متلازمة آينشتاين.. هل من علاقة بين تأخر النطق والعبقرية؟

فيما يبدأ بعض الأطفال في نطق الكلمات مبكرًا، يأخذ آخرون وقتًا أطول في ذلك، ما يثير قلق الأهل عن السبب، الأمر الذي يستدعي تدخل الطبيب للوقوف عند حقيقة الحالة.

فمصدر خشية الأهل هو أن تأخر النطق قد يؤثر على اندماج الطفل بالمجتمع بشكل طبيعي، لكن هذا الحال ليس القاعدة، إذ إنهم قد ينتمون لما يعرف بـ"متلازمة آينشتاين".

ما هي متلازمة آينشتاين؟

تعرف متلازمة آينشتاين بأنها تأخر النطق عند بعض الأطفال، لكن تصاحبه مهارات تحليلية متميزة وذاكرة قوية وقدرات لافتة.

أما سبب التسمية فيعود إلى أن عالم الفيزياء الألماني ألبرت آينشتاين الذي عانى من تأخر النطق، أثبت تفوقًا أكاديميًا وعبقرية لاحقًا.

واستخدم عالم الاقتصاد والباحث الأميركي توماس سويل هذا المصطلح عام 1993، بعد أن لاحظ أن عددًا من الأطفال الذين يعانون هذه الحالة شخصوا خطأ بمرض التوحد، لكنهم أثبتوا تفوقًا أكاديميًا لاحقًا أو برعوا في جوانب مثل الرياضيات ومسائل التحليل العقلي والتفكير المنطقي.

خصائص متلازمة آينشتاين

وإلى جانب تأخر النطق هناك مزيد من القرائن التي أوضحها سويل في كتابه الذي صدر عام 1997 بعنوان "حديث الأطفال المتأخرين".

 فبعض الخصائص العامة التي غالبًا ما توجد في هؤلاء الأطفال المصابين بمتلازمة آينشتاين تشمل القدرات التحليلية أو الموسيقية المتميزة والمبكرة، وذاكرة قوية، فضلًا عن سلوك قوي وإرادة، والانتقائية الشديدة.

بالإضافة إلى ذلك، قد تبرز عند هؤلاء الأطفال مواهب تحليلية، والتركيز الشديد على أي مهمة تشغل أوقاتهم، والتأخر في التدريب على استخدام المرافق الصحية.

والطبيب المختص هو من يحدد حالة الطفل الذي قد تأخر بالنطق، إذ ليست كل حالة مماثلة تعني أنها متلازمة آينشتاين التي لا يوجد لها تشخيص رسمي، وتشخص بتأخر النطق الأمر الذي يوجد له علاج بطبيعة الحال.

التوحد وتأخر النطق

ومن عمّان، تشرح المتخصصة بعلم النفس والأسرة الدكتورة نهاية الريماوي أن عددًا من المصابين بالتوحد تميزوا أيضًا بقدراتهم ونجاحاتهم، حتى إن آينتشتاين نفسه كانت لديه علامات التوحد كاملة، لكن أبرز عامل واضح لديه كان التأخر في النطق.

لكن في الوقت عينه، تلفت الأخصائية إلى أن التوحد لا يعني دائمًا عبقرية، وليس من الضروري أن يختبر كل طفل مشخصّ بالتوحد التجارب عينها أو تكون لديه نفس الصفات لاحقًا كغيره.

وتردف في حديث مع "العربي": "كل طفل له خصوصيته وقدراته، لكن التوحد هو من الاضطرابات النمائية التي يتأثر فيها الطفل سواء كان في التواصل الاجتماعي أو بالتعبير أو بالتفاعل مع المحيط".

كذلك، تنصح الريماوي الأهل الذين يشعرون بالقلق بالتروي وعدم الاستعجال بالتشخيص والحكم عليهم، لا سيما وأن بعض الاضطرابات المرتطبة بالطفولة قد تكون شبيهة من حيث الأعراض.

وتضيف: "الطفل ينطق كلمته الأولى في عمر السنة، والأطفال الذين قد تكون لديهم معدلات ذكاء أعلى قد يبدأون بالتعبير باللغة عن عمر الـ 9 أشهر وقد يتأخر الطفل في النطق لعمر 5 سنوات".