عاد الوفد الإسرائيلي المكلّف التفاوض بشأن هدنة محتملة في غزة وتبادل للأسرى من القاهرة، حسبما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية الأربعاء.
فقد أشارت وسائل إعلام عبرية من بينها صحيفتا "جيروزاليم بوست" و"تايمز أوف إسرائيل" إلى أنّ الوفد الإسرائيلي عاد إلى تل أبيب، من دون مزيد من التفاصيل.
ونقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤول في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله: إن الوفد الإسرائيلي "في طريق عودته من القاهرة".
وأمس الثلاثاء، جرت المباحثات في القاهرة بين مدير الـ"سي آي إيه" وليام بيرنز، ورئيس الموساد ديفيد برنيع، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومسؤولين مصريين.
وكانت قناة "القاهرة الإخبارية" نقلت بدورها عن "مسؤول مصري رفيع المستوى" لم تسمّه قوله إن المحادثات جرت "في أجواء إيجابية".
وأضاف المسؤول المصري أنّ "المفاوضات ستستمر خلال الأيام الثلاثة المقبلة" في ظلّ تزايد الضغوط الدولية للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس بعدما أعلن الاحتلال عزمه شن هجوم وشيك على رفح، الملاذ الأخير لأكثر من مليون فلسطيني في قطاع غزة.
"ضغوط باءت بالفشل"
وحول الضغوط التي يُفترض بالولايات المتحدة أن تمارسها على إسرائيل، يرى الصحافي المختص بالشأن الأميركي عبد الرحمن يوسف، أن كل هذه الضغوط يبدو أنها باءت بالفشل.
وفي حديث إلى "العربي" من واشنطن ذكّر يوسف بكلام المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي الذي قال إن إسرائيل هي دولة ذات سيادة وتتصرف وفق حدود سيادتها، لافتًا إلى أنه قال لأحد الصحافيين إنه لا يمكن لنا أن نطلب من إسرائيل أن تفعل أشياء كأننا نعطي لها الواجب المنزلي.
وفي هذا الإطار، أشار الصحافي المختص بالشأن الأميركي إلى أن الولايات المتحدة ترى دورها كمرشدة وناصحة لإسرائيل.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تتعامل مع إسرائيل بوصفها قاعدة عسكرية متقدمة في المنطقة.
رأى يوسف أن لا يوجد رغبة للولايات المتحدة الأميركية بتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وأنها تريد فقط أن تحسن شكل الوضع في القطاع المحاصر.
وأردف أن الولايات المتحدة الأميركية لا تريد أن يتم إخراج المشهد في رفح بالصورة الجنونية التي يرغب فيها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مذكرًا في هذا الإطار بكلام المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر الذي قال في مؤتمر إن بلاده تؤمن أن حماس ما زالت موجودة في رفح، ولن يمكن تدميرها إلا بالدخول إلى رفح، وبالتالي ليست هناك معارضة مبدئية إزاء الدخول إلى رفح.
وخلص يوسف إلى أن واشنطن لديها أدوات ضغط كبيرة جدًا على إسرائيل، لكنها لا تستخدمها لأن المسؤولين في أميركا يرون أنها مسألة أمن قومي أميركي، على الرغم من حالة الغضب الموجودة في الشارع العربي والإسلامي.