الخميس 2 مايو / مايو 2024

"واقع مزر".. الأزمة الاقتصادية تمتد إلى حضانات الأطفال في لبنان

"واقع مزر".. الأزمة الاقتصادية تمتد إلى حضانات الأطفال في لبنان

Changed

فقرة من "شبابيك" تسلط الضوء على التحديات التي تواجه حضانات الأطفال في لبنان (الصورة: غيتي)
أصبحت الحضانات في لبنان حكرًا على الميسورين، بسبب الأزمة الاقتصادية المستفحلة في البلاد.

تتجه بعض حضانات الأطفال في لبنان إلى الإقفال، فالأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد لم توفر أي قطاع أو فئة عمرية، حتى أصبحت الحضانات حكرًا على الأغنياء والميسورين فقط.

وتشرح نوال الكردي صاحبة حضانة في لبنان، أن الصعوبات الاقتصادية التي تواجههم تتمثل بارتفاع أسعار الإيجار وتسعيره بالعملة الأجنبية، إلى جانب مشكلة انقطاع الكهرباء وتكاليف المولدات الخاصة.

وتضيف: "قبل الأزمة كنا نقدم للأطفال الفطور والغذاء ووجبة خفيفة، أي نظامًا غذائيًا كاملًا يتضمن اللحم والدجاج والخضار، لكننا اليوم بتنا نطلب من الأهل أن يزودوا أطفالهم بالوجبات".

أعباء كبيرة

بدورها، تروي المعلمة فرح كعكي كيف أثرت الأزمة الاقتصادية حتى على الألعاب الترفيهية الخاصة بالأطفال، إذ لم يعد بمقدورهم توفير أبسط المستلزمات كأقلام التلوين بسبب الغلاء المستشري، مضيفةً: "أصبحنا حتى نعلم الأطفال كيف يحافظون على الألعاب".

فتصف الكردي الواقع الذي وصل إليه قطاع الحضانات "بالمزري جدًا"، كاشفةً إلى أن المنطقة حيث تقع حضانتها شهدت إقفال عدد كبير من هذه المؤسسات، إذ لم يعد بمقدور الأهالي تحمل النفقات مردفةً: "نحن نتفهم وضع الأهل ونحاول أن نساندهم".

التعامل مع الأطفال

ومن العاصمة اللبنانية، تؤكد آية سلام مديرة حضانة في بيروت لـ"العربي" أنه مثل أي قطاع آخر في لبنان يواجهون تحديات كبيرة، لكن الفرق هو أنهم يتعاملون مع أطفال وبالتالي لا يمكنهم المساومة على نوعية الخدمات المقدمة لهؤلاء الصغار.

وتقول: "في المطاعم يمكنهم تغيير مكونات الأكل، وفي محال الثياب يمكنهم استبدال نوعية الملابس.. إنما نحن فلا نستطيع المخاطرة وعلينا تأمين أفضل الخدمات من حيث العاملين والطاقة والأكل".

وتلفت سلام إلى أن قطاع الحضانات يحاول الصمود وفي الوقت عينه تأمين المصاريف اللازمة، وفي المقابل يسعى الأهل إلى وضع أطفالهم في الحضانات ليتمكنوا من الذهاب إلى أعمالهم، لكن عددًا كبيرًا من المؤسسات أقفلت وبعضها أجبر على خفض جودة الخدمات.

تداعيات على الأطفال

وعن تداعيات ذلك على الأطفال تقول سلامة، إنّ الطفل دون السنتين يتمتع بليونة ذهنية كبيرة وبالتالي ينمي قدراته الحسية والحركية واللغوية والاجتماعية داخل الحضانة، عبر التفاعل مع الأطفال الآخرين.

وبالتالي، عند الاستغناء عن هذا التفاعل سيؤثر هذا الأمر سلبًا على تطور مهاراته، ولا سيما الأطفال المعرضون للتأخر اللغوي وغيره.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close