الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

الطفلة سوزي تسأل دائمًا عن أمها.. أطفال غزة يعانون من الصدمة بعد العدوان

الطفلة سوزي تسأل دائمًا عن أمها.. أطفال غزة يعانون من الصدمة بعد العدوان

Changed

الطفلة سوزي ووالدها أثناء تلقيهما الرعاية الطبية في مستشفى الشفاء بغزة
الطفلة سوزي ووالدها أثناء تلقيهما الرعاية الطبية في مستشفى الشفاء بغزة (غيتي)
يقول عم الطفلة سوزي إن حياتها انقلبت رأسًا على عقب و بالكاد تأكل، ويجافيها النوم وليست لديها أي رغبة أو طاقة للعب واللهو كباقي الأطفال.

بعد مرور ثلاثة أسابيع على انتشال سوزي اشكنتنا من تحت أنقاض منزلها، الذي دمرته غارة جوية إسرائيلية في غزة، لا تنبس الطفلة البالغة من العمر ستة أعوام ببنت شفة تقريبًا؛ إلا بالسؤال عن والدتها وإخوتها الأربعة الذين قتلوا في ذلك اليوم.

وبعد القصف، انقلبت حياة سوزي رأسًا على عقب، فهي الآن تعيش ووالدها مع عمها الذي قال إنها بالكاد تأكل، ويجافيها النوم وليست لديها أي رغبة أو طاقة للعب واللهو كدأب الأطفال.

وأوضح رمزي عم سوزي أنها كانت مفعمة بالحيوية من قبل لكنها الآن تسأل كثيرًا عن أمها، ونقول لها إنها في الجنة، مضيفًا أنها أصبحت لا تحب اللعب وتصرخ إذا ما اقترب منها أحد.

فقدت الأمن والأمان

ويزور أخصائيون نفسيون سوزي بشكل منتظم لمساعدتها في التغلب على الصدمة التي تعرضت لها. وفي جلسة علاجية باستخدام الرسم يوم الأحد جلست سوزي صامتة بينما كانت هي وأبناء عمومتها يكتبون أسماءهم على الورق. وبجانب اسمها، رسمت سوزي قلبين كبيرين باللون الأحمر.

وتوضح سمر عوض الأخصائية النفسية التي تشرف على حالة سوزي قائلة: إنها "خرجت من أحضان أسرتها ومن أحضان والدتها، فقدت الأمن والأمان.

ويقول مسؤولون من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن نصف أطفال غزة، البالغ عددهم حوالي نصف مليون، ربما يحتاجون إلى دعم نفسي، بعد العدوان الإسرائيلي الذي استمر 11 يومًا من شهر مايو/أيار.

وكان ما لا يقل عن 66 طفلًا من بين عشرات الفلسطينيين الذي استشهدوا جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة.

وتعرض منزل سوزي للقصف في موجة من الهجمات الإسرائيلية على مدينة غزة في 16 مايو/أيار، والتي قال مسؤولو الصحة في القطاع إنها أدت إلى مقتل 42 شخصَا، بينهم عشرة أطفال.

وزعمت إسرائيل حينها أن الضربات استهدفت شبكة أنفاق تستخدمها "حماس" لنقل الأسلحة، وأن المنازل انهارت نتيجة تداعي هذه الشبكة.

"متى ستقع الحرب التالية؟"

وتقل أعمار نحو نصف سكان غزة عن 18 عامًا. ويقول أطباء نفسيون إن كثيرين منهم ما زالوا يعانون صدمة ثلاث اعتداءات إسرائيلية سابقة، والعديد من الصراعات العنيفة الأخرى التي دارت رحاها بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة منذ عام 2008.

وقالت لوتشيا إلمي، ممثلة يونيسف الخاصة في الأراضي الفلسطينية إنه حتى قبل عدوان مايو كان طفل من كل ثلاثة أطفال في حاجة لدعم نفسي واجتماعي.

وأضافت للصحافيين: "اليوم، التقييم متواصل وقد يصل هذا الرقم إلى 500 ألف طفل، لذلك فهو يتزايد".

من جانبه، أوضح سامي عويضة، وهو طبيب نفسي في غزة متخصص في شؤون المراهقين، أن الاكتئاب وانعدام الأمن هما أكثر المشاكل النفسية شيوعًا بين أطفال القطاع الساحلي الفلسطيني.

وأضاف "هذا معناه أنه ليس لديك تقدير لذاتك. تشعر بأنك لا تملك شيئا. تشعر بالعجز واليأس وانعدام القيمة".

وأردف عويضة أنه نتيجة للصدمة فإن كثيرين من أطفال غزة يتبولون أثناء النوم ويعانون من التلعثم والكوابيس ويرفضون تناول الطعام.

وقال "السؤال الذي يغلب على كثير من الأطفال الآن هو أنهم يتساءلون: متى ستقع الحرب التالية.. ماذا سنفعل.. وأين سنذهب؟".

المصادر:
العربي، رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close