الجمعة 3 مايو / مايو 2024

تطرق إلى علاقة حماس وتركيا.. هنية يحذر من اجتياح رفح

تطرق إلى علاقة حماس وتركيا.. هنية يحذر من اجتياح رفح

Changed

تحدّث هنية عن عن اجتياح رفح وصفقة التبادل واليوم التالي للحرب بغزة
تحدّث هنية عن عن اجتياح رفح وصفقة التبادل واليوم التالي للحرب بغزة والعلاقة مع تركيا - الأناضول
أكد إسماعيل هنية أنّه إذا قرّرت إسرائيل الدخول إلى رفح، فإنّ الشعب الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء، كما تطرق إلى العلاقة الفلسطينية مع تركيا.

حذّر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، من إقدام الجيش الإسرائيلي على اجتياح مدينة رفح، مؤكدًا في الوقت ذاته على جاهزية فصائل المقاومة على الأرض.

وقال هنية في مقابلة مع وكالة "الأناضول" على هامش زيارته إلى تركيا: "من الواضح جدًا أنّ العدو الإسرائيلي لديه قرار بأن يستبيح كل نقطة وكل مكان وكل مدينة في غزة، لا سيما أنه يتحدث عن رفح منذ أشهر".

وإذ اعتبر أنّ الدخول إلى رفح، قد يُسبّب مذبحة كبيرة ضد الشعب الفلسطيني، دعا هنية "جميع الدول الأشقاء في مصر وتركيا وقطر وكل الدول الأوروبية وغيرها ذات الصلة المباشرة، إلى "التحرّك من أجل لجم العدوان الإسرائيلي ومنع الدخول إلى رفح، بل وضرورة الانسحاب الكامل من قطاع غزة وإنهاء العدوان".

لكنّه في الوقت نفسه أكد أنّه إذا قرّرت إسرائيل الدخول إلى رفح، فإنّ "شعبنا الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء، والمقاومة في رفح هي أيضًا مستعدة لتدافع عن نفسها وتتصدى للعدوان، وتحمي نفسها وشعبها".

واشنطن تُخادع

وبشأن موقف واشنطن من الاجتياح، رأى أنّ "الموقف الأميركي مخادع، وحديثهم عن أنّهم بحاجة لرؤية خطط تُجنّب حدوث أذى للمدنيين، ما هو إلا عملية خداع"، مستشهدّا بأنّ "كل المدنيين الذين قُتلوا بغزة، استشهدوا بالأسلحة والصواريخ الأميركية وبالغطاء السياسي الأميركي".

وأضاف أن استخدام واشنطن سلطة الفيتو داخل مجلس الأمن ضد قرار وقف إطلاق النار في غزة، يعني أنّ الولايات المتحدة وضد اعتبار دولة فلسطين عضوًا كامل العضوية بالأمم المتحدة، يعني أنّها "تُعطي الغطاء الكامل لاستمرار القتل والمذبحة تجاه غزة، وتتبنّى الموقف الإسرائيلي وهي التي تقف بوجه حقوق الشعب الفلسطيني".

وأكد أنّ الحركة "لم تقع في هذا الفخ، فخ الخداع وما يسمّى تبادل الوظائف بين الأميركيين والإسرائيليين".

"إدارة غزة"

وعمّا ستؤول إليه الأمور بالنسبة لإدارة قطاع غزة عقب انتهاء الحرب الإسرائيلية، اعتبر هنية أنّ "البدائل التي طُرحت غير عملية ولا يمكن أن تنجح"، مشددًا على أنّ "إدارة غزة يجب أن تتمّ بإرادة فلسطينية".

وقال هنية "نرحّب بأي قوة عربية أو إسلامية إذا كانت مهمتها إسناد شعبنا الفلسطيني ومساعدته على التحرّر من الاحتلال، أما أن تأتي قوة عربية أو دولية لتوفّر حماية للاحتلال فهي بالتأكيد مرفوضة".

وأشار إلى أنّ "حماس ليست متمسّكة بالتمثيل المنفرد، فنحن جزء من الشعب الفلسطيني ويمكن أن نبني حكومة وحدة وطنية، وأن نتوافق على إدارة غزة على قاعدة الشراكة".

وشدّد هنية على أنّ "إدارة غزة قضية وطنية ولن نسمح للاحتلال أو غيره في ترتيب الوضع الفلسطيني في غزة أو الضفة الغربية أو كليهما".

علاقة حماس وتركيا

إلى ذلك، أعرب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عن تقديره لمواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن غزة، مؤكدًا أنها محل احترام وتقدير من الحركة ومن الشعب الفلسطيني.

