الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

"متلازمة غزة".. أطفال القطاع والمعاناة المستمرة جراء انتهاكات الاحتلال

"متلازمة غزة".. أطفال القطاع والمعاناة المستمرة جراء انتهاكات الاحتلال

Changed

تقرير لـ "العربي" حول ما تبعثه ذكريات العدوان الأخير على غزة من ذكريات مؤلمة وقلق على أطفال غزة (الصورة: رويترز)
يتطلع العاملون في حقل الصحة النفسية إلى ضغط دولي لوقف انتهاكات الاحتلال بحق الطفولة الفلسطينية، حيث إن تلك الانتهاكات تتجاوز حد الآثار النفسية.

يضع غياب الاستقرار وشبح التصعيد الحاضر أطفال قطاع غزة في وضع هشاشة نفسية، وفق ما يقوله الأطباء.

ويتطلّع العاملون في حقل الصحة النفسية إلى ضغط دولي من أجل وقف انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الطفولة الفلسطينية. فتلك الانتهاكات تتجاوز حد الآثار النفسية، فيصبح الأطفال وقت التصعيد أهدافًا لا مجرد شهود.

اضطرابات في السلوك

تحضر معالي الكفارنة إلى برنامج غزة للصحة النفسية برفقة طفلتيها، قادمة من أطراف بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة.

تحكي السيدة ما حلّ بأطفالها من اضطرابات في السلوك والحركة بفعل الحرب وجولات التصعيد. وتقول إن ابنتيها تعانيان من التبول اللاإرادي.

وتشرح أنهما تخافان الخروج من المنزل بعد غروب الشمس، ومن سماع أصوات الطائرات، حيث يلازمهن الخوف من وقوع الحرب. 

وبينما تعرّج على الوضع الاقتصادي للعائلة المؤلفة من 7 أشخاص، تقول إنه أضاف حملًا ثقيلًا عليها وعلى أطفالها، الذين يضطرون أحيانًا للعمل من أجل توفير قوت يومهم.

"صدمة مستمرة"

من ناحيته، يشير سامي عويضة، طبيب نفسي أطفال ومراهقين في برنامج غزة للصحة النفسية، إلى أن الأطفال لا يستطيعون أحيانًا التعبير عمّا يؤلمهم، فيلجأون إلى الرسم واختيار ألعاب معينة، ليس لأنهم لا يرغبون بالحديث بل لأن التجربة مؤلمة وصادمة.

ويلفت إلى أن تجنب الحديث عن الحدث الصادم والمؤلم هو جزء من أعراض الخبرة الصادمة، وبالتالي فهو لا إرادي.

ويؤكد أن قطاع غزة مكان يتميز عن أي بقعة أخرى في العالم، حيث الصدمة فيه مستمرة عبر الأجيال، ولا يوجد في القطاع ما يُسمى بأعراض ما بعد الصدمة.

ويصف واقع الحال هذا بـ "متلازمة غزة" أو Gaza Syndrome، حيث الصدمة مستمرة منذ العام 1948 وحتى الآن.

"موجة استهداف"

إلى ذلك، تفيد مؤسسة "الضمير" لحقوق الإنسان بأن الطفل الفلسطيني يواجه موجة كبيرة من الاستهداف والانتهاك الحقوقي من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

ويتحدث مدير المؤسسة علاء السكافي، عن رفض وتسويف ومماطلة لأطفال لا تتجاوز أعمارهم السنتين، لمنعهم من التنقل والعلاج في مستشفيات الضفة الغربية.

ويشدد على أن هذا الأمر يشكل انتهاكًا واضحًا وصريحًا للقانون الدولي الإنساني، ولا سيما اتفاقية جينيف الرابعة الخاصة بمناطق النزاعات المسلحة، وكذلك انتهاكا لاتفاقية الطفل الدولية التي عملت على توفير حماية خاصة للأطفال أثناء النزاعات المسلحة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close