشرة على الأراضي المالية. فالجزائر هي الراعي لاتفاقية السلام الموقعة عام 2015 بين باماكو والجماعات المسلحة في شمال البلاد".

وبالتالي، وفق الصحيفة، فإن "هذه الزيارة هي عودة الواقعية السياسية".

والزيارة الأطول للرئيس الفرنسي إلى الجزائر قد لا تروق المغرب، المنافس الإقليمي الأكبر للجزائر، والذي شهدت علاقاته مع باريس برودة أخيرًا خاصة فيما يرتبط بالملفات السياسية وعلى رأسها موقف فرنسا في قضية إقليم الصحراء.

زيارة صداقة

في هذا السياق، رأى الباحث في مركز الأحياء للدراسات عبد المجيد غريب أن الزيارة في الشكل هي زيارة صداقة وليست زيارة دولة وجرت على نار مضرمة.

وقال في حديث إلى "العربي" من الجزائر: "إن صانع السياسة الفرنسية لم يعد يعي أن التوازنات قد تغيّرت". واعتبر أن "الطرح الكولونيالي على وشك الموت".

وأضاف: "لو كانت زيارة دولة لكان مفهوم العلاقات نديًا"، حيث جاء الرئيس الفرنسي يستجدي للخروج من عنق الزجاجة إثر مضاعفات الحرب الروسية الأوكرانية.

كما لفت غريب إلى ارتفاع سعر الطاقة بالنسبة للناخب الفرنسي والأوروبي بنسبة 80%، فيما زادت الجزائر كمية الغاز الذي تضخه لإيطاليا بحوالي 9 مليارات متر مكعب وهذا ما جعل إيطاليا شبه مخزن لتوريد الغاز إلى أوروبا.

كما اعتبر أن ماكرون جاء بملف اقتصادي متجاهلًا العلاقة التاريخية مع الجزائر، مرجحًا عقد اتفاقيات اقتصادية بين فرنسا والجزائر وفقًا لشروط هذه الأخيرة على أسس ندية.

علاقة أكثر انسيابية

من جهتها، أكدت الباحثة في العلاقات الدولية آنا غوتشيلي أن الزيارة هي زيارة صداقة، ما يعني أن الهدف منها هو محاولة إعادة بناء علاقة موثوق بها بين الطرفين.

وقالت في حديث إلى "العربي" من باريس: "إن ترتيب الرئيس عبد مجيد تبون للزيارة مع الرئيس ماكرون يعني أن هناك محاولة لجعل هذه العلاقة أكثر انسيابية في ظل علاقة ثنائية بها الكثير من القضايا التي ينبغي مناقشتها، ليس فقط قضية الغاز ولكن قضايا دبلوماسية كقضية الساحل إضافة إلى قضية الهجرة".

ملفات إستراتيجية

بدوره، شدّد مدير مؤسسة ابن رشد للدراسات الإستراتيجية كمال بن يونس على أهمية هذه الزيارة، "حيث إن من بين أعضاء الوفد الفرنسي وزير الداخلية الفرنسية ووزير الجيوش الفرنسية، حيث عقدا جلسات عمل مهمة في وزارة الدفاع الجزائرية".

ولفت في حديثه لـ"العربي" من تونس، إلى أهمية لقاء الوزراء الفرنسيين مع الوزراء الجزائريين في ظل وجود ملفات إستراتيجية في الدول المغاربية والساحل والصحراء، ومنها تعاظم الدور الروسي وقوات فاغنر في دول جنوب الصحراء وفي مالي، مشيرًا إلى منع الجزائر في الفترة الماضية الطائرات العسكرية الفرنسية من التحليق فوق الجزائر لقمع قوات المتمردين في مالي ومناطق أخرى في الساحل والصحراء.

واعتبر بن يونس أن الرئيس الفرنسي سعى في الفترة الماضية لدعوة الدول لإنهاء ما يسمى "العداء لفرنسا" وهو ليس عداء بالمشاعر في قضايا تاريخية فقط بل في المصالح الاقتصادية باعتبار أن هناك تنافسًا كبيرًا بينهما.

وإذ أكّد أن ملف الطاقة يمثّل البعد الأهم لزيارة ماكرون، أشار بن يونس إلى خلافات فرنسية جزائرية مع إيطاليا وتركيا في ما يتعلّق بملف ليبيا التي استثمرت فيها فرنسا أموالًا طائلة منذ إسقاط الرئيس السابق معمر القذافي.  

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close