سيكون استاد لوسيل في قطر، يوم غد الثلاثاء، مسرحًا لافتتاح مباريات المجموعة الثالثة، بلقاء سيجمع المنتخب السعودي ونظيره الأرجنتيني، أبرز المرشحين لنيل لقب كأس العالم 2022.
ويعول المدرب الأرجنتيني ليونيل سكالوني، على تشكيلة تضم أبرز الوجوه الذي فاز معها ببطولة كوبا أميركا 2021، وأولها النجم الأسطوري ليونيل ميسي، الذي كان يؤدي تدريبات خفيفة بعيدًا عن زملائه يوم السبت، ما أثار تكهنات بين بعض المشجعين بأنه ربما يعالج من إصابة ما.
لكن وسائل إعلام أرجنتينية قالت إن القائد البالغ من العمر 35 عامًا، والذي يشارك في كأس العالم للمرة الخامسة والأخيرة، لم يشارك في المران كإجراء "احترازي" بسبب إجهاد في العضلات، وبقي في قاعة الألعاب الرياضية مع بعض اللاعبين الآخرين.
ميسي أبرد قلوب عشاقه، حيث تدرب مع المنتخب الأرجنتيني، اليوم الإثنين، في ما سيكون آخر تدريب له قبل مشاركته الأولى في المونديال ضد السعودية.
الفرصة الأخيرة
وفي مؤتمر صحافي اليوم الإثنين، أكد ميسي أن مباراة منتخبه أمام المنتخب السعودي "لن تكون سهلة"، مشيرًا إلى "أنني جاهز بدنيًا وليس لدي أي مشكلة".
وأوضح أن "كل ما قيل عن غيابي هو مجرد شائعات لا صحة لها، وقد تكون هذه آخر فرصة لي من أجل التتويج بكأس العالم، لذلك هذه البطولة تعد مختلفة بالنسبة لي".
وأكد أنه لم يقم بأي استعدادات مختلفة قبل كأس العالم، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن هذه النسخة من المونديال تختلف فقط في توقيتها وسط الموسم لا في نهايته.
وأضاف: "لم يكن هناك وقت للإعداد لكننا في حالة جيدة بدنيًا ونفسيًا".
وتابع: "نتوقع مباراة صعبة أمام المنتخب السعودي، وستكون المباراة هي الأولى لعديد من لاعبينا في المونديال، لذلك من المهم أن نكون بكامل تركيزنا في الدقائق الأولى، ويجب أن نحترم الخصم".
وأردف: "سنحاول أن نقدم أفضل ما لدينا في مواجهة السعودية من أجل بلادنا، وأن نبدأ بداية جيدة في كأس العالم 2022، خاصة أن البدايات دائمًا تكون متوترة".
حماس كبير
من جهته، أكد مدرب الأرجنتين ليونيل سكالوني أنه "علينا أن نكون هادئين ومتزنين، لأن مواجهة الغد هي الأولى لنا، وهي أساسية، لذلك نشعر بالتوتر قليلًا. سنبذل جهدا كبيرًا، وسنلعب بشكل جيد".
وتابع سكالوني، في مؤتمر صحافي: "الأرجنتين تملك شغفًا خاصًا وحماسًا كبيرًا وعشقًا لكرة القدم، هذا جزء منا ومن هويتنا، لذلك سنقدم أفضل ما لدينا، لكن علينا تذكر أن هذه رياضة والحياة ستستمر مهما حدث".
ولفت إلى أن "الطقس جيد للغاية في قطر، لكن الأزمة الحقيقية كانت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، الذي تضمن الكثير من المباريات، والحمل التدريبي على اللاعبين، مما جعل بعضهم يعاني من إصابات".
وأكمل: "مشاركة ليونيل ميسي في كأس العالم يعد أمرًا رائعًا، فهو يستحق التقدير الذي يناله ويجب على الجميع أن يستمتع بما يقدمه".
ورفض القول إن المنتخبات العربية دون المستوى مقارنة بالآخرين، مؤكدًا أن كل شيء يحسم داخل المستطيل الأخضر.
ولفت إلى أن قطر تمتلك منتخبًا جيدًا، رغم خسارته أمس أمام الإكوادور، مضيفًا: "لكن الأخير كان أفضل".