وأضاف: "اليوم كان لنا لقاء مهم مع الرئيس أردوغان وبحضور وزير الخارجية هاكان فيدان وعدد من المسؤولين بالدولة التركية، تناولنا خلاله عددا من الملفات على رأسها العدوان الإسرائيلي على غزة وما يتعرض له الشعب الفلسطيني خلال الشهور السبعة الماضية".

وتابع: "استعرضنا العلاقات الثنائية واستمعنا إلى ما تقوم به تركيا من جهود سياسية ودبلوماسية على الصعيدين الإقليمي والدولي من أجل وقف العدوان الإسرائيلي، وكذلك المساعدات والإغاثة التي ترسلها إلى غزة عبر معبر رفح".

ولفت إلى أن اللقاء تطرق أيضا إلى "الإجراءات التي اتخذتها تركيا خلال الفترة الأخيرة بشأن طبيعة العلاقة مع الاحتلال، لاسيما موضوع التجارة".

وأردف: "عبّرنا في لقائنا بالرئيس أردوغان عن شكرنا وتقديرنا للمواقف التركية التي صدرت خاصة خلال لقاء الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، بجانب تصريحات الرئيس أردوغان باعتباره حماس حركة تحرر وطني وربطها بسياق الحركة الوطنية خلال حرب الاستقلال في تركيا".

وبحسب هنية، فإن ردة الفعل الإسرائيلية تجاه مواقف الحكومة التركية من حماس "تعد وقاحة سياسية وتعكس طبيعة الاحتلال الإسرائيلي الذي يريد أن يستمر في قتل الشعب الفلسطيني، ولا يستوعب إطلاقا أي مواقف مساندة لهم من أي بلد كان، خاصة تركيا بحجمها الإقليمي وموقعها الإسلامي وبعلاقتها التاريخية بالقضية الفلسطينية".

"دم أبنائي ليس أغلى من أبناء شعبنا"

وتعليقًا على استشهاد 3 من أبنائه وعدد من أحفاده في غارة إسرائيلية بقطاع غزة في 10 أبريل/ نيسان الجاري، أكد هنية أنّ دم أبنائه "ليس أغلى من أبناء شعبنا الفلسطيني بغزة والضفة وكل مكان".

وقال: "كل أبناء غزة والضفة الشهداء هم أبنائي تمامًا مثل شهدائنا بالخارج، لذلك نحن متساوون في الحقوق والواجبات وفي دفع الأثمان، ونحن نقبل كل ذلك بصدر رحب وتسليم وثبات وعزيمة وإرادة لا تلين، ونؤكد أننا سنمضي على هذا الطريق مهما كانت التضحيات".

وشدّد على أنّ الحركة "لا يُمكن أن تفرط بمطالب الشعب الفلسطيني أو تتنازل عنها سواء فيما يتعلق بقضية غزة وشروط وقف العدوان، أو بحقوقنا الفلسطينية التاريخية الثابتة في أرضنا، وفي وطننا وعودة الشعب الفلسطيني، وإقامة دولته كاملة السيادة وعاصمتها القدس بلا أي تفريط أو تردد".

عرقلة إسرائيلية وأميركية للمفاوضات

وعن مطالب الحركة في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، قال هنية: "من البداية كانت مواقفنا واضحة بأنّ وقف العدوان أولوية عندنا، ومن أجل ذلك وافقنا على الدخول بمفاوضات شريطة أن تفضي إلى وقف إطلاق نار دائم وإلى انسحاب شامل وعودة كل النازحين وصولًا إلى صفقة تبادل مشرفة".

واتّهم إسرائيل "بأنّها حتى هذه اللحظة، ورغم عشرات الجلسات، وعشرات الأوراق المتبادلة عبر الوسطاء، إلا أنّها لم توافق على وقف إطلاق النار، وكل ما تريده استعادة أسراها ثم استئناف الحرب على غزة، وهذا ما لا يُمكن أن تقبل به فصائل المقاومة".

وشرح هنية: "العدو الإسرائيلي يريد لحماس وللمقاومة أن توافق على خرائط لانتشار الجيش الإسرائيلي، كأننا نشرعن احتلال القطاع أو جزءًا من القطاع، هو لا يريد عودة النازحين إلى شمال غزة وإلى أماكن سكناهم، ولا يُريد أن يعطي الاستحقاق المطلوب لعملية التبادل ويضع أعدادًا بسيطة جدًا، في حين أنه اعتقل حديثًا حوالي 14 ألف فلسطيني منذ 7 أكتوبر من الضفة الغربية وغزة".

وأضاف: "من يعرقل التوصّل لاتفاق هو الاحتلال والإدارة الأميركية التي تتبنّى في كل محطة مفاوضات الرؤية الإسرائيلية، ولا تشكّل أي ضغط على الاحتلال ليستجيب إلى المطالب المنطقية والصحيحة".

