أعلن حاكم فلوريدا الأميركية رون دي سانتيس حظر استخدام "جوازات السفر الخاصة باللقاحات" المضادة لـكوفيد 19 في الولاية، وذلك انطلاقًا من مبدأ حماية "الحرية الشخصية".
ونشر الحاكم الجمهوري لولاية فلوريدا الواقعة في جنوب شرقي الولايات المتحدة الأميركية تغريدة عبر حسابه الرسمي على تويتر، أشار فيها إلى إصدار أمر تنفيذي يمنع استخدام "وثائق موحدة" تثبت أنّ شخصًا تلقى لقاحا ضد كوفيد-19.
وجاء في التغريدة: "تعمل الهيئة التشريعية على جعل هذه الحماية دائمة لسكان فلوريدا وأتطلع إلى التوقيع عليها في قانون قريبًا".
Today I issued an executive order prohibiting the use of so-called COVID-19 vaccine passports. The Legislature is working on making permanent these protections for Floridians and I look forward to signing them into law soon. Read my EO here – https://t.co/6QwLsLWEWm
— Ron DeSantis (@GovRonDeSantis) April 2, 2021
كما منع بموجب هذا القرار، الشركات الخاصة في فلوريدا من أنّ تطلب أي نوع من الوثائق من زبائنها، يثبت تلقيهم لقاحًا ضد كورونا، أو تمتعهم بمناعة بعد تعافيهم من الإصابة بالفيروس.
وقال دي سانتيس للصحافيين: "تود أن تذهب إلى مسرحية. هل يجب أن تظهر ذلك؟ لا. تود أن تذهب إلى مباراة؟ لا. تود أنّ تذهب إلى مدينة ملاهي؟ لا. نحن لسنا داعمين لذلك".
Florida Gov. Ron DeSantis says he’ll be taking executive action against vaccine passports: “You want the fox to guard the hen house? I mean, give me a break... We are not going to have you provide proof of this just to be able to live your life.” pic.twitter.com/nHoEpEzpzj
— Daily Caller (@DailyCaller) March 29, 2021
قرارات حكومية بشأن "جواز لقاح كورونا"
وأعاد قرار دي سانتيس، الداعم الكبير للرئيس السابق دونالد ترمب، إلى الواجهة من جديد تساؤلات حول الجدوى من هذه الأوراق أو "الجوازات" وتأثيرها على الحريات، في وقت يراها الكثيرون ضمانًا للخروج من الأزمة، واستئناف النشاط الاقتصادي.
من جهته، يعتبر دي سانتيس أنّ "ما يسمى جوازات سفر كوفيد-19 تحد من الحرية الشخصية وستضر بخصوصية المرضى". ويرى أنّ الشروط المفروضة من قبل الحكومة على القطاع الخاص ستكون "غير مقبولة".
في المقابل، تشير صحيفة "واشنطن بوست" إلى أنّ إدارة الرئيس جو بايدن تدرس إصدار قواعدها الخاصة، فيما تسعى لرفع القيود المرتبطة بالجائحة في الولايات المتحدة.
وتتم مناقشة اعتماد "الوثيقة المناعية" على الصعيد الدوليّ أيضًا بوصفها جزءًا من مسعى لإنعاش قطاعي السفر والسياحة.
والشهر الفائت، أطلقت الصين جواز سفر رقميًا لمواطنيها، يسمح لهم بإثبات حالتهم الصحية أثناء السفر من وإلى الخارج.
وأتاحت السلطات "جواز السفر الصحي" الدولي هذا حالًيا للمواطنين الصينيين فقط، وهو ليس إلزاميًا بعد.
وكذلك يناقش الاتحاد الأوروبي فرض قواعد لإصدار "جواز سفر أخضر" إلكتروني يسمح للناس بالتحرك بأمان داخل الاتحاد الأوروبي أو خارجه، "للعمل أو السياحة".
هل تصبح شهادة التطعيم بلقاح #كورونا شرطا للتنقل بين دول العالم؟@MaiaAwada pic.twitter.com/NvJJmvb31S
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 16, 2021
انتهاك للحقوق الشخصية أم حماية للبشرية؟
وتقف منظمات حقوق الانسان بالمرصاد لجوازات سفر اللقاحات، وتعتبرها تمييزًا واضحًا بين الأفراد.
ويرى المشككون في جدوى "الجوازات" أن استخدامها قد يعدّ تمييزًا في وقت لا تتوفر فيه اللقاحات لكل دول العالم.
وفي هذا السياق، كانت المديرة المؤقتة لمنظمة "ليبرتي" لحقوق الإنسان غراسي برادلي قد صرّحت الشهر الفائت أنّ هذه الجوازات "ستعزز التفاوت الصحي حيثما يوجد".
وأضافت: "هذا الوباء علّمنا أن مجتمعنا غير متساوٍ ومنقسم تمامًا، وآخر شيء يجب ألا تفعله الحكومات هو اتباع استراتيجيات تزيد عدم المساواة سوءًا".
أما المحامي البريطاني ديفيد صامويلز، فقال في وقت سابق: إذا كانت هناك مجموعة من الناس تعاني من حالات طبية معينة قد تحرمهم من اللقاح، أو إذا كانوا يعارضون تلقيه لسبب ما، فقد يشعرون أنه من غير العدل قانونيًا أن يحرموا من العودة إلى المجتمع.
وقد تسمح جوازات سفر اللقاحات لحامليها بالعودة إلى مراكز العمل والدخول إلى المطاعم وملاعب كرة القدم والسفر وغيرها من الأنشطة الاجتماعية.