أدى وصول سيل من الحمم البركانية إلى تخوم غوما في شرق الكونغو الديمقراطية بعد انفجار بركان نيراغونغو إلى هرب السكان بالآلاف وسط حالة من الهلع.
وقال مسؤول في محمية "فيرونغا" حيث يقع البركان ليل السبت الأحد: "إلى جانب تدفق الحمم البركانية باتجاه الشمال الشرقي (كيبومبا/رواندا)، هناك سيل من الحمم ينزل إلى المدينة"، مضيفًا أن "هذه الموجة الثانية من الحمم وصلت إلى مطار غوما ومنطقيًا ستنزل" إلى بحيرة كيفو.
ويقع المطار في الضاحية الشمالية الشرقية للمدينة التي تمتد بين الحدود الرواندية وشواطئ البحيرة. ولم يؤكد مصدر رسمي هذه المعلومات بينما كان الوضع ملتبسًا منتصف ليل السبت الأحد مع تأكيد سكّان أن تدفق الحمم توقف على أطراف المطار.
وكان آخر ثوران كبير لبركان نيراغونغو حدث في 17 يناير/ كانون الثاني. وقد تسبب حينذاك بمقتل أكثر من مئة شخص وغطت الحمم خلاله الجزء الشرقي من غوما بأكمله بما في ذلك نصف مدرج المطار. وتدفقت الحمم بعد ذلك ببطء نحو المدينة التي قسمتها لتكمل مسارها إلى بحيرة كيفو.
The scene near the errupted Volcano just a few moments ago!#nyiragongo pic.twitter.com/6WRg8jjeix
— Iwacu Homes (@IwacuHomes) May 22, 2021
وقال المسؤول في مرصد البراكين في غوما ماهيندا كاسيريكا: إن "تدفق الحمم يتبع مسار تدفقها في 2002". ويمكن أن يكون استمرار تقدمها في المدينة مرتبطًا بمستويات الحمم والضغط في فوهة البركان.
#Nyiragongo eruption: New vent opened around Mujoga, lava flowing towrds Goma city. Eruption du #Nyiragongo, un évent vient de s'ouvrir vers Mujoga et se dirige vers la ville de Goma. pic.twitter.com/bio4wG6CHR
— Charles Balagizi (@CharlesBalagizi) May 22, 2021
"السماء أصبحت حمراء"
انفجر البركان من دون أي إنذار مسبق. وبدأ لهب أحمر يخرج من فوهة البركان وانتشرت رائحة الكبريت في غوما الواقعة على السفح الجنوبي للبركان على ضفاف بحيرة كيفو.
وأثار هذا النشاط البركاني المفاجئ على الفور قلق السكان المعتادين على ثوران البركان وإن لم يروا أي تدفق للحمم أو يشعروا بزلزال.
وصرح أحد السكان لوكالة فرانس برس بأن "السماء أصبحت حمراء"، وتحدث عن "شعلات لهب هائلة تخرج من الجبل".
My heart and prayers goes to the people of #Goma in the DRC as the #nyiragongo erupts again! May it have mercy #Goma pic.twitter.com/DSoHf7SDCs
— Mwamvita Makamba (@Makambas) May 22, 2021
وفي رسالة إلى سكان غوما كبرى مدن شمال كيفو، قال الحاكم العسكري للإقليم الجنرال كونستان نديما: إنه "يؤكد ثوران البركان". وتلا الرسالة أمر صدر عن الحكومة التي عقدت اجتماع أزمة في العاصمة كينشاسا "بإخلاء" المدينة.
من جهته، أعلن الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي أنه "قرر قطع إقامته في أوروبا للعودة إلى البلاد الأحد من أجل الإشراف على تنسيق المساعدات للسكان في المناطق المهددة" بانفجار البركان.
وقطع التيار الكهربائي عن جزء كبير من المدينة وتوجه آلاف السكان معظمهم في عائلات إلى الحدود الرواندية القريبة في حالة من الفوضى وسيرا على الأقدام أو بدراجات نارية وسيارات.
وعلى مر الساعات ومع تزايد خطورة الوضع، تضخم حشد الفارين وقد حملوا فرشهم على رؤوسهم وطرودًا وأطفالًا بأذرعهم بينما تطلق السيارات أبواقها.
وتوجه السكان إلى المركز الحدودي مع رواندا في الجزء الجنوبي من المدينة أو غربا إلى ساكي باتجاه منطقة ماسيسي الكونغولية. وتقع غوما بجوار الحدود و"الحاجز الكبير" أي المعبر الحدودي الرئيسي بين البلدين في جنوب المدينة.
The situation in #Goma is worsening. The lava has reached the airport and should not stop until the lake. Massive population movements towards the north or Rwanda. Some NGOs evacuating. #Nyiragongo pic.twitter.com/G4HEjdHJFD
— Tom Peyre-Costa (@Tom_Peyre_Costa) May 22, 2021
هدوء على الجانب الرواندي
لجأ آلاف الأشخاص ليل الأحد إلى مدينة روبافو الحدودية (غيسيني سابقًا) في رواندا، حسب وكالة فرانس برس في الجانب الرواندي من الحدود.
وتجري العمليات بشكل منظم إذ يتم إيواء القادمين في الملعب الرياضي وفي المدارس. وينام كثيرون على الأرض في ضواحي المدينة. وقال السفير الرواندي في الكونغو الديمقراطية فنسنت كاريغا في تغريدة على تويتر: "الحدود الرواندية مفتوحة واستقبال جيراننا يجري بهدوء".
Rubavu District authorities have told RBA that the arriving people from Goma will be accommodated in schools and places of worship that have been made ready to receive those who are fleeing the #Nyiragongo eruption. #NyiragongoErupts pic.twitter.com/67fnb366Yb
— Rwanda Broadcasting Agency (RBA) (@rbarwanda) May 22, 2021
ويبلغ عدد سكان مدينة غوما نحو 600 ألف نسمة. وهي عاصمة إقليم شمال كيفو الذي يشهد اضطرابات ناجمة عن انتشار مجموعات مسلحة عديدة.
وفي انفجار البركان في 2002، كان معظم الضحايا من المرضى أو المسنين أو العاجزين الذين تُركوا في الأحياء الشمالية للمدينة. كما حدثت أعمال نهب.
وغوما المجاورة لأوغندا هي منطقة نشاط بركاني مكثف. وهي تضم ستة براكين بينها نيراغونغو ونياموراجيرا التي تقع قمتهما على ارتفاع 3470 مترًا و 3058 مترًا على التوالي.
وحدث أسوأ ثوران لنيراغونغو في 1977 وأسفر عن مقتل أكثر من 600 شخص.
ومن سمات هذه البراكين أنها تشهد "انفجارات هادئة" تتكرر نسبيًا وتدفع بالحمم إلى السفوح وهذا ما حدث في يناير 2002.
وفي تقرير نشر في العاشر من مايو/ أيار، دعا مرصد البراكين في غوما إلى "الحذر" مع "ارتفاع النشاط البركاني الزلزالي في نيراغونغو"، مؤكدًا أنه "يوليه أهمية خاصة".