الخميس 9 مايو / مايو 2024

أودت بحياة المئات.. "مجزرة" ارتكبها إريتريون في إثيوبيا

أودت بحياة المئات.. "مجزرة" ارتكبها إريتريون في إثيوبيا

Changed

تيغراي إثيوبيا
سيطرت القوات العسكرية الإثيوبية والإريترية على أكسوم في إقليم تيغراي بإثيوبيا في 19 نوفمبر الماضي وفقًا لمنظمة العفو (غيتي)
استخدمت منظمة العفو الدولية صورًا ملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية لتكوين صورة كاملة عن الحدث الدامي الذي تقول إنه وقع في نوفمبر الماضي في بلدة أكسوم التاريخية.

أعلنت منظمة العفو الدولية، اليوم الجمعة، أن جنودًا إريتريين يقاتلون عبر الحدود في منطقة تيغراي في شمال إثيوبيا؛ ارتكبوا العام الماضي "مجزرة" أودت بحياة مئات الأشخاص، ويمكن أن ترقى لتكون جريمة ضد الإنسانية.

وجمعت المنظمة الحقوقية في تقرير جديد شهادات ناجين من هذه المجزرة. واستخدمت صورًا ملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية لتكوين صورة كاملة عن هذا الحدث الدامي الذي وقع وفق المنظمة، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في بلدة أكسوم التاريخية، الواقعة شرق إقليم تيغراي في إثيوبيا.

الدليل على جرائم الحرب 

وقال ديبروس موشينا مدير منظمة العفو الدولية في شرق وجنوب إفريقيا: "إن الأدلة مقنعة وتشير إلى نتيجة مروعة. القوات الإثيوبية والإريترية ارتكبت جرائم حرب عدة في الهجوم الذي شنته للسيطرة على أكسوم". واعتبر أن هذا العمل الوحشي يعتبر من أسوأ ما تم توثيقه حتى الآن في هذا النزاع.

وتحولت تيغراي إلى ساحة حرب منذ أوائل نوفمبر/تشرين الثاني 2020 عندما أطلق رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد عملية عسكرية ضد الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي التي اتهمها بمهاجمة معسكرات الجيش الفدرالي.

وفي نهاية الشهر نفسه، أعلن آبي أحمد النصر بعد استيلاء قواته على ميكيلي عاصمة إقليم تيغراي، على الرغم من تعهد الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بمواصلة القتال.

ويصعب تأكيد مزاعم حصول أعمال عنف أو نفيها، لا سيما أن تيغراي معزولة بسبب قطع الإنترنت عنها، ويصعب دخولها منذ بداية النزاع. وعلى الرغم من نفي أديس أبابا وأسمرا، لكن وجود القوات الإريترية في إثيوبيا موثق على نطاق واسع.

شهادات الناجين في إكسوم

ونقلت منظمة العفو عن 41 ناجيًا، أنه في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 سيطرت القوات العسكرية الإثيوبية والإريترية على أكسوم "في هجوم واسع النطاق، وأدى إطلاق النار العشوائي والقصف إلى قتل وتشريد المدنيين".

وقالوا: "في الأيام التسعة التي تلت ذلك، انخرط الجيش الإريتري في عمليات نهب واسعة النطاق لممتلكات المدنيين وعمليات إعدام خارج نطاق القضاء".

وأشار شهود عيان إلى أنه كان من السهل التعرف على الجنود الإريتريين من خلال مركباتهم ولغتهم والوشوم التقليدية على وجوههم، كما أنهم أعلنوا صراحة عن هويتهم.

ووقعت أسوأ أعمال العنف وفق الشهادات عندما هاجمت مجموعة صغيرة موالية لجبهة تحرير تيغراي قاعدة للجنود في 28 نوفمبر/تشرين الثاني، فرد هؤلاء بالانتقام من البلدة التي اقتحموها وخلفوا وراءهم الكثير من الجثث.

وأكّد سكان لمنظمة العفو أن العديد من الضحايا في أكسوم كانوا عزلا وأصيبوا بالرصاص خلال فرارهم، كما زُعم أن الجنود أطلقوا النار في اليوم التالي على من حاولوا إزالة الجثث. 

وذكرت المنظمة أنها جمعت أسماء أكثر من 240 من الضحايا، لكنها لم تستطع التحقق بشكل مستقل من العدد الإجمالي للقتلى. ومع ذلك، فإن الشهادات والأدلة تجعل من المعقول تقدير موت المئات.

صور الأقمار الاصطناعية

كما أظهرت صور الأقمار الاصطناعية علامات على مقابر جماعية بالقرب من كنيستين في البلدة. وقال موشينا: "يجب أن يكون هناك تحقيق بقيادة الأمم المتحدة في الانتهاكات الجسيمة في أكسوم، ومحاكمة هؤلاء الذين يشتبه في مسؤوليتهم عن ارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية".

وكرر دعوة المنظمة للحكومة الإثيوبية للسماح للمنظمات الإنسانية والحقوقية والإعلامية بدخول تيغراي دون عوائق.

وخاضت إريتريا حربًا حدودية دامية مع إثيوبيا بين عامي 1998 و2000 عندما كانت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي تهيمن على التحالف الحاكم في إثيوبيا.

ويعود حصول آبي أحمد على جائزة نوبل للسلام عام 2019 في جزء كبير منه لبدئه تقاربًا مع إريتريا التي لا يزال رئيسها أسياس أفورقي العدو اللدود لجبهة التحرير الشعبية لتحرير تيغراي.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close