مئات الضحايا إثر معارك السودان.. طرفا النزاع يوافقان على تمديد الهدنة

أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير اليوم الخميس أن الوضع في السودان قد يتفاقم في أي لحظة، وأنه يتعين على الأميركيين المغادرة في غضون ما بين 24 و48 ساعة قادمة.

وقالت جان-بيير إن الإدارة الأميركية قلقة حيال انتهاكات وقف إطلاق النار في السودان، وإن وزارة الخارجية الأميركية نشرت موظفين قنصليين بصورة مبدئية، مضيفة أن تحسن الوضع أمر مستبعد.

أعلنت قوات الدعم السريع السودانية اليوم الخميس أنها وافقت على تمديد الهدنة الحالية 72 ساعة أخرى ابتداء من منتصف الليلة.

ووافق الجيش السوداني في وقت سابق على تمديد الهدنة.

أكد المتحدث باسم الجيش السوداني العميد الركن نبيل عبد الله أن القوات المسلحة قبلت بتمديد الهدنة لإتاحة الفرصة أمام الجهود الأميركية السعودية لتهدئة الأوضاع.

وأشار في حديث إلى "العربي" إلى أن التفاوض يمكن أن يتم فقط على أمور إنسانية من دون تقديم تنازلات لأي "قوات متمردة" على حد تعبيره.

المتحدث الذي قال إن "قادة التمرد يحاولون جر الجيش إلى قتال شوارع في العاصمة ومناطق أخرى"، أضاف: "ما يجري ليس نزاعا بين طرفين لكننا نواجه تمردا لقوات عسكرية".

أكدت منظمة العفو الدولية "آمنستي" اليوم الخميس، أنها تلقت "شهادات موثوقة عن عمليات قتل غير قانونية" استهدفت المدنيين في السودان.

وقالت المنظمة ومقرها لندن، في تغريدة، إنها تلقت أخبارًا "ذات مصداقية" بشأن "هجمات عشوائية وعمليات قتل غير قانونية" ضد المدنيين في جميع أنحاء السودان.

وأضافت: "نكرر دعوة جميع أطراف النزاع في السودان لحماية المدنيين، والسماح بمرور آمن لمن يريدون المغادرة".

كما ناشدت أطراف النزاع ضمان "وصول المساعدات الإنسانية إلى كل المحتاجين".

أعلنت القوات المسلحة السودانية اليوم الخميس في بيان أنها وافقت على تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة أخرى وذلك بوساطة سعودية أميركية.

ويبدأ سريان تمديد الهدنة اعتبارًا من تاريخ انتهاء الهدنة الحالية‭ ‬في منتصف ليل الجمعة 28 أبريل/ نيسان.

وجه أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط، الخميس، نداءً عاجلاً إلى أطراف النزاع في السودان بإخلاء المرافق الصحية "فورًا".

وقال المنظري في بيان: "نرحب بأخبار وقف إطلاق النار في السودان، إثر تصاعد الهجوم على البنية التحتية الصحية، واحتلال أطراف النزاع المستشفيات في العاصمة الخرطوم والمركز الوطني لمختبرات الصحة العامة المركزية في السودان".

وأوضح أن "احتلال هذه المرافق الصحية الحيوية وانتهاكها يحول دون حصول المرضى على الرعاية الصحية الأساسية، وتسبب أيضاً بالتوقف عن اختبار عينات مختبرية بالغة الأهمية‎".

‏وحذر من أن "هذا المختبر يحتوي على مسببات أمراض، مثل الحصبة والكوليرا والسل المقاوم لأدوية متعددة، وفيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاحات، ومواد خطرة أخرى".

وأضاف أن "منظمة الصحة العالمية قلقة إزاء احتمالية إساءة تعامل الأفراد غير المدربين مع هذه العينات المُعدية، ما يعني إصابة أنفسهم ثم انتقال الإصابة إلى غيرهم".

أعلنت بريطانيا اليوم الخميس أنها نقلت سفيرها لدى الخرطوم جايلز ليفر إلى إثيوبيا المجاورة بعدما أغلقت مؤقتًا سفارتها في السودان التي يمزقها الصراع.

وذكرت وزارة الخارجية البريطانية في بيان: "من أديس أبابا، سيقود (السفير) جهود بريطانيا الدبلوماسية في المنطقة لإنهاء القتال في السودان".

وصرحت المتحدثة باسم رئيس الوزراء ريشي سوناك في وقت سابق بأن بريطانيا، التي تُجلي رعاياها من السودان مثل دول أخرى، تحث الأطراف المتحاربة في السودان على تمديد وقف لإطلاق النار مدته 72 ساعة تنتهي في وقت لاحق من اليوم الخميس.

أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس أن بلاده "تعمل بجدّ" مع طرفي النزاع في السودان لتمديد الهدنة التي تنتهي مفاعيلها بنهاية اليوم.

وقال بلينكن للصحافيين "نحن نعمل بجدّ لتمديد وقف إطلاق النار" بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، والذي بدأ الثلاثاء لمدة 72 ساعة.

رصد مراسل "العربي" وصول مواطنين عراقيين إلى مطار بغداد بعد إجلائهم بطائرتين عسكريتين من السودان.

ووصلت طائراتان بعد ظهر اليوم إلى المطار بعدما أقلتا نحو 230 عراقي وآخرين من الجنسية السورية.

وفي هذا الاطار قال المتحدث الرسمي باسم العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي لمراسلنا إن العائدين واجهوا ظروفًا صعبة جدًا في السودان.

وأكد أن العمل جار لمعرفة عدد الجالية العراقية التي لا تزال تتواجد في السودان والتأكد من سلامة جميع أفرادها.

أعلنت وزيرة الدفاع الكندية أنيتا أناند اليوم الخميس أن بلادها نفذت أول رحلة إجلاء لها من السودان، وأنها تعمل على إخراج المزيد من الكنديين من هناك في أسرع وقت ممكن.

وجرى إجلاء حوالي 180 كنديًا من المنطقة في وقت سابق بمساعدة دول أخرى فيما تعمل الحكومة الاتحادية على تنفيذ عملياتها الخاصة لإجلاء المدنيين.

وقالت أناند في مؤتمر صحفي: "يمكنني أن أؤكد أن أول رحلة إجلاء كندية من السودان تمت باستخدام طائرة تابعة للقوات الجوية الملكية الكندية".

ويوجد نحو 1800 كندي في السودان، منهم 700 على الأقل طلبوا المساعدة من حكومة بلادهم.

وأوضحت أناند أن غالبية الكنديين موجودون في العاصمة السودانية وأن جهود إجلائهم برًا أو بحرًا "تزيد بشكل كبير من الوقت الذي قد يتعرضون فيه للخطر".

وتابعت أناند "في اللحظة التي نتحدث فيها يجري التخطيط لضمان إمكانية إجلاء أكبر عدد ممكن من الكنديين في أسرع وقت ممكن".

وكانت وزارة الدفاع الكندية قد قالت أمس الأربعاء إنها أرسلت نحو 200 جندي وطائرتين من طراز سي-130 هركليز لتنسيق عمليات الإجلاء.