الخميس 16 مايو / مايو 2024

ما هي تداعيات أزمة أوكرانيا على إستراتيجية إسرائيل تجاه سوريا وإيران؟

ما هي تداعيات أزمة أوكرانيا على إستراتيجية إسرائيل تجاه سوريا وإيران؟

Changed

تقرير يرصد أبرز الضربات الإسرائيلية على سوريا عام 2021 (الصورة: غيتي)
الولايات المتحدة هي أكبر حليف لإسرائيل، وفي الوقت نفسه، يتعيّن على تل أبيب أن تحافظ على علاقات جيدة مع موسكو من أجل الحفاظ على إستراتيجيتها ضد إيران وسوريا.

تراقب تل أبيب بحذر مآلات الصراع في أوكرانيا، حيث تجد نفسها في موقف حرج بين طرفي الأزمة الولايات المتحدة وروسيا، اللتين تربطها بهما مصالح قوية.

فالولايات المتحدة هي أكبر حليف لإسرائيل، والراعي لها على مدى عقود. وفي الوقت نفسه، يتعيّن على تل أبيب أن تحافظ على علاقات جيدة مع موسكو من أجل الحفاظ على إستراتيجيتها ضد إيران وسوريا.

وفي هذا الإطار، كشف موقع "بريكينغ ديفينس" أنه في حال غزو روسيا لأوكرانيا، وفرض الولايات المتحدة عقوبات على موسكو، يتعيّن على إسرائيل أن توازن خطواتها، لأن أي إجراءات ضد روسيا قد تعرقل العمليات الإسرائيلية في سوريا، الأمر الذي تعتبره تل أبيب "حيويًا لأمنها القومي".

وتسيطر موسكو على المجال الجوي في سوريا، حيث تشنّ إسرائيل ضربات عسكرية ضد المصالح الإيرانية هناك.

"موقف محرج"

وقال مصدر دفاعي إسرائيلي للموقع: إن "إسرائيل تشنّ حاليًا سلسلة من الضربات ضد شحنات صواريخ إيرانية الصنع في طريقها إلى لبنان، وتحتاج هذه العملية إلى تنسيق مستمر بين تل أبيب وموسكو لتجنّب إلحاق الضرر بالقوات الروسية في سوريا، الأمر الذي قد يتجاوز الخط الأحمر لموسكو، ويعرّض القدرة على القيام بمزيد من العمليات للخطر".

وأضاف المصدر، الذي لم يذكر اسمه، أن اجتماعات أمنية إسرائيلية رفعية المستوى بحضور كبار صنّاع القرار في إسرائيل، بحثت مؤخرًا ما يُمكن أن يحدث للعمليات العسكرية في سوريا في حال تغيّر العلاقات بين تل أبيب وموسكو.

من جهته، قال غيورا إيلاند، اللواء المتقاعد والرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي: "تل أبيب ستكون في موقف محرج للغاية، إذا طلبت واشنطن منها المشاركة في فرض عقوبات على روسيا".

كما تتخوّف إسرائيل من خسارة الشركات الروسية التي تشتري منها معدّات "تكنولوجية" متطوّرة غير عسكرية.

"مصدر إلهاء" 

وتعتبر إسرائيل أن الأزمة الأوكرانية أصبحت "مصدرًا لإلهاء الولايات المتحدة"، خاصّة مع مجريات مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي الإيراني، حيث لا تؤيد إسرائيل أي صفقة من هذا النوع، معلنة أنها غير ملزمة بأي اتفاق.

وبينما أكدت مصادر دفاعية للموقع أن إسرائيل لا تخطط لمهاجمة أي مواقع نووية إيرانية بشكل مباشر في حالة توقيع اتفاقية جديدة، إلا أن هناك خططًا جارية لزيادة عمليات التخريب في المواقع النووية وأجهزة الطرد المركزي في إيران.

ورجّحت المصادر الإسرائيلية أن تبدأ هذه العمليات إذا تمّ التوصل إلى اتفاق يسمح لإيران بإنتاج سلاح نووي.

وقال المصدر الدفاعي: إن الخطط الحالية "ستأخذ حرب الظل إلى آفاق جديدة". وأضاف أنه "إذا حدث ذلك، فإن أجهزة الاستخبارات والدفاع الإسرائيليين تأخذ بالاعتبار أن وكلاء إيران سيصعّدون هجماتهم الانتقامية ضد أهداف إسرائيلية".

من جهته، قال موردشاي كيدار، أحد كبار الخبراء الإسرائيليين في قضايا الشرق الأوسط، لموقع "بريكينغ ديفنس": إن "واشنطن ستحاول منع إسرائيل من مواصلة حرب الظل ضد إيران، وهذا يسبّب قلقًا كبيرًا في تل أبيب، لأنه قد يؤدي إلى احتكاك بين الولايات المتحدة وإسرائيل".

بدوره، قال إيلاند: "إن القوى الإقليمية في الشرق الأوسط تتطلّع لمعرفة الطريقة التي ستدعم بها الولايات المتحدة أوكرانيا في نهاية المطاف".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close