الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

“هلع ورعب“.. نزوح الآلاف جراء ثوران بركان غوما في الكونغو

“هلع ورعب“.. نزوح الآلاف جراء ثوران بركان غوما في الكونغو

Changed

ألسنة اللهب تتصاعد من من بركان نيراجونجو
ألسنة اللهب تتصاعد من بركان نيراغونغو (غيتي)
انفجر البركان من دون أي إنذار مسبق، وبدأ لهب أحمر يخرج من فوهة البركان وانتشرت رائحة الكبريت في غوما الواقعة على السفح الجنوبي للبركان.

أدى وصول سيل من الحمم البركانية إلى تخوم غوما في شرق الكونغو الديمقراطية بعد انفجار بركان نيراغونغو إلى هرب السكان بالآلاف وسط حالة من الهلع.

وقال مسؤول في محمية "فيرونغا" حيث يقع البركان ليل السبت الأحد: "إلى جانب تدفق الحمم البركانية باتجاه الشمال الشرقي (كيبومبا/رواندا)، هناك سيل من الحمم ينزل إلى المدينة"، مضيفًا أن "هذه الموجة الثانية من الحمم وصلت إلى مطار غوما ومنطقيًا ستنزل" إلى بحيرة كيفو.

ويقع المطار في الضاحية الشمالية الشرقية للمدينة التي تمتد بين الحدود الرواندية وشواطئ البحيرة. ولم يؤكد مصدر رسمي هذه المعلومات بينما كان الوضع ملتبسًا منتصف ليل السبت الأحد مع تأكيد سكّان أن تدفق الحمم توقف على أطراف المطار.

وكان آخر ثوران كبير لبركان نيراغونغو حدث في 17 يناير/ كانون الثاني. وقد تسبب حينذاك بمقتل أكثر من مئة شخص وغطت الحمم خلاله الجزء الشرقي من غوما بأكمله بما في ذلك نصف مدرج المطار. وتدفقت الحمم بعد ذلك ببطء نحو المدينة التي قسمتها لتكمل مسارها إلى بحيرة كيفو.

وقال المسؤول في مرصد البراكين في غوما ماهيندا كاسيريكا: إن "تدفق الحمم يتبع مسار تدفقها في 2002". ويمكن أن يكون استمرار تقدمها في المدينة مرتبطًا بمستويات الحمم والضغط في فوهة البركان.

"السماء أصبحت حمراء"

انفجر البركان من دون أي إنذار مسبق. وبدأ لهب أحمر يخرج من فوهة البركان وانتشرت رائحة الكبريت في غوما الواقعة على السفح الجنوبي للبركان على ضفاف بحيرة كيفو.

وأثار هذا النشاط البركاني المفاجئ على الفور قلق السكان المعتادين على ثوران البركان وإن لم يروا أي تدفق للحمم أو يشعروا بزلزال.

وصرح أحد السكان لوكالة فرانس برس بأن "السماء أصبحت حمراء"، وتحدث عن "شعلات لهب هائلة تخرج من الجبل".

وفي رسالة إلى سكان غوما كبرى مدن شمال كيفو، قال الحاكم العسكري للإقليم الجنرال كونستان نديما: إنه "يؤكد ثوران البركان". وتلا الرسالة أمر صدر عن الحكومة التي عقدت اجتماع أزمة في العاصمة كينشاسا "بإخلاء" المدينة.

من جهته، أعلن الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي أنه "قرر قطع إقامته في أوروبا للعودة إلى البلاد الأحد من أجل الإشراف على تنسيق المساعدات للسكان في المناطق المهددة" بانفجار البركان.

وقطع التيار الكهربائي عن جزء كبير من المدينة وتوجه آلاف السكان معظمهم في عائلات إلى الحدود الرواندية القريبة في حالة من الفوضى وسيرا على الأقدام أو بدراجات نارية وسيارات.

وعلى مر الساعات ومع تزايد خطورة الوضع، تضخم حشد الفارين وقد حملوا فرشهم على رؤوسهم وطرودًا وأطفالًا بأذرعهم بينما تطلق السيارات أبواقها.

وتوجه السكان إلى المركز الحدودي مع رواندا في الجزء الجنوبي من المدينة أو غربا إلى ساكي باتجاه منطقة ماسيسي الكونغولية. وتقع غوما بجوار الحدود و"الحاجز الكبير" أي المعبر الحدودي الرئيسي بين البلدين في جنوب المدينة.

 هدوء على الجانب الرواندي

لجأ آلاف الأشخاص ليل الأحد إلى مدينة روبافو الحدودية (غيسيني سابقًا) في رواندا، حسب وكالة فرانس برس في الجانب الرواندي من الحدود.

وتجري العمليات بشكل منظم إذ يتم إيواء القادمين في الملعب الرياضي وفي المدارس. وينام كثيرون على الأرض في ضواحي المدينة. وقال السفير الرواندي في الكونغو الديمقراطية فنسنت كاريغا في تغريدة على تويتر: "الحدود الرواندية مفتوحة واستقبال جيراننا يجري بهدوء".

ويبلغ عدد سكان مدينة غوما نحو 600 ألف نسمة. وهي عاصمة إقليم شمال كيفو الذي يشهد اضطرابات ناجمة عن انتشار مجموعات مسلحة عديدة.

وفي انفجار البركان في 2002، كان معظم الضحايا من المرضى أو المسنين أو العاجزين الذين تُركوا في الأحياء الشمالية للمدينة. كما حدثت أعمال نهب.

وغوما المجاورة لأوغندا هي منطقة نشاط بركاني مكثف. وهي تضم ستة براكين بينها نيراغونغو ونياموراجيرا التي تقع قمتهما على ارتفاع 3470 مترًا و 3058 مترًا على التوالي.

وحدث أسوأ ثوران لنيراغونغو في 1977 وأسفر عن مقتل أكثر من 600 شخص.

ومن سمات هذه البراكين أنها تشهد "انفجارات هادئة" تتكرر نسبيًا وتدفع بالحمم إلى السفوح وهذا ما حدث في يناير 2002.

وفي تقرير نشر في العاشر من مايو/ أيار، دعا مرصد البراكين في غوما إلى "الحذر" مع "ارتفاع النشاط البركاني الزلزالي في نيراغونغو"، مؤكدًا أنه "يوليه أهمية خاصة".

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close