الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

البابا في العراق.. زيارة تاريخية تبدأ اليوم رغم الوباء والاضطراب الأمني

البابا في العراق.. زيارة تاريخية تبدأ اليوم رغم الوباء والاضطراب الأمني

Changed

البابا فرنسيس يصعد إلى الطائرة البابوية
البابا فرنسيس يصعد إلى الطائرة البابوية المتجهة إلى العراق في زيارة غير مسبوقة هي الأولى له إلى الخارج منذ انتشار وباء كوفيد-19 (غيتي)
يلتقي البابا رئيسا الحكومة والجمهورية، ويقيم قداسًا في كنيسة سيدة النجاة وسط بغداد، بالإضافة إلى محطات عدة في النجف والناصرية وأربيل والموصل.

يصل البابا فرنسيس، اليوم الجمعة، إلى العراق في زيارة تاريخية تجري في ظل تدابير أمنية مشددة، في بلد تمزقه النزاعات منذ عقود. ويحمل البابا رسالة تضامن إلى إحدى أكثر المجموعات المسيحية تجذرًا في التاريخ في المنطقة، كما يسعى إلى تعزيز تواصله مع المسلمين.

وتأتي الزيارة غير المسبوقة في وقت يشهد العراق ارتفاعاً كبيراً في أعداد الإصابات بفيروس كورونا، فيما تفرض السلطات إغلاقاً تاماً يتزامن مع الزيارة. كما تشهد البلاد توترات أمنية، كان آخرها هجوم صاروخي في غرب البلاد استهدف قاعدة عسكرية تأوي جنودًا أميركيين.

وقال البابا في رسالة مصورة موجهة إلى الشعب العراقي وزعها الفاتيكان عشية الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام: "أخيرا سوف أكون بينكم (...) أتوق لمقابلتكم ورؤية وجوهكم وزيارة أرضكم، مهد الحضارة العريق والمذهل".

ويصل البابا في تمام الساعة الـ11:00 ظهراً بتوقيت غرينتش إلى مطار بغداد، وسيكون في استقباله كبار الشخصيات العراقية، وعلى رأسهم رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، بحسب مراسل "العربي" شفيق عبد الجبار.

ويلتقي البابا رئيس الحكومة ثم رئيس الجمهورية برهم صالح، كما يقيم البابا فرنسيس قداسًا في كنيسة سيدة النجاة، التي تقع في منطقة الكرادة وسط بغداد. ويتضمن جدول الزيارة محطات عدة، في 5 محافظات عراقية، هي بغداد والنجف والناصرية وأربيل والموصل.

محطات في الزيارة

وبسبب الإغلاق التام في مواجهة وباء كورونا، سيكتفي جزء كبير من العراقيين بمشاهدة البابا من خلال الشاشات. وسيستخدم البابا على الأرجح سيارة مصفحة في تنقلاته على طرق أعيد تأهيلها خصيصاً استعداداً للزيارة، بالإضافة إلى مروحية وطائرة خاصة للتنقلات البعيدة التي يعبر خلالها فوق مناطق لا تزال تنتشر فيها خلايا لتنظيم "داعش".

ومن أبرز المحطات في زيارة البابا فرنسيس، مدينة النجف، حيث يلتقي المرجع الشيعي علي السيستاني.

وتغيب بسبب التدابير الوقائية الحشود التي اعتادت ملاقاة البابا في كل زياراته، باستثناء قداس يحييه الأحد في الهواء الطلق في أربيل، بحضور نحو أربعة آلاف شخص حجزوا أماكنهم للمشاركة فيه مسبقاً.

وجرت التحضيرات على قدم وساق لاستقبال الحبر الأعظم خلال الأسابيع الأخيرة، من شوارع بغداد الرئيسية وصولًا إلى النجف، مروراً بأور الجنوبية والبلدات المسيحية شمالًا، حيث رفعت لافتات تحمل صوره مرفقة بعبارات الترحيب. 

وتحضيراً للزيارة، أزيلت آثار ثلاث سنوات من دمار تسبب فيه تنظيم "الدولة" من مناطق كثيرة، ولكن أيضا آثار عقود من الفساد والإهمال أنهكت البنى التحتية، فعبّدت طرق وأعيد تأهيل كنائس في مناطق نائية لم تشهد زائرًا بهذه الأهمية من قبل.

رسالة تضامن

وينوي البابا فرنسيس في أول زيارة له إلى الخارج منذ انتشار الجائحة؛ توجيه رسالة تضامن ليس للمسيحيين فقط بل لجميع سكان العراق، مع برنامج حافل في مناطق عدة من البلاد. ومن بغداد إلى النجف وأور وأربيل والموصل وقرقوش؛ سيعبر مسافة 1445 كلم، في بلد لا يزال فيه الاستقرار هشاً. 

وبعد ساعات من هجوم صاروخي في غرب البلاد استهدف قاعدة عسكرية تأوي جنودا أميركيين، أكد البابا فرنسيس - الأربعاء- عزمه على المضي بالزيارة لـ"لقاء هذا الشعب الذي عانى كثيرا".

وقال في رسالته المصورة "أوافيكم حاجّا تائبا لكي ألتمس من الرب المغفرة والمصالحة بعد سني الحرب والإرهاب (..) أوافيكم حاجا يسوقني السلام".

وبالإضافة إلى التحديات الأمنية والاقتصادية التي يعاني منها العراقيون، سيناقش البابا في زيارته المعاناة الكبيرة التي لحقت بالمسيحيين. وأدت سنين من العنف والاضطهاد إلى تراجع عدد المسيحيين في العراق من 1,5 مليونا في 2003 إلى 400 ألف فقط اليوم. 

لقاء السيستاني

وتتضمن الزيارة جانبا آخر هو الحوار بين الأديان. وللمرة الأولى في التاريخ، يزور رأس الكنيسة الكاثوليكية مدينة النجف في جنوب العراق، حيث يلتقي بالمرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، البالغ من العمر 90 عاماً، والذي لا يحبذ الظهور العلني. 

وكان البابا وقّع قبل عامين في أبو ظبي وثيقة تدعو إلى حرية المعتقد إلى جانب إمام الأزهر، أحد أبرز المرجعيات الإسلامية السنية في العالم. 

ويشارك البابا في أور، التي يعتقد أنها مسقط رأس النبي إبراهيم والواقعة في الجنوب، في صلاة ستضم رجال دين شيعة وسنة وأيزيديين وصابئة.

المصادر:
.العربي/ أ.ف.ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close