وقال: "في الوقت الذي يُوافق فيه الاحتلال على مطالبنا، بالتأكيد سنكون جاهزين للتوقيع على الاتفاق".

صمود المقاومة

وشدّد هنية على أنّ "المقاومة في غزة ما زالت ثابتة وصامدة وتقاوم وتدافع عن شعبنا الفلسطيني، ومنذ السابع من أكتوبر وحتى الآن هي في موقع الاقتدار وقدمت شيئا يشبه المعجزة في الهجوم، والمعجزة في الدفاع، سواء في السابع من أكتوبر أو خلال الأشهر الماضية".

وأضاف: "الفصائل الفلسطينية تُقاوم الاحتلال في كل محاور القتال وبأساليب متنوعة، بخطط دفاعية وهجومية، ولديها قدرة عالية جدًا على التعامل مع الأوضاع الميدانية والمستجدات الأمنية، وأثبتت أن لديها إرادة قوية لا تلين تستمدها بعد الله من إرادة شعبنا وحاضنته العظيمة في غزة في صمودها وثباتها وشموخها وفي قدرتها على تحمّل هذه الحرب العالمية والكونية".

وإذ أوضح أنّ المقاومة تجهّزت جيدًا لمثل هذه المواجهات والمعارك، وهي قادرة على الاستمرار بالدفاع عن شعبنا، شدّد هنية على أنّ الاحتلال "لن يستطيع كسر بندقية المقاومة ولا خفض رايتها ولا هزيمة إرادتها".

وأشاد بـ "المقاومة المتجدّدة المتواصلة في الضفة الغربية، وفي جبهات المقاومة في لبنان واليمن والعراق وسوريا"، قائلًا إنّ إسرائيل "كانت تريد أن تستفرد بقطاع غزة ولكن في إطار التلاحم بين جبهات المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن، وجدت نفسها في مقاومة أوسع".

توسّع رقعة الحرب

وقال هنية إن "رقعة المواجهة مع إسرائيل تتوسّع في الإقليم سواء كان في لبنان أو العراق واليمن وسوريا وصولًا إلى إيران، وكل ذلك مرتبط باستمرار العدوان والحرب وحرب الإبادة على قطاع غزة، وأعتقد أنه في الوقت الذي يتوقف فيه العدوان على غزة بالتأكيد فإن هذه الجبهات سيسودها الهدوء".

وحمّل هنية إسرائيل مسؤولية توسّع الحرب بالمنطقة، وقال إنّ "قصف البعثة الإيرانية في دمشق يدلل على أن الاحتلال الإسرائيلي فهم خطأ سياسة الصبر الاستراتيجي الذي رفعته طهران سابقًا"، فالكل كان يتوقع أن يكون هناك رد من إيران، لكن هذا الرد وحجمه ومداه وأبعاده راجع إلى إيران، فهي التي تتخذ القرار بما تراه مناسبًا".

وعن الردّ  الإسرائيلي على الهجوم الإيراني، قال هنية: "هذا يدلّ على أنّ نتنياهو لا يريد وقف الحرب على غزة بل يسعى إلى توسيعها لتصبح صراعًا إقليميًا، إضافة إلى جرّ الولايات المتحدة لتكون جزءًا أو ذراعًا عسكريًا يخدم الكيان الإسرائيلي في توجيه ضربات في هذه الجبهة أو تلك وخاصة إلى إيران".

المسجد الأقصى

وعن الوضع في المسجد الأقصى، قال: "الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو جعلت على رأس أولوياتها حسم معركة القدس، وتغيير المعالم الإسلامية والفكرية والتراثية والتاريخية بالقدس والمسجد الأقصى المبارك".

وفي هذا الإطار، دعا هنية الشعب الفلسطيني في القدس والضفة وفلسطينيي داخل الخط الأخضر والأمة العربية والإسلامية إلى النهوض من أجل حماية المسجد الأقصى، مشيرًا إلى أنّ عملية "طوفان الأقصى" انطلقت دفاعًا عن المسجد الأقصى والقدس، ومن أجل مقدسات الأمة في داخل فلسطين.

وأعرب هنية عن تقديره وشكره لدولة جنوب إفريقيا لرفعها دعوى ضد الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية، إضافة إلى الدول والطواقم القانونية العربية والإسلامية والعالمية التي ساندتها.

وقال: "على مدار سنوات، ارتكب الاحتلال المجازر ثم أفلت من العقوبة ومن العدالة الدولية والقانونية، لكن هذه المرة يجب أن لا يفلت من العقاب الذي يستحقه".

المصادر:
العربي - الأناضول

شارك القصة

تابع القراءة