السبت 27 يوليو / يوليو 2024

"متلازمة هافانا" الغامضة.. استخبارات أميركا تكشف عن الأسباب المحتملة

"متلازمة هافانا" الغامضة.. استخبارات أميركا تكشف عن الأسباب المحتملة

شارك القصة

نافذة لـ "العربي" في أبريل 2021 تسلط الضوء على متلازمة هافانا (الصورة: غيتي)
أثارت "متلازمة هافانا" الذعر في كبرى الدول بعد إصابة دبلوماسيين بـ"حوادث صحية غير طبيعية"، فيما كشفت الاستخبارات الأميركية عن أسباب قد تكون وراء حدوثها.

كشفت الاستخبارات الأميركية أمس الأربعاء، أن موجات كهرومغناطيسية قد تكون سبب "متلازمة هافانا" الغامضة التي أصابت دبلوماسيين وجنودًا أميركيين في أنحاء متفرقة من العالم، مما يدعم فرضية حصول هجمات متعمدة.

وقالت مجموعة من الخبراء استشارتهم أجهزة الاستخبارات: إن موجات كهرومغناطيسية وموجات فوق صوتية منبعثة من مسافة قصيرة قد تكون تسببت في بعض "الحوادث الصحية غير الطبيعية"، كما تسمى في المصطلحات الإدارية.

وأوضح هؤلاء الخبراء حسب مقاطع من تقريرهم، نشرته إدارة الاستخبارات الأميركية، أن التكنولوجيا الكفيلة بالتسبب بنوع الأعراض التي لوحظت (صداع وغثيان ودوار وحتى أضرار عصبية) متوافرة.

وجاء في التقرير أن من بين مئات الحالات التي تم فحصها "لا يمكن تفسير الحوادث الصحية غير الطبيعية بظروف بيئية أو طبية، وقد تكون ناجمة عن محفزات خارجية".

وقال هؤلاء الخبراء: إنه من الممكن تصميم أجهزة يسهل إخفاؤها، يمكنها إرسال موجات كهرومغناطيسية أو موجات فوق صوتية نحو شخص ما.

لكنهم لم يحددوا ما إذا كانت هذه الأجهزة موجودة بالفعل، ولم يخلصوا إلى أن مثل هذه الهجمات قد نُفذت بالفعل.

وكانت تلك الأعراض قد ظهرت على دبلوماسيين أميركيين وكنديين معتمدين في كوبا للمرة الأولى عام 2016، لذلك سميت "متلازمة هافانا".

وبعدها، جرى الإبلاغ عن هذه "الحوادث الصحية غير الطبيعية" في أماكن أخرى من العالم منها الصين وألمانيا وأستراليا وروسيا والنمسا وحتى في واشنطن.

وفي يوليو/ تموز الماضي، أعلنت السلطات الأميركية إصابة 20 دبلوماسيًا في فيينا بأعراض مشابهة للمتلازمة، وقد فتح البلدان تحقيقًا مشتركًا بهذا الخصوص.

وعام 2019، صدرت دراسة أميركية أكدت وجود تشوهات دماغية لدى الدبلوماسيين الذين أُصيبوا بالمرض رغم عدم تعرّضهم لأي إصابة في الرأس.

وفي أغسطس/ آب 2021، تم تأخير زيارة لنائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس ثلاث ساعات إلى هانوي بعد إنذار في هذا الشأن في العاصمة الفيتنامية.

"تناقض"

لكن التقرير الجديد يتناقض مع نتائج نشرت قبل فترة قصيرة، عن عدم وجود دليل على ضلوع قوة أجنبية في هذه الأعراض الغامضة.

والشهر الماضي، أفاد مسؤول في الحكومة الأميركية طالبًا عدم كشف هويته بأنه "من غير المرجح أن تشن أي جهة أجنبية بما في ذلك روسيا حملة عالمية طويلة الأمد لإلحاق الضرر بأفراد السفارات الأميركية بسلاح ما أو آلية ما".

وأشار إلى أن غالبية الحالات تفسر بحالات طبية، بما في ذلك أمراض غير مشخصة أو عوامل بيئية وفنية، لكن بقيت حوالي عشرين حالة من دون تفسير.

وكان البنتاغون قد أطلع كبار المشرّعين في الكونغرس العام الماضي، على معلومات استخبارية تتعلّق بهجمات بـ"الطاقة الموجّهة" ضدّ القوات الأميركية، يعتقد المسؤولون الأميركيون أن روسيا تقف وراءها.

بدوره، اعتبر كريس لابتينا، مستشار سياسي في الحزب الديمقراطي الأميركي، في حديث سابق إلى "العربي" أنه لو تم التأكد من هذه المعلومة، فإنها ستشكل "استفزازًا خطيرًا".

ورفض الخبراء الذين نشر تقريرهم الأربعاء، نظريات عدة مثل استخدام "إشعاع مؤين" يمكن أن ينتج عن عناصر مشعة أو كيميائية أو بيولوجية أو أسلحة صوتية أو حرارة ناجمة عن الطاقة الكهرومغناطيسية، مؤكدين أن هذه النظريات تعد "غير منطقية".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close