لم نأتِ للنزهة
في المقابل، أكد الفرنسي هيرفي رينارد مدرب المنتخب السعودي لكرة القدم، أن لاعبي المنتخب بذلوا مجهودًا كبيرًا منذ فترة طويلة من أجل التواجد في كأس العالم، مشيراً إلى أن الحماس يسيطر على اللاعبين من أجل بداية مشرفة أمام الأرجنتين.
وعبّر رينارد في المؤتمر الصحافي اليوم عن سعادته بالتواجد في مونديال قطر، مشيراً إلى أن المنتخب متحمس لخوض المباراة الأولى في البطولة أمام المنتخب الأرجنتيني، رغم إدراكهم صعوبة جميع المباريات في المونديال، ولكنّ اللاعبين لديهم الحماس والإصرار والتفكير الكافي لخوض هذه المواجهات.
وأضاف: "بالنسبة للقاء المنتخب الأرجنتيني فهو مرشح لحصد البطولة وبالتالي هو بالتأكيد فريق قوي، ولكن هذه هي طبيعة المشاركة في المونديال بأن تواجه دائمًا أقوى المنتخبات".
وقال رينارد: إن المنتخب السعودي لم يحضر إلى قطر من أجل النزهة بل جاء بهدف جعل السعوديين فخورين بمنتخبهم.
وأضاف: "لدينا الكثير من اللاعبين الذين سبق أن شاركوا في كأس العالم 2018 وليس لدينا مشكلة في حراسة المرمى، ولدينا روح قتالية عالية واللاعب سلمان الفرج جاهز ويتدرب بشكل طبيعي".
وختم: "ميسي أسطورة كرة القدم، وهو أفضل ممرّر بالدوري الفرنسي ومستواه مميز، لكن أيضًا يجب علينا التركيز على بقية اللاعبين".
بولندا والمكسيك
وفي مباراة أخرى من المجموعة نفسها، يلتقي منتخبا المكسيك وبولندا على استاد 974، حيث يسعى المنتخبان للبحث عن بداية جيدة وانطلاقة تؤكد حرصهما على الصعود لدور الـ16، كما يدرك كل منتخب أهمية المواجهة التي ربما تحدد من تكون حظوظه أفضل للترقي للأدوار الإقصائية.
ويمتلك المنتخب المكسيكي سجلًا جيدًا في المباريات الأولى التي يخوضها في النهائيات العالمية، فقد فاز المنتخب القادم من أميركا الشمالية خمس مرات وتعادل مرة واحدة في آخر ست نسخ للبطولة، ونجح في التقدم للأدوار الإقصائية في كل مرة.
واقترن الإنجاز الأفضل للمكسيك في نهائيات كأس العالم، بالتأهل إلى الدور ربع النهائي مرتين فقط عندما استضافت النهائيات على أرضها للمرة الأولى عام 1970، ثم للمرة الثانية عام 1986 عندما خرجت أمام ألمانيا بركلات الترجيح دون أن تخسر أي مباراة في البطولة.
ويواجه المنتخب المكسيكي الذي يقوده المدرب جيراردو مارتينو نقصًا في خط الهجوم، بعد أن قرر المدرب الأرجنتيني عدم الاستعانة بخدمات الهداف التاريخي للمنتخب خافيير هرنانديز، رغم أدائه الجيد خلال الموسم الحالي ما أثار قلق الجمهور.
بالمقابل، أكد تشيسلاف ميشنيفيتش، المدير الفني لمنتخب البولندي، أن المجموعة الثالثة تضم منتخبات قوية، ويجب التركيز في الـ3 مباريات من أجل التأهل للدور المقبل من البطولة.
وأضاف ميشنيفيتس، خلال المؤتمر الصحفي اليوم، ان منتخبه عدد كبير من اللاعبين ذي الخبرة واللاعبين الشباب، حيث ستكون تشكيلة يوم غد، مزيجًا بين الشباب والخبرة، مؤكدًا جهوزية اللاعبين وعلى رأسهم أفضل لاعب عام 2020، مهاجم برشلونة روبرت ليفاندوفسكي.