السبت 27 أبريل / أبريل 2024

التضخم في البرازيل يحرم الملايين من الأمن الغذائي ويصيب آخرين بالجوع

التضخم في البرازيل يحرم الملايين من الأمن الغذائي ويصيب آخرين بالجوع

Changed

تحت شعار "لحم أقلّ خضار أكثر"، يعيش ملايين البرازيليين في ظل تضخم أفقد الموائد وجباتها الأساسية (غيتي)
تحت شعار "لحم أقلّ خضار أكثر"، يعيش ملايين البرازيليين في ظل تضخم أفقد الموائد وجباتها الأساسية (غيتي)
ينعكس التضخم المتسارع في البرازيل على موائد الطعام، في بلد يبلغ عدد سكانه 213 مليون نسمة، 13% منهم تحت خط الفقر، مع اتساع هوة التفاوتات بسبب جائحة كوفيد-19.

اضطُرت البرازيلية مارلي فوماغالي إلى أن تغيّر عاداتها لدى شرائها حاجاتها الغذائية من سوق في ساو باولو بسبب ارتفاع الأسعار وقد أصبح شعارها "لحم أقلّ، خضار أكثر والكثير من الابتكار".

وينعكس التضخم المتسارع على موائد الطعام في بلد يبلغ عدد سكانه 213 مليون نسمة، 13% منهم يعيشون تحت خط الفقر، مع اتساع هوة التفاوتات بسبب الأزمة الصحية الناجمة عن جائحة كوفيد-19.

وقالت فوماغالي (69 عامًا) التي يقع على عاتقها إطعام والدتها وابنتيها براتب متواضع: "ما زلت معسرة ماليًا بالنسبة إلى اللحوم، يمكنني فقط شراء بقايا اللحم التي أمزجها بالخضر والبطاطا".

وفي أغسطس/ آب، بلغ معدل التضخم خلال عام 9,68%، لكن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بنسبة 14%.

وأوضح الخبير الاقتصادي جويلسون سامبايو قائلًا: "هذا التضخم فوق المتوسط في أسعار المواد الغذائية أثّر بشكل كبير على ميزانيات الأسر الأكثر فقرًا منذ عام 2020 وهو مستمر هذا العام".

ووفق دراسة للمؤسسة نشرت في أبريل/ نيسان الماضي، يعيش 27,7 مليون برازيلي تحت خط الفقر، أو ما يعادل 12,98% من السكان، وهم يكسبون أقل من 261 ريالًا أي ما يعادل 41 يورو في الشهر.

وعام 2019، بلغت نسبتهم 10,97% مع وجود 23,1 مليون شخص يعيشون في فقر مدقع.

لحم البقر.. رفاهية

وفي السوق حيث تشتري فوماغالي حاجاتها، ولم يعد الجزار جوزيه غيريرو يقدم اللحم البقري، وبدلًا من ذلك، بدأ يبيع الدواجن.

ويعزو غيريرو السبب إلى محاولة تنويع الموردين للعثور على أفضل الأسعار، لافتًا إلى أن الأسعار في ارتفاع مستمر لأن الأمر يعود إلى الأثر المتراكم.

وارتفع سعر اللحم البقري 30,7% في عام واحد، أي أكثر بثلاث مرات من نسبة ارتفاع التضخم، وهو وضع متناقض في بلد يعتبر أكبر مصدر للحوم البقر في العالم.

ووفق مسح حديث أجراه معهد داتافولها، فقد خفض 85% من البرازيليين استهلاكهم لنوع واحد على الأقل من الطعام هذا العام وتناول 67% كميات أقل من اللحوم الحمراء.

الجوع موجود

وهناك بيانات أخرى أكثر إثارة للقلق تكشف أن 35 من المستطلعة آراؤهم يستهلكون كميات أقل من الأرز والفاصوليا السوداء، وهي الأطعمة الأساسية للعائلات البرازيلية.

ولفت الخبير جويلسون سامبايو إلى أن أول رد فعل تلقائي للمستهلكين هو استبدال بعض الأطعمة بأخرى، ثم خفض الحصص الغذائية وفي النهاية حرمان أنفسهم من أنواع معينة من الأطعمة.

وبحسب تقرير صادر عن جمعية بنسان، يعاني أكثر من 19 مليون برازيلي الجوع، ويعيش 116,8 مليون شخص، أو ما يعادل أكثر من نصف السكان، في حالة "انعدام أمن غذائي"، ولا يمكنهم "الوصول الكامل إلى الغذاء على أساس دائم".

وأدى التضخم إلى تفاقم أوضاع العائلات الفقيرة في بلد يعد أكثر من 14 مليون عاطل عن العمل.

وأشارت المتخصصة في الهندسة الغذائية في جامعة كامبيناس غلاوسيا باستوري إلى أن "الطعام الذي يستهلكه جزء كبير من السكان لا يحوي العناصر الغذائية الكافية الأمر الذي قد يؤدي إلى العديد من الأمراض المزمنة مثل مرض السكري أو مشكلات القلب".

"بولسوكارو" أو "بولسونارو"

وترجع المعارضة البرازيلية التضخم إلى السياسات الاقتصادية لحكومة الرئيس اليميني المتطرف جايير بولسونارو الملقب ب"بولسوكارو" (وتعني كلمة كارو باهظ الثمن بالبرتغالية)، لكن الحكومة تقدّر أن ارتفاع الأسعار يحصل في سياق دولي.

وأوضح مستشار الأعمال الزراعية كارلوس كوغو أن الأغذية التي يرتفع سعرها أكثر من غيرها هي تلك التي تصدرها البرازيل على نطاق واسع وتسعّر بالدولار في السوق الدولية.

وتابع أنه مع انخفاض قيمة الريال البرازيلي بشكل حاد في مقابل الدولار في الأشهر الأخيرة، فإن ارتفاع أسعار المواد الغذائية يكون أعلى من المتوسط العالمي.

ويضاف ذلك إلى الارتفاع الحاد في أسعار الوقود (+ 41,3 % في عام واحد) والجفاف التاريخي الذي يؤثر على محاصيل معينة، مثل الذرة، ويؤدي إلى زيادة كلفة الطاقة.

وبحسب كارلوس كوغو، يتوقع أن تبقى أسعار المواد الغذائية مرتفعة حتى عام 2023 أقله، في ظل خطر تعرض عدد متزايد من العائلات البرازيلية للجوع.

وتظاهر آلاف في الشوارع بجميع أنحاء البرازيل في 20 يونيو/ حزيران الماضي للاحتجاج على طريقة تصدي الرئيس للجائحة، واتهموه بالتأخر في شراء اللقاح والتشكيك في ضرورة استخدام الكمامات.

وكان استطلاع للرأي أظهر في شهر مايو/ أيار تراجع شعبية الرئيس إلى أدنى مستوياتها عند 24%.

وفُرضت على بولسونارو في 13 يونيو الماضي غرامة قدرها نحو 108 دولارات لمشاركته من دون وضع كمامة أو اتّخاذ إجراءات وقائيّة في تجمّع لراكبي درّاجات ناريّة في ولاية ساو باولو.